كيف تولد الأحاسيس؟.. لماذا تضاعف مرارة الماضي؟ كيف تولد الأحاسيس؟.. لماذا تضاعف مرارة الماضي؟
--------------------------------------------------------------------------------
--------------------------------------------------------------------------------
كيف تولد الأحاسيس؟.. لماذا تضاعف مرارة الماضي؟
اجعلها حلاوة لحاضرك وأملاً لمستقبلك!
الكاتب والمحاضر العالمي ورائد التنمية البشرية
الدكتور إبراهيم الفقي
الإنسان صاحب العقل والإرادة يستطيع -بل وينبغي عليه- أن يتدرّب على سلوك التحكّم في الذات حتى يصير عادةً له يفعلها تلقائياً وأن يسخّر طاقاته الانفعالية للبناء لا للتخريب. وضمن محور التعرّف على أسباب تفجّر الأحاسيس وطرق التحكّم بها "أين تولد الأحاسيس" و مصادر الأحاسيس: الإدراك، والتخيّل، والذاكرة.
و نركز اليوم على "كيف تحدث الأحاسيس" مع: الساعة النفسية
أنت تحرّكها.. أم هي تحرّكك؟
هناك ما يعرف بالساعة النفسية (أو الوقت النفسيّ) وهي تستطيع أن تنتقل بك إلى الماضي لتعرض عليك أحداثاً أو تجارب تعرضت لها، أو تذهب إلى المستقبل لتعرض لك أحداثاً لم تقع بعد.
من المفيد للمرء أن يتعلّم كيف يستخدم الساعة النفسية، وأن يعمل على تغيير إدراكه إلى مهارة وقوة عندما يفتح العقل الملفات العقلية المتعلقة بالماضي.
ولكن لأنّ اغلب الناس غير متدرب على استخدام قدراته وتغيير إدراكه تفتح الملفات العقلية بالساعة النفسية وتكون سلبية وبالتالي تؤثر تأثيراً سلبياً على المرء لأنه لا يشعر بها في الماضي وإنما في وقت فتحها في الحاضر، فإذا انتقل العقل إلى الماضي بالساعة النفسية مصطحباً معه التخيل والإدراك ففتح ملفاً يحتوي على أحاسيس معينة ونقله غلى الحاضر فإنه يشعر بهذه الأحاسيس في الحاضر فقط، لا في الماضي ولا في المستقبل.
إذاً قد يستمد المرء من الماضي ومن المستقبل -وهما ليسا موجودين في اللحظة الحاضرة- أحاسيس سلبية تؤثّر على حاضره سلباً.
فاللحظة الآنية نقية جداً ويلوثها الفرد بتفكيره في تجارب الماضي السلبية أو في مخاوف المستقبل.
لو أن المرء وقع له حادث سيء عندما كان في الرابعة من عمره –وهو الآن في العشرين- فقد يظل يسترجع هذا الحادث دون أن يتعلم، ثمّ يضيف إليه تجارب أحاسيس ستة عشر عاماً فتتراكم الأحاسيس السلبية لهذا الحادث وتنمو، وبالتالي يدركها في صورة أكبر وأقوى من حقيقتها ويتخيلها في الحاضر ويشعر بها الآن.
الأحاسيس تتراكم وتنتقل نتيجة للتذكر والإدراك والتخيّل، لذا: تحمّل مسؤولية حياتك ولا تلم أحداً أياً كان. إنّ تحمّلك لمسؤولية حياتك يعدّ من جذور القوّة الذاتية.
واجبات عملية.. قم بها الآن!
- هل يغلب عليك التفكير بالماضي.. أم بالمستقبل؟
- كيف تجعل غالب تفكيرك بما سيكون لا بما كان؟ تأمّل وارسم لنفسك خطوات عمليّة. دوّنها تدويناً وراقب التزامك بها.