إحصائية العضو | الجنس : | المساهمات : 49 | نقاط : 91 | السمعة : 0 |
| | موضوع: اتمنى ان تساوي حياتك إنقاذها اتمنى ان تساوي حياتك إنقاذها كان عماد في منتهى السعادة عندما ايقظته والدته لكي يستعد للسفر الى جزيرة تاهيتي الجميلة علي ظهر السفينة التي تحتوي علي مائة غرفة و مطعم كبير , و صالة للألعاب الرياضية , و حوض سباحة كبير , و بسرعة كان عماد مستعدا تماما ..
و تجمعت العائلة المكونة من الأب , و الأم , و مرفت و هي الابنه , و عمرها عشر سنوات , و عماد و هو في السابعة من عمره , و في الطريق الى الميناء كان الجميع يحلمون بالرحلة و العطلة الجميلة علي شواطئ تاهيتي الساحرة , و اخيرا وصلت سيارة الأجرة الى الميناء , و صعد الجميع علي ظهر السفينة , و قادهم المسئول الى غرفتهم في الدور الأول من السفينة ..
و مضى الوقت سريعا , و بدأت السفينة في الإبحار , في ذلك الوقت كانت العائلة في المطعم تتناول الغذاء , و استغل عماد انشغال الجميع في الحديث و الطعام , و ذهب الى سطح السفينة , لكي يشاهد حمام السباحة , و يتمتع بمنظر المحيط .. كان المنظر رائعا , و ذهب عماد الى نهاية السفينة , و بدأ ينظر الى أسفل و انحنى اكثر من اللازم , و كانت المفاجأة .. وقع عماد في المحيط , و اخذ يصرخ و يطلب النجدة , و لكن بدون جدوى .. و أخيرا كان هناك احد المسافرين , و هو رجل في الخميسنات من عمره , فسمع صراخ الطفل , و بسرعة ضرب جهاز الإنذار , و رمى نفسه في المياه لإنقاذ الطفل , و تجمع المسافرون , و هرول المتخصصون , و بسرعة ساعدو الرجل و عماد , و تمت عملية الإنقاذ , و نجا عماد من موت محقق .. و عندما خرج من المياه ذعب الى والديه , ليعتذر عما صدر منه , و بعد ذلك بدأ في البحث عن الرجل الشجاع الذي انقذ حياته , و لما وجده واقفا في ركن من الأركان , و كان مازال مبللا بالمياه جري اليه و حضنه , و قال له " لا أعرف كف اشكرك .. لقد انقذت حياتي من الغرق" .. و بإبتسامه هادئة رد الرجل قائلا : "يابني اتمنى ان تساوي حياتك إنقاذها" .. و كات هذه الكلمات بمثابة رشاش بارد في يوم ساخن , و استقرت بعمق في ذهنة , و كانت الدافع الرئيسي في نجاح عماد في حياته , فقد بُرمجت في عقله بعمق , و لازمته طوال حياته , و جعلته مرموقا ناجحا محبا للخير , و كلما واجهته تحديات الحياة تذكر كلمات الرجل :
"يابني اتمنى ان تساوي حياتك إنقاذها"
و الآن دعني اسألك : * هل حياتك تساوي انفاذها ؟؟ * هل تريد ان تترك بصمات نجاحك في الدنيا ؟؟ * هل قررت ان تحكم في شعورك و احاسيسك و حكمك علي الأشياء و الآخرين ؟؟ * هل قررت ان تكون مثلا اعلى لكل من حولك ؟؟ * هل قررت ان تقابل تحديات الحياة بإبتسامة عريضة , و تعمل علي حلها ؟؟
ابدأ من اليوم .. و تذكر قول الشاعر "ما الحياة الا امل يصاحبها ألم .. و يفاجئها أجل"
فعش حياتك بالأمل و توقع الخير .. حدد اهدافك .. اكتبها .. ع الخطط لتنفيذها .. ضعها في الفعل , و كن مؤمنا بها .. حتى تحققها , و بما ان الحياة يصاحبها الم و تحديات , فكن مستعدا .. قابل هذه التحديات بقوة و عزم و صبر , و توكل علي الله , فإن الله يحب الصابرين , و الله لا يضيع اجر من احسن عملا .
و بما ان الحياة يفاجئها أجل , و انه الشئ الوحيد الحقيقي في هذه الدنيا , و هو المصير المحقق لكل انسان .. فعش بالكفاح في سبيل الله ... كن مستعدا ليوم لقائك مع خالقك العظيم , فصلِّ و كأنك تصلي صلاة الوداع .. عامل كل إنسان و كأنك ستراه لآخر مرة .. اعطف علي المساكين كما لو كان هذا هو آخر شئ تفعله في الدنيا ..
تقرب اليوم الى الله سبحانه و تعالى , و ستجد ان حياتك امتلأت أكثر بالنور و الحب , و ستجد نفسك في سعادة لا محدودة , و نجاح تُضرب به الأمثال .
فابدأ من اليوم في تغيير حياتك الى الأفضل , و ساعد الآخرين , و تذكر ان سعادتك بين يديك ..
و أخيرا ادعو لك من كل قلبي ان تكون حياتك مملؤة بالإيمان و الصحة و السعادة .. وفقك الله ..
من كتاب قوة التحكم في الذات د. إبراهيم الفقي
|