الرئيسيةالتسجيلمكتبي  الرسائل الخاصةالبحثالخروج

  
 


  
أهلا وسهلا بك إلى منتديات ابداع نت.
أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم، إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التكرم بزيارة صفحة التعليمـــات، بالضغط هنا.كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط هنا إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، أما إذا رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة القسم الذي ترغب أدناه.
 


الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  الأحداثالأحداث  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

منتديات ابداع نت :: الآقسام الترفيقية :: قسم المنتديات العامة :: القسم الاسلامي

  
شاطر
 

  
 موت الأمم وحياتها Empty2011-07-08, 22:58
المشاركة رقم:

avatar

إحصائية العضو

الجنس : انثى
المساهمات : 218
نقاط : 650
السمعة : 0
مُساهمةموضوع: موت الأمم وحياتها


موت الأمم وحياتها


موت الأمم وحياتها

محمد البشير الإبراهيمي (ت 1384هـ - 1965م)

نُشر عام 1350هـ الموافق 1934م





إنَّ
موت الأمم، وحياة الأمم لفظان مطروقان مستعملان في نصابهما من الوضع
اللغوي، كموت الأرض بالقحط، وحياتها بالغيث، لا ينبو بهما ذوق ولا منطق ولا
فهم، وإن معناهما لأوسع وأجل من معنى حياة الفرد، وموت الفرد، هذه حياة
محدودة، وموت لا رجعة بعده إلاَّ في اليوم الآخر، وتلك حياة ممدودة الأسباب
ينتابها الضعف فتعالج، ويُلِمّ بها المرض فتداوى، ويطرقها الوهن فتقوى،
ويدركها الانحلال فتشد، ويعرض لها الانتقاض فترمم، وتظلم آفاقها بالجهل
فتنار بالعلم.

طالما قال القائلون عن
أمتنا: إنها ماتت، وطالما فرح الشامتون بموتها، وطالما نعاها نعاة
الاستعمار على مسمع منَّا، وأعلنوا البشائر بموتها في عيدهم المئوي
فَعَدَّوه تشييعاً لجنازة الإسلام الذي هو مَسّاك حياة هذه الأمة في هذا
الوطن، فقالوا: ماتت لا رحمها الله، وصدقهم ضعفاء الإيمان منَّا فقالوا:
ماتت رحمها الله، وقلنا نحن: إنها مريضة مشفية، ولكن يرجى لها الشفاء إن
حضر الطبيب، وأحسن استعمال الدواء؛ فحقق الله قولنا، وخيب أقوال المبطلين
وكذب فألهم، فحضر الطبيب في حين الحاجة إليه، وأذن بالإصلاح في آذان المريض
فانتفض انتفاضة تطايرت بها الأثقال، وانفصمت الأغلال، وكان من آثارها هذا
اليوم الذي لا يصوره الخيال والوهم، وإنما يصوره العيان والواقع.


فإذا
بقي في الدنيا ممسوس، يكابر في المحسوس، ولا يصدق بوجود هذه الأمة، ولا
يؤمن بحياتها - فقولوا له: تطلع من هذه الثنايا على قرية الحنايا، وقارن
يومها بأمسها، يراجعك اليقين، ويعاودك الإيمان.

قلنا في هذه الأمة
ومازلنا نقول: إن عوارض الموت وأسبابه كلها موجودة فيها من الجهل، والفقر،
والتخاذل، وفساد الأخلاق، واختلاف الرأي، وفقد القيادة الرشيدة.


وقلنا
- مع ذلك - ومازلنا نقول: إنها مرْجُوَّة الحياة ما دام مناط الرجاء فيها
سالماً صحيحاً، ومناط الرجاء هو نقطة من الإيمان ما زالت لائطة بالقلوب
وصِلَةٌ بالقرآن ما زالت مرعية في الألسنة، وإن هذا الرجاء معلق بخيط دقيق
لا نقول إنه كخيط العنكبوت، ولكننا نقول: إنه أقوى من السلاسل الحديدية إذا
أمده الاستعداد والتدبير الرشيد.

هذه النقطة هي مبعث القوة ولو بعد حين، وهي مكمن السيادة والعزة ولو في الأخير، والسبق يعرف آخر المضمار.


من
أطوار هذه الأمة في التاريخ أن اختلف ملوكها وقادتها وساستها، وذاقت من
خلافهم الشر والبلاء، واختلف علماؤها في الدين فكان خلافهم وبالاً على
الأمة، وتشتيتاً لشملها، وصدعاً لجدار وحدتها، وقطعاً لما أمر الله به أن
يوصل من أرحامها، ثم فَرَّ العلماء من الميدان، وتركوه للأمراء المستبدين،
ثم ألقى الأمراء المقاليد في أيدي السفهاء من الأنصار والذرية والأتباع،
وكل أولئك قد فعل في هذه الأمة ما لم يفعله (نيرون).

وكل تلك
الأعمال قد أثرت في أخلاق الأمة التأثير العميق، وسكت العلماء أذلة وهم
صاغرون، يرون الحق مهضوماً فلا ينطقون، والمنكر فاشياً فلا يغيِّرون ولا
ينكرون، وهيهات بعد أن تنازلوا عن حقهم طائعين.


يقع
ذلك كله في كل طور من الأطوار التاريخية حتى يبتلى المؤمنون، ويظنوا بالله
الظنون، وإذا بذلك العرق يتحرك، وإذا بتلك الانتفاضة تعرو، وإذا بالأمة
قائمة من كبوتها، تذود قادة السوء عن القيادة، وعلماء السوء عن الإمامة،
وتنزل دخيل الشر بدار الغربة.

جَرَّبنا فصحَّت التجربة، وبلونا فصدق
الابتلاء، وامْتَحَنَّا فدل الامتحان على أن عرق الإيمان في قلوب هذه
الأمة كعرق الذهب في المنجم كلاهما لا يبلى وإن تطاولت القرون، ثم جلونا
هذا العرق في عمل ثلاثين سنة خلت فإذا خصائصه الطبيعية لم تتغير.


هذه
الأمة كَبَا بِها الزمن، وأدارها على غرائب من تصاريفه حتى أصبحت عوناً له
على نفسها، وترصد لها العدو كل غائلة، ففتنها عن دنياها حتى سلمت له فيها،
ثم فتنها عن دينها حتى كادت تتلقاه عنه مشوهاً ممسوخاً، وأحاطت بها
خطيئاتها من كل جانب فجنت على نفسها بما كسبت أيديها من سوء الأقوال، وفساد
الأعمال.


ولكن ذلك العرق المخبوء في تلك المضغة يتحرك، فيأتي بالعجائب.

المصدر: آثار الإمام محمد البشير الإبراهيمي، دار الغرب الإسلامي، ط1، 1997م (2/350)





الموضوع الأصلي : موت الأمم وحياتها // المصدر : منتديات أحلى حكاية // الكاتب: نجمة الصحراء


توقيع : نجمة الصحراء




 

  
 موت الأمم وحياتها Empty2012-03-22, 20:53
المشاركة رقم:

ۈهَم ♫

إحصائية العضو

الجنس : انثى
المساهمات : 6305
نقاط : 7151
العمر : 28
السمعة : 1
مُساهمةموضوع: رد: موت الأمم وحياتها


موت الأمم وحياتها


يسلموٍ عآلطًرحٍ
ربيٍ يعطيكً آلف عآفيةة




الموضوع الأصلي : موت الأمم وحياتها // المصدر : منتديات أحلى حكاية // الكاتب: ۈهَم ♫


توقيع : ۈهَم ♫




 


  
الإشارات المرجعية
 

  
التعليق على الموضوع بواسطة الفيس بوك
 

  
الــرد الســـريـع
..

 



  
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 20 ( الأعضاء 3 والزوار 17)
 



 موت الأمم وحياتها Collapse_theadتعليمات المشاركة
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة



Loading...

  
 

 موت الأمم وحياتها Cron