قال الله تعالى (فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ ) السلام عيلكم ورحمة الله وبركاته
قال الله تعالى (فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ عَلَى آثَارِهِمْ إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيثِ أَسَفاً)
وقال الله عز وجل(لَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ أَلَّا يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ)
وقالى تعالى{قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَّذِي يَقُولُونَ}
وقال الله تعالى {وَلا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ}
قال الشيخ صالح الفوزان في إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد
(فهو يهْتَمُّ ويحزن لما يرى من مخالفة النّاس لعبادة الله
سبحانه
وتعالى، لأنه يريد للناس الخير، ويريد لهم النجاة، فيُحزنه إذا رآهم على
سبيل الهلاك لكمال شفقته صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ)
وقال الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله في تفسير سورة الكهف
(قوله تعالى(فَلَعَلَّكَ)الخِطاب للرسول صلى الله عليه وسلم
(بَاخِعٌ نَفْسَكَ)مهلكٌ نفسَك،لأنه كان صلى الله عليه وسلم إذا لم يجيبوه حَزِنَ حَزناً شديداً،
وضاق صدره حتى يكادَ يَهلك،فسلَّاه الله
وبيّن له أنه ليس عليه من عدم استجابتهم من شيء،
وإنما عليه البلاغ وقد بلَّغ)
وقال الشيخ محمد بن عثيمين في تفسير سورة الغاشية
(قال الله تعالى لنبيه(لعلك باخع نفسك ألا يكونوا مؤمنين}
لا تهلك نفسك إذالم يؤمنوا،إيمانهم لهم وكفرهم ليس عليك ولهذا (قال لست عليهم بمصيطر)
يعني ليس لك سلطة عليهم، ولا سيطرة عليهم،
السلطة لله رب العالمين، أنت عليك البلاغ بلغ،
والسلطان والسيطرة لله عز وجل)
وقال الشيخ محمد بن عثيمين في تفسير سورة الكهف
(أنه لعلك باخع نفسك من الأسف إذا لم يؤمنوا بهذا
مع أن الرسول صلى الله عليه وسلم ليس عليه من عدم استجابتهم من شيء،
ومهمة الرسول صلى الله عليه وسلم البلاغ قال تعالى{ فإنما عليك البلاغ}
وهكذا ورثته من بعده: العلماء، وظيفتهم البلاغ
وأما الهداية فبيد الله، ومن المعلوم أن الإنسان المؤمن
يحزن إذا لم يستجبِ الناس للحق،
لكنَّ الحازنَ إذا لم يقبل الناس الحق على نوعين:
1 - نوع يحزن لأنه لم يُقبل.
2 - ونوع يحزن لأن الحق لم يُقبل.
والثاني هو الممدوح لأن الأول إذا دعا فإنما يدعو لنفسه،
والثاني إذا دعا فإنما يدعو إلى الله ، ولهذا قال تعالى{أدع الى سبيل ربك}
لكن إذا قال الإنسان أنا أحزن؛ لأنه لم يُقبل قولي؛
لأنه الحق ولذلك لو تبين لي الحق على خلاف قولي أخذت به فهل يكون محموداً أو يكونُ غير محمود؟
الجواب: يكون محموداً لكنه ليس كالآخرَ الذي ليس له همٌّ إلَّا قَبول الحق سَواء جاء من قِبَله أو جاء من قبل غيره