بدأ
المنتخب الزامبي بضغط عنيف على جبهة المنتخب السوداني مع تراجع واضح
للاعبي صقور الجديان أملاً في تخطي ربع الساعة الأول من اللقاء والذي
لطالما شكل عقدة للاعبي صقور الجديان، وبعد مرور 8 دقائق تخلص رفاق القائد
هيثم مصطفى من الحذر الدفاعي في محاولة لمجاراة الإيقاع السريع للرصاصات
النحاسية.

أول الفرص الخطيرة في المباراة كانت من نصيب رفاق
كريستوفر كاتونجو عندما مُررت كرة رائعة خلف المدافعين لمايوكا والذي وجد
نفسه في مواجهة الحارس ليسددها نحو المرمى إلا أن أكرم الهادي نجح في
إخراجها إلى ركلة ركنية.

وبعد دقيقتين فقط منح حكم المقابلة مخالفة
غير مباشرة للمنتخب الزامبي من الناحية اليمنى لدفاع السودان نُفذت داخل
منطقة الجزاء لتجد رأس المدافع سونزو والذي وضعها برأسه في الشباك معلناً
تقدم الرصاصات النحاسية بهدف مبكر.

وحاول أبناء المدرب هيرفي رينارد
إستغلال حالة الشرود التي إنتابت لاعبي المنتخب السوداني لتتاح فرصة في
الدقيقة 16 للاعب مازيمبي كالابا إلا أن أكرم الهادي تمكن من التصدي لها
ببراعة.

الفرصة الأولى للمنتخب السوداني كانت في الدقيقة 19 عندما
أخطأ أحد مدافعي المنتخب الزامبي في إخراج الكرة من داخل منطقة الجزاء لتجد
محمد أحمد بشير والذي سددها سهلة في يد حارس المرمى.

إضطر محمد عبد
الله مازدا إلى إجراء تبديل مبكر في الدقيقة 27 بعد تعرض لاعب الوسط
المميز علاء الدين يوسف لإصابة عضلية ليفسح المجال للاعب الوسط الشاب أمير
كمال ليحل محله.

هدأت المباراة كثيراً بعد ذلك حيث سيطر لاعبو
المنتخب السوداني على وسط الملعب ولكن من دون خطورة تذكر بينما تراجع لاعبو
زامبيا للوراء مع انتهاج أسلوب الهجمات المرتدة والتي لم تخلو من خطورة.

ظهر
تأثير الإهراق واضحاً على لاعبي الفريق السوداني بعد المجهود الكبير الذي
بذلوه في المباريات الماضية ليتعرض لاعب هلال أم درمان المنضم حديثاً من
صفوف الأمل عطبرة نزار حامد لشد عضلي ليحل لاعب الموردة رمضان عجب بديلاً
عنه في الدقيقة 41.

ولم يطرأ أي جديد في اللحظات الأخيرة
من الشوط الأول حيث نجح الفريق الزامبي في إنهائه بأفضلية التقدم بهدف
نظيف أملاً في أن تصبح المهمة سهلة في الشوط الثاني للمقابلة.

ووضح
جلياً الرغبة الكبيرة للاعبي المنتخب الزامبي في إنهاء المباراة والقضاء
على أحلام ممثل سيكافا في الترشح للدور القادم ليبدأ الشوط الثاني بقوة في
محاولة لتسجيل هدف آخر ينهي به المقابلة.

الدقيقة 64 كانت نقطة
التحول الرئيسية للمباراة حيث منح الحكم ركلة جزاء صحيحة للمنتخب الزامبي
عندما عرقل سيف مساوي لاعب الوسط الأيسر للرصاصات النحاسية سنكالا ليشهر
الحكم البطاقة الصفراء الثانية في وجه مساوي ليغادر الملعب ويكمل المنتخب
السوداني اللقاء منقوصاً من أهم لاعبيه.

ضربة الجزاء إنبرى لها
كريستوفر كاتونجو والذي سددها في منتصف المرمى ليردها أكرم إلى داخل الملعب
لتجد كاتونجو من جديد والذي وضعها في الشباك مضاعفاً بذلك النتيجة ويزيد
من معاناة صقور الجديان.

بعد الهدف الثاني مباشرة أجرى مازدا تبديله
الثالث بخروج كابتن الفريق هيثم مصطفى ودخول بدر الدين قلق أملاً في تدارك
تأثير النقصان العددي ولكن لم يؤدي هذا التبديل مفعوله ليواصل المنتخب
الزامبي سيطرته المطلقة على اللقاء وينجح البديل تشامانجا في تسجيل الهدف
الثالث في الدقيقة 86 إثر خطأ فادح في التمرير من جانب مدثر كاريكا وسط
حسرة الجماهير السودانية والتي كانت تأمل في ذهاب منتخبها إلى أبعد نقطة ممكنة.

تواصلت
السيطرة الزامبي وفشل صقور الجديان في تسجيل هدف شرفي ليعلن الحكم عن
نهاية المباراة بتأهل المنتخب الزامبي إلى نصف نهائي المسابقة ليواجه
المتأهل من مباراة الغد والتي ستجمع ممثل العرب الوحيد في هذه البطولة
المنتخب التونسي بنظيره الغاني.