وما الدنيا إلا شاتٌ كبير : تأملت كثيراً هذه الشاشة التي تمتلئ بالصور المتشابهة والأسماء ...
طال نظر عيني الحائرتين ... ثم دمعتا فقد مللتا النظر إلى وجه الأدعياء
عالم الشات .. ليس وهمياً وليس للقصص والذكريات ...
إنما هو صورة مصغرة لدنيانا التي ابتعدنا عنها حتى لا تلوثنا بحقدها وقذارتها ...
فاخترناه لنتعامل معها عن بعد ،، ولاعتقادنا بأن الجرح فيه لا يدمي ،، ودمع العين فيه لا تجني ...
فيه الدروس التي غفل أهلنا أن يعلمونا ،،، وتركونا نسير في عالمنا الكبير صفحات بيضاء !
حقاً .. ما الدنيا إلا شات كبير !!!
شاشة ولوحة مفاتيح ..
وبشر حقيقيون يدعون ويكذبون .. بعضهم صادقون مهذبون
بعضهم لوجه الله ينصحون .. والآخر يفعلون ليفترون
وجميعهم يقولون ويقولون !!!
فتيات يدخلن بأسماء رجال .. وذكور ليسوا برجال !!
متسترون تحت تسميات البراءة والأطفال .. وما هم بحاملي البراءة ولا هم بمحبي الأطفال !
حافظو الآيات الذين لا يفقهون .. حاملو الشعارات التي إليها لا ينظرون !!
الآمرون بالمعروف والذين هم عنه ينسون ..
الناهون عن المنكر وهم له فاعلون !!!
هه وما الدنيا إلا شات كبير !!!
هذا يحمل قوس ومبراة .. ولكنه لا يبصر المرمى ولا يدري ما يصيد
وذاك يمتطي جواداً قد طأطأ رأسه .. خاب رجائه بفارس نبيل
هذه جميلة حسناء لا تملك عقلاً ولا تدري إلا فن السحر والإغراء
وهذا عاشقٌ بل ديك صادح بقول يحفظه دون عناء
ذاك مؤلف بارع ،، ينشر كذباً ما بين القال والقيل ...
وتلك رسمت نفسها أميرة بنت قصورها من ضروب الخيال !!!
هؤلاء هم الكاذبون يدعون ويدعون ...
وفي وسط هذا الضباب تظهر بعض الجبال ،، تقف بشموخ ،، تدعونا للاحتماء بها حتى تنجلي ظلمة الليل
وبين أحضانها نجد الناجين .. وقد آلفوا مكاناً وحملوا على صدورهم عقود من الورد والرياحين
يمرون بيننا .. كأطياف تهمس لنا أن نعود وعن طريقنا لا نحيد ...
يسقونا بأيديهم مياه عذبة من بين أعين الصفاء تسيل ...
وبدت أرواحنا معهم تميل ... وفي وسط اللون الأخضر تسرح ... تطرب لعزف خفي جميل
يكونون كلحظات مرت .. دون أن تودعنا .. فقط أخذت من العين قطرات لا تسيل
فهنا يجب أن نفصل الشات عن الدنيا حتى وإن كانت الدنيا ما هي إلا شات كبير !
~وجهة نظر أو هي قناعة خطها قلمي ~