من عادى لي وليا فقد أذنته للحرب :س1: من عادى لي وليا فقد أذنته للحرب
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وأصلى وأسلم علي حبيبنا رسول الله وصلى الله عليه وعلى آله واصحابه وسلم كثيرا
قال الله تعالى في حديثه القدسي
" من عادى لي وليا فقد أذنته للحرب , وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضته عليه وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه , فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به , ويده التى يبطش بها , ورجله التى يمشي بها , وان سألني لأعطينه ولئن استعاذني لأعذينه"
شرح الحديث
يقول الحق سبحانه وتعالى " ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون"
جاءت هذه الآية بعد كلام الله تعالى عن نفسه بأنه عالم الغيب وانه لايخفى عليه شيء فقال
(وَمَا تَكُونُ فِي شَأْنٍ وَمَا تَتْلُو مِنْهُ مِنْ قُرْآَنٍ وَلَا تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ إِلَّا كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُودًا إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ وَمَا يَعْزُبُ عَنْ رَبِّكَ مِنْ مِثْقَالِ ذَرَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ وَلَا أَصْغَرَ مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْبَرَ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ ) 61 يونس
فالحق يخبرنا أن كل شيء مهما صغر أو اختفى فهو معلوم محسوب
الحق سبحانه يعلم أزلا كل أعمالنا
ولكنه يسجل لنا بالواقع تلك الأعمال والنيات
وقد أعطى الله سبحانه رسول الله صلى الله عليه وسلم بعضا من الهبات
وهو ليس للحصر فالرسول أسوة وقدوة لغيره , فمن يعمل بعمل الرسول صلى الله عليه وسلم ويقتدي به يهبه الله تعالى هبه يراها الناس
فيعرفون أن من يتبع الرسول صلى الله عليه وسلم كقدوة يعطيه الله العبادات النورانية
وأولياء الله هم من يفيض الله عليهم من غيبه الذاتى بفيوضات وعطاءات وهبات نورانيه
وبالحديث القدسي يقول عز وجل " يا ابن آدم أنا لك محب , فبحقي عليك كن لي محبا"
وحين يصل الإنسان إلى القرب من الله ويقرب الله من العبد
هنا يكون العيد في معية الله وتفيض عليه هذه المعية كثيرا
وعندما يزيد الإنسان على ما كلفه الله, أن يصلى الخمس المطلوبة ثم يجعلها عشر ويصوم شهر رمضان ثم يصوم يومي الأثنين والخميس
أو كذا من الشهور وٌيزكي بإخراج الزكاة أو يزيد عن المفروض عليه منها
ويحج , إذن: فالمسألة أن تزيد على ما أفترض الله فيكون قد أدخلك الله في مقام الإحسان
لأنك حين جربت أداء الفرائض ذقت حلاوتها وعلمت أن الله يستحق أكثر مما كلفك به
إن الذين يؤدون الفرائض بدون زيادة أو نقصان فهما من المفلحين
أما الذين يزيدون عن الفرائض بالنوافل فهما من المحسنين
تقبلنا الله وإياكم فيمن عنده
وصلى الله وسلم وبارك علي سيدنا رسول الله وعلى آله وأصحابه