الافتراضي معوقات القراءة ( لماذا لا نقرأ )
[size=29]معوقات القراءة
بسم الله الرحمن الرحيم :
أتابع
معكم موضوعنا عن القراءة و أهميتها و تعمدت أن أجعل بين الموضوعين فترة
زمنية جيدة و حتى موضوعي لماذا نقرأ لم يحصل على الكثير من الاهتمام بسبب
تهرب الكثيرين من مجرد التفكير بالقراءة و هذا يعني أن المشكلة كبيرة و
متفاقمة داخل المجتمع العربي
و سؤالي اليوم عكس السؤال الماضي و هو :
لماذا لا نقرأ ؟؟؟؟؟؟
ما هي المعوقات التي تمنعنا من القراءة ؟؟؟ و لماذا تهربنا حتى من قراءة موضوع لماذا نقرأ ؟؟
لماذا صارت فكرة القراءة أمراً مزعجا نتهرب منه ؟
سأتكلم اليوم عن معوقات القراءة في الجزء الثاني من موضوعي عن القراءة و أهميتها في حياتنا
معوقات القراءة :
1-
عدم إدراكنا لأهمية القراءة و التي تكلمت عنها في موضوعي الأول فعندما
تجهل فوائد شيء ما فلن تهتم به و لن تفكر فيه و ما تكلمنا عنه من فوائد
القراءة برأيي جدير بأن نبدأ بالوعي و أن نعيد حساباتنا في أولويات حياتنا
، و ربما هذا الأمر سبب في الكثير من مواطن الضعف فينا ، فنحن نجهل أهمية
الكثير من الأمور التي عرفها غيرنا و لم نعرفها ، جهلنا بأهمية التعليم و
جهلنا بأهمية الإعلام و جهلنا بأهمية الرياضة و الزراعة و التجارة و
الصناعة و كثير من الأساسيات عند غيرنا و الثانويات عندنا مع الأسف
2- الكسل و دنو الهمة :
فقراءة كتاب ما تستوجب تركيزا كاملا و تفرغا من روتين الحياة و نفوسنا مع
الأسف اعتادت الكسل و فترت همتها ففي الماضي كان العلماء يسافرون بحثا عن
كتاب سمعوا به بينما نحن نستطيع عبر الإنترنت مثلا أن نتصفح عدة كتب
بسهولة و يسر و ربما هذه السهولة جعلتنا كسالى نبحث عن الوجبات السريعة
الجاهزة حتى لعقولنا
3- وسائل الإعلام المرئية
و المسموعة و برغم أهميتها التي لا شك فيها لكنها بمجملها لا تقدم الفكر
المتكامل مطلقا و لا تغني عن الكتب أبدا ، فمعظم البرامج التي نشاهدها إما
تجارية الهدف و المضمون و هدفها جذب المشاهد فقط لا غير دون الاكتراث
بنوعية المادة التي تقدمها للمشاهد ، أو ترفيهية هدفها التسلية و الإمتاع
فقط لا غير أو مشبوهة هدفها تغيير القيم و المفاهيم و تشويه صورة المجتمع
العربي و إظهار الغرب بمظهر البطل و المتطور و المنفتح و هذا يشكل خطرا
كبيرا على شباب الأمة و يحولهم إلى جهتين متفلتة لا تراعي أدبا و لا دينا
و لا خلقا أو متطرفة عنيفة تكفر الناس و تحول الجميع إلى أعداء
كما أن هذه الوسائل تشجع على الكسل و الخمول و توهم الناس بأنها تغني عن القراءة
4- الصحف و المجلات
و الكتيبات الصغيرة المختصرة التي عودت الناس على الثقافة المعلبة السريعة
و جعلت قراءة الكتب أمرا صعبا و مملا و متعبا في نظر الكثيرين و لو سألت
أي شاب عن آخر كتاب قرأه فتأكد أنه سيعطيك اسم أحد هذه الكتيبات المختزلة
و المختصرة ليس أكثر
5- عدم العناية بتنظيم الوقت
: فتنظيم الوقت يتيح المجال للمطالعة لكن معظمنا لا نسير وفق برنامج محدد
و لا ننظم وقتنا و نضيع الكثير من الوقت بلا هدف أو فائدة و حتى أوقات
الفراغ نضيعها في اللعب و متابعة التلفاز و النوم
6- المعوقات المادية فالكثيرون
لا يملكون ما يكفي لشراء الكتب و لو كانت رخيصة الثمن فالسعي وراء لقمة
العيش يأخذ كل تفكيرهم ووقتهم و بالكاد يتمكنون من تأمين أساسيات الحياة و
الأسرة
7- المناهج التعليمية
غير الموضوعية و التي تكثف المعلومات و تعتمد على العلم النظري و الحفظ
الصم دون اهتمام و لا حب للكتاب مما يجعل الكثيرين يكرهون الكتب بسبب
معاناتهم منها أيام الدراسة و الجدير ذكره أنه في الغرب هناك فترة مخصصة
للمطالعة من خارج المنهاج كل فترة و يطالب كل تلميذ بتقديم ملخص واف عن
كتاب قرأه مؤخرا و هذا يحفز الذهن على الاستمرار في المطالعة لتصير عادة
يومية تبدأ منذ الصغر و تخصص حوافز تشجيعية و منح و مكافآت لكل من يقرأ
كتاباً
8- غياب القدوة : ففي الماضي كان هناك عظماء و قراء يقتدى بهم
فالحافظ ابن حجر العسقلاني مثلا يروى عنه أنه قرأ خلال شهرين أو ثلاثة ما
يزيد عن مئة ألف كتاب و كذلك شيخ الإسلام ابن تيمية و شيخ الإسلام ابن
القيم و ابن الجوزي الذي لم يكن يطيق أن يرى كتاباً لم يقرأه من قبل و كان
الأستاذ علي الطنطاوي أحد العلماء المعاصرين يقرأ لمدة عشر ساعات في اليوم
الواحد
و كان الجاحظ إذا وقعت عينه على كتاب قرأه من بدايته لنهايته
أما
اليوم فقد اختلفت القدوات و صار الشباب يقتدون بالفنانين التافهين و لاعبي
كرة القدم و لا يعرفون عن تاريخ و علماء أمتهم شيئا و لا حول و لا قوة إلا
بالله
كانت هذه محاولة للوقوف عند معوقات القراءة فعندما نعرف مواطن الضعف سنسعى إلى تغييرها
[/size]