تعودتُ وعلى مدى اكثرَ من عامين
أن أكتبَ هنا
أن أحفر في هذه ألرمال شيئآ من اناتي
واذا بطلائع ألقوافل ألمرتحلة بين ألحنين وألحنين
تحطُ رحالها
فمنهم من يخط بعدي كسرآ من همسه
ومنهم من يرتحل دون حرف
أليوم مللتُ من تصفيف ألحروف وتمشيط ألقوافي
بمشط ألاحاسيس
غدوتُ أشعرَ بأن ألزمن ألذي أحيا فيه لا يملك ألاسماع
وأن زمن ألزيف وعهد ألثعابين ألذي نحياه
لايقرُ ما يجول ُ في ألقلوب وماتنبض به أفئدةُ ألعاشقين
لأرتاح أذن من عناء ألفكر ومن ألانقلابُ على ذاتي
خشية ان تختنقُ بداخي كل تلك ألصرخات ألتي لم يألفها
أحدآ سواي وانا أتطلع أليها من خلال خرمَ أبرة
فقررت أن أنعزلً هنا
وأنا اتكأ على نخلة كريمة لا تطالبني ثمن غفوتي على جذعها
وأراقب بحذر كل تلك ألعصافير ألتي لاتكاد تدنو
حتى تتذكر بأن زمنآ تحياه
زمن زيف وعهد ثعابين
لربما هناك من سيخطُ على ألرمال بعدي
لربما لا أحد
ولكني حطمتُ مرآتي ألصغيرة
لكي لا أرى فيها نفسي مجددآ
وسأراقب وبحذر
ذلك ألمعجم ألاخير وألذي أسميته
كلمات لم ترى الشمس

عندما ألتقيا هناك في غفوةٍ من ألزمن
لم يكن يعلمُ بانه أللقاء ألاخير
كانً ألمطرُ يوشكَ على ألارتحال
بكل غيومه ألرماديه
وكانت ألريح ألتي تقبلَ من ألبحر
تحملُ بين طياتها أعباقآ
كانت تذكرهُ بشيٍ ما
شيء كم باتَ يحدق بوجه حبيبته ذات ألشعر ألاسود
لعله يتذكره ولكن كلُ ماكان يخطر بباله
هي تلك الامنية الحبيسةَ في جوفه
وألتي كانت تتقضه مضجعه بدء كل ليلة
....
شعرها أسود
عيناها سوداوتين
كانت تنظرَ أليه وفي رأسها تدور ألاحداث
ويتعاظمُ ألاستحياء بمجرد أن تنتابها
رغبة الاحتظان ألغير معلن
أمام شهادة الريح
وألغيوم
وبواقي من الامواج ألمتكسرة
على حافة ألمساء

ولكني حطمتُ مرآتي ألصغيرة
لكي لا أرى فيها نفسي مجددآ
وسأراقب وبحذر
ذلك ألمعجم ألاخير وألذي أسميته
كلمات لم ترى الشمس

كانت ترتدي فستانآ أسود
منتشيآ بعطرها ألشانيل ألذي تحب
وكان هناك فتحة صغيرة في اعلى ألاكام
كم أحسَ بأن تلك ألفتحة ألعاجية
هي ألثقب ألاسود ألذي أنسلَ منه ألى هذا ألوجود
كم تاقت الى تلك الفتحةُ نظراته ألشرهه ُ العطشة
وكم من خاطرةٍ وقصيدة تزاحمت في أركان ذهنه
ألشبه معطَل
فتسنانآ أسود يغطي كل جزر ألعاج

خيال ألنقية
شكرآ لنورك ألذي باتت تعكسه ألرمال
بأجمل ألون ألشروق
شرفت ونورت بيداء أحرفيلروحك ألنقاء ودمت ..

قالت له
مالذي يجعل مني مجنونةُ كما أنت
لأقبل دعوتك لي وانت تمشطَ بي مفرق ألساحل
وحدي معك
تحت ألمطر
أكاد أُجن كما انت
تظر بعينيها ألسوداوتين وراح يتأمل
وكأنه مطالبآ بمعرفة عدد رموشها
كأنهُ مطالبآ بحصد وجني كل ثمار الدراق
ألتي تكتظُ بها حقول تلك ألعينين الدامعتين
مسك يدها بقوة
وصار يتحسسُ في دفئها الفريد
وكان أوردتهُ تتغازل مع أوردتها ألرقيقة ألوديعة
أقترب من وجهها بكل ملامحه ألفحولية المشرئبةَ بالاحتياج
فظنت انه سيقبلها من تلك ألشفتين ألحمراوتين
أغمضت عينيها وتنفست نفسآ عميقآ لتحبسه في صدرها
رغم علمها بحبه لزفيرها ألمغادرَ من غابات الصنوبر في جوف ذاتها
لكنه لم يقبلها وقتها كان محتاجآ أن يشمُ عطرآ
لا ليس عطر الشانيل
أنما غدقُ أنوثتها ألممتزج مع عبق ألمطر
والذي يسكن بين شعرها ألاسود ونحرها ألابيض ألعاجي

لم تكن لتصاب بخيبة أمل لانها تعرفُ وتدركُ جيدآ
مدى أحتراقه وتحرقه للتذوق من رضابها
لكنها أحست بالبرد وهو يدبُ في أوصالها
لعله لو كان قد قبلها ما شعرت بالبرد أبدآ
لم تحفلَ بشيء من ألخذلان فما سياتي سيكون اجمل
أخذَ جرعةً كبيرة من ذلك ألعطر المخبوء تحت شعرها
توقفت خطاه
رفع براسه ألى ألسماء فهو لا يريد ان يطلق أنفاسهُ تلك
المشذاة بشذى ألوجود
يا أأأأأأأأأألله
كم يستعمرني ذلك ألعطر وكم تنتشي به هواتُ نفسي
ألظمأئه اليك
هكذا قاله لها وهو يرنو بعينيه ألتعبتين تراقص شعرها ألالياذي
على وقع انغام الموج
واصلَ خطاه
وهي تتكأ بنصف جسدها على كتفه وكأنها تريد لنفسها ألالتصاق معه
والى آخر ألعمر

في لحظةٍ ما واذا بالسماء وهي تترجم لغة كرمها
بسحابة سوداء أظلت ألافقِ حتى تهابى آخر خيط للنور
لتغدقَ على ألحبيبين سكابها ألدافيء ألمعتق بعطر السماء
كلاهما لا يدك ما سبب ضحكهما الطويل وبلا أنقطاع
حين لامست اجسادهم قطرات المطر
هي راحت تدور حول نفسها وتغني وترقص كما حورية بحر
وهو صار ينظر أليها ببسمة أعرض من ألبحر وابعدَ من ألسماء
تذكرت بان حبيبها يحب رقصة ألتانجو
مسكت يديه ألباردتين وراحت تتمايل أزاء صدره
وكأنها لحنآ أسبانيآ جميل
كان المطر يتحاتت على شعرها ألاسود
ليهبطَ ببطأ ببطأ شديد
ويمر على عينيها مرور الكرام ليكسبَ لونها ألليلي ألاليل
فيواصل رحلته الملكية الملامح ليختبيء لشيء من الوقت
بين شفتين المشهدتين
لتضفي اليه نكهة الكوثر
هنا
أحس برغبة لا يكاد يخفيها
طلب منها التوقف عن ألرقص
ليضع كلا كفيه تحت ذلك الوجه ألاعجازي ألوجود
لتتقاطر حبات ألمطر فوق راسها
وتهبط الى كفيه
وبعد ان امتلئت
قربها الى شفتيه ليشرب
يالذلك النبيذ ألذي لم يصنع من الثمار
أنما من ارواح ارواح حور العين
أنتبهت واذا به تساله غير عابهه بالمطر
ألهذا ألحد تحبني
أحس بأن شفتيه وحرفه وخياله وكل رجولته أعجز من أن يردوا
عن سؤالآ ليس يليه سؤال
وشعر بان ألكلمات كل الكلمات جوفاء
وأصغر من ان تجيب
أجابها ولكن بصمت
ليترك العنان لشفتيه ألباردتين
لعلهما يحسنا الاجابة

لم تكن لتشعرَ بانامله ألقويه وهي تحفرُ على أذرعها
آيات ُ شوقٍ تطالبُها ألارتواء
ولم تعي حينها بأن قطرات ألمطر هي ألاخرى راحت
تتزاحمَ كما ألنوق ألعطشة حول ألغدير
لتجد لها مدخلآ من تلك ألفتحات في ثوبها ألاسود
تلاصقت ألصدور وألتفت حول بعضها ألنحور
وكم أحتارت بذراعيها أين ترسلهما
لكنها وجدت من رقبتهِ أجملَ وألذَ ما تمنحَ لكفيها
رسل سلام وملائكةَ أمان
تتلمسَ دقئها وتحس بسريان دمه عبر أوداجه ألملتهبة حنين
طوقتها بأكفها وراحت تحنو عليها كما ألعازفُ لعوده
وهي تتناقل بشفتيها بين شفتيه وكأنها عصفورٌ يرتحلَ من غصنٍ ألى غصن
لم تكن تعلم بان لقبلة ألحبيب كل هذا ألقدرَ من ألايمان
بأن ألانسانَ أنسان
وأن ألحب عنفوان وبساتين ورد وعصير رمان
يالتلك ألقبلة التي أشعلت ذاتها بنيران الحب
حتى عادت رقبته لا تكفي مساحات شوقها من ألاحتظان
هبطت يديها لتحتظنهُ من منتصف ضهره
لترسمَ على ملامحه وعلى رمال ألشاطيء
قبلة حب بين قيس وليلاه لم تحتملها سطور ألتاريخ
فسقطت في هُوة ألكون وها هي أليوم
ذات ألفستان ألاسود تعيد ألى تلك ألقبلة أمجادها

عندَ منتصف شهر تشرين كانَ قد ألتقاها
كانت ترتدي فستانآ أسود
وقد سمحت لشعرها أن يعتلي َ وبكل سمو
عرش ذلك ألفستان ألجميل
كانَ يترقبها من بعيد
من خلف جدران الوهم وأسوار ألحُلم
صارَ يتفكر في نفسه وهو يوزعُ نظراته ألثملة على كل مساحات فستانها
لم تفتهُ غرزة أبرة ولا خيطآ فيه ألا
وأرسلَ أليه حجيجَ عينيه ألمترقبتين حدثآ ما
هو خلفها تمامآ
لكنها كلما خطت خطوة الى الامام
تحدثُ ألمعجزات
لازالت حروب المغول قائمةٌ على ساقها
هناكَ قَبَلت ليلى شفتيَ قيسها
وهناكَ قوافلَ أبي سفيان بطلائعها ألمعبقة بالعطور
هنا نبحت كلاب ألحوأب على ألجمل
وفي مكانٍ ما تصالحت ألاوسَ مع ألخزرج
وفي كل مكان من ذلك الفستان
أشتهاء شهريار ألغير مُعلن
كانَ خلفها تمامآ
يأملَ أن تصارَ نصب عينيه ألبنيتين ليسئلها
ليسئلها فقط
لماذا كل هواء هذا ألعالم يختنقً مالم يتنفسك
وماء ألبحار كلها تظمأ حينَ لا تشربك
كان يود أن يسئلها
من أيُ ألفيارزِ أستصاغ جُلدك
كان خلفها تمامآ
يسير وألكلاب تنبح
وأحداث ألزمان
كل ألزمان
لم تزل تحدثُ فوق وعلى وتحت وفي
ذلك ألفستان ألاسود

لازلتُ وحدي
جليستي أحزاني
ونديمتي وحدتي
لازلتُ في ألزمن ألصعب
زمن ألزيف وعهدُ ألبراكين
صديقي ألوحيدُ
هو تبغ سكائري
كوب ألشاي ألبارد يرتعش بين يدي
وأشباحآ تسري أمامي بينَ حينٍ وآخر
منضدةٌ عتيقه
وستائرَ حمراء
وشمعة لا يكادُ يرى لهيبها
ألريح تراقص ألستائر
وترسلُ أناملها ألباردة لتعبثَ في لهيب شمعتي ألحمراء
هذه ليلة ألخميس
وهذه بضعُ مذكراتي
أن أجلسَ وحدي وأستمعَ ألى هسيسَ أنفاسها يدنو مني
كأنها لاتريد ألمثولَ بين نظراتي
تداعب ُ سهري بيديها ألرقيقتين
وتحدقُ ألى ألريح من خلال نافذتي
تؤنسُ شمعتي
وتروحُ أنفاسها ألمريمية
تغزو كل أشلاءَ ذاتي
أنها
عازفةٌ ليلي أنا

شكرا لكـ

شكراااااااااااا على الموضوع الجميل