الرئيسيةالتسجيلمكتبي  الرسائل الخاصةالبحثالخروج

  
 


  
أهلا وسهلا بك إلى منتديات ابداع نت.
أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم، إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التكرم بزيارة صفحة التعليمـــات، بالضغط هنا.كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط هنا إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، أما إذا رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة القسم الذي ترغب أدناه.
 


الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  الأحداثالأحداث  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

منتديات ابداع نت :: الآقسام الترفيقية :: قسم المنتديات العامة :: المنتدى العام

  
شاطر
 

  
هل الاختلاط طريق إلى المدنية ؟ Empty2011-07-09, 04:09
المشاركة رقم:

Youth

إحصائية العضو

الجنس : ذكر
المساهمات : 2065
نقاط : 2650
العمر : 26
السمعة : 3
http://www.t-altwer.com/forum
مُساهمةموضوع: هل الاختلاط طريق إلى المدنية ؟


هل الاختلاط طريق إلى المدنية ؟


هل الاختلاط طريق إلى المدنية ؟

لا
زالت المرأة المسلمة مصونة حصينة خلف أسوار منيعة في وجه جحافل التغريب
وزبانية الفتنة طيلة عقود بل قرون ازدهرت فيها حضارة المسلمين في الوقت
الذي كان يقبع غيرهم في عصور الظلام.فأين الضرورة في خروج المرأة للعمل
مختلطة بالرجال ، أو اختلاطها بهم في مقاعد الدراسة؟ . صحيح أن التعلم قد
يكون واجباً على المرأة في بعض صوره إلا أن ذلك لا يبيح الاختلاط ، وقد
حرصت الصحابيات على طلب العلم لكن طلبن أن يَجْعَل لهنّ النبي صلى الله
عليه وسلم مجلساً خاصاً لا يكون للرجال فيه نصيب، وقد بوب البخاري في كتاب
العلم من الصحيح، باب: هل يجعل للنساء يوم على حدة في العلم، وساق حديث أبي
سعيد عند البخاري وفيه أن نسوة قلن للنبي صلى الله عليه وسلم: غلبنا عليك
الرجال، فاجعل لنا يوماً من نفسك، فوعدهن يوماً.. ، قال العيني: "أي عين
لنا يوماً" وقال: "قوله غلبنا عليك الرجال معناه أن الرجال يلازمونك كل
الأيام ويسمعون العلم وأمور الدين، ونحن نساء ضعفة لا نقدر على مزاحمتهم،
فاجعل لنا يوماً من الأيام نسمع العلم ونتعلم أمور الدين" (عمدة القاري شرح
صحيح البخاري 2/134).


يقول ابن
العربي رحمه الله عن نساء نابلس : " أقمت فيها أشهراً ، فما رأيت امرأة في
طريق نهاراً ، إلاَّ يوم الجمعة ، فإنهنَّ يخرجن إليها حتى يمتلئ المسجد
منهنَّ ،فإذا قُضيت الصلاة ،وانقلبن إلى منازلهنَّ لم تقع عيني على واحدةٍ
منهن إلى الجمعة الأُخرى... وقد رأيت بالمسجد الأقصى عفائف ما خرجن من
مُعتكَفِهِنَّ حتى استشهدن فيه" ([1] أحكام القرآن 1/386) .


خُودٌ مِنْ الخَفِرَاتِ البِيْضِ لم يرها بِسُـدَّةِ البيتِ لا بَعلٌ ولاجَارُ

وأشاد الرضي أشعر القرشيين في أوائل القرن الهجري الخامس بامرأة فلم يجد أجمل من أن يقول:
دون القِبَابِ عَفافٌ مع خلائقِها والصَونُ يَحفَظُ ما لا تَحفَظِ الخِيَمُ

وإن من
أمعن النظر في حال المسلمين اليوم، وحالهم قبل عقود رأى كيف يسير ركب
التغريب، وعلم أين يحُطُّ من يَمَمَ سَمْتَهُم، واقتفى أَثَرَهُم.


يقول
المنفلوطي : "لقد كنا وكانت العفة في سقاء من الحجاب موكوء، فما زالوا به
يثقبون في جوانبه كُلَّ يومٍ ثقباً، والعفة تتسلل منه قطرة قطرة حتى
تَقَبَّضَ وتَكَرَّش، ثم لم يكفهم ذلك منه حتى جاءوا يريدون أن يحلوا وكاءه
حتى لا تبقى فيه قطرة واحدة".(كلمات من بعض قصص الأديب الكبير مصطفى لطفي
المنفلوطي، بتصرف يسير).


ولا يزال
بين الفينة والفينة يأتيك من يزعمون أن الاختلاط سنة بل هو مأمور به ، وأن
المنع من الاختلاط تنطع وأن لفظ الاختلاط لفظ محدث لم تعرفه كتب الفقه وأن
الاختلاط من الواقعية ومن ضروريات الحياة ... إلى آخر ما أوردوا من شبهات
لا خطام لها ولا زمام ، فما يتمسكون به من شبهات وتحسينات سببه اختلاط
مفهوم الاختلاط في أذهانهم ، واستدلوا بأمور مجملة، حُملت على معنى فاسد،
ساق إليه ارتباط الذهن بواقع الناس اليوم، كشهود المسلمات في العصر الأول
للجمع والجماعات والأعياد، وكذلك حجهن واعتمارهن وجهادهن ...ألخ ، والواجب
حمل المجمل على وجه صحيح دل عليه الشرع ما أمكن ذلك .


والعجيب
هو استدلالهم بقصة دخول نبي الله يوسف على النسوة، مع أن القصة حجة عليهم
لا لهم ، قال تعالى { فلما سمعت بمكرهن أرسلت إليهن وأعتدت لهن متكأ وآتت
كل واحدة منهن سكيناً وقالت اخرج عليهن فلما رأينه أكبرنه وقطعن أيديهن } ،
ومن تأمل هذه الآية وما جاء قبلها وبعدها جزم بأنه لا يصح الاستدلال بها
على جواز الاختلاط، بل إن هذه القصة حجة عند النظر والتأمل لمن منع من
الدخول على النساء ومخالطتهن. فيوسف عليه السلام اشتراه عزيز مصر، وكان في
بيته وكان خروجه بأمر ربة البيت فكان الخروج في حقه لضرورة أو حاجة، خاصة
وأنه لا يعلم إلى ماذا دُعي، فغاية ما في القصة الاستدلال بفعل النسوة أو
امرأة العزيز، وهذا استدلال بفعل من كان على الشرك وهو استدلال بشرع من كان
قبلنا ولا يلزمنا إلا إذا وافق شرعنا ، ومع ذلك فإن الآيات في سياق القصة
وما تبعها من فتنة حصلت للنساء بل ولامرأة العزيز من قبل دليل على حرمة
الاختلاط، فمن أباح الاختلاط بقصة يوسف لم يفقه ما استُدل به عليه من سورة
يوسف، ولو فقهه لحرم الاختلاط لو نظر إلى الفتنة التي حصلت إثر الدخول على
النساء !!. ولئن عصم الله يوسف عليه السلام فأراه برهان ربه لكونه من
المخلصين، فمن الذي يضمن هداية من تقحم الفتن وعرض نفسه لها؟.


ومن عجيب
ما يتمسكون به كذلك نبأ موسى عليه السلام مع بنتي صاحب مدين، وليس فيه حجة
على جواز الاختلاط بل هو دليل آخر على المنع، فموسى لما رأى أُمّة من
الناس يسقون، ووجد من دونهم امرأتين تذودان غنمهما عن السقيا مع القوم،
منعزلتان لا تسقيان مع الناس، لم يُرضه موقفهما واستغربه ولهذا سألهما
بعبارة مختصرة: ما خطبكما؟ فكان الجواب بأوجز عبارة وبقدر الحاجة {لا نسقي
حتى يصدر الرعاء وأبونا شيخ كبير}.


والأسئلة التي ينبغي أن تطرح هنا لماذا هذا الاقتضاب في السؤال ؟
ولماذا لم تسقيا؟
ولماذا ذادتا غنمهما؟
وعن ماذا ذادتا الغنم؟
أليس عن الاختلاط بالقوم؟
ثم أليس الأولى لهما أن تعجلا؟
جواب ذلك في القول باستقرار المنع من الاختلاط عندهما ولهذا قالتا {لا نسقي حتى يصدر الرعاء }.

ومن عجيب
احتجاجهم هو قولهم أن الفصل يؤجج الشهوة، ويلجئ إلى طلب الجنس ولو من
المثل أي بالشذوذو الجنسي ، وهذا من أظهر الباطل ، فالدول الغربية التي لا
تعرف المنع من الاختلاط ينتشر فيها الشذوذ إلى درجة باتت تهدد نظام الحياة
الاجتماعية من أساسه ، فالرجل يكتفي بالرجل والمرأة تكتفي بالمرأة ولا
تناسل ولا ذرية بل سير بطيء نحو الفناء المحتوم .


لا ننكر
أنه قد تقع قلة نادرة من أبناء المسلمين في هذه الفاحشة لسبب أو لآخر ،
لكننا نستنكر محاولات تبرير الدعوة إلى الاختلاط بالخوف من الوقوع في
الشذوذ !!.


فماذا عن
تأثير النظرة المباحة، والاختلاط الميسور، والدعابة المرحة بين الجنسين ,
والاطلاع على مواضع الفتنة المخبوءة ، هل يعقل أن يكون كل هذا تنفيس وترويح
وإطلاق للرغبات الحبيسة, ووقاية من الكبت, ومن العقد النفسية, وتخفيف من
حدة الضغط الجنسي ، أم هو مظنة وسبيل إلى الوقوع في الفتنة .ت بهذا الخبر.


إن
الواقعية تقول أن الاختلاط والتعري لم ينته بتهذيب الدوافع الجنسية
وترويضها بل انتهى إلى سعار مجنون لا يرتوي ولا يهدأ ، فضلاً عن الأمراض
النفسية التي تنشأ عن الصداقات بين الجنسين وعن مشاهدة الأجساد العارية
والحركات المثيرة والنظرات الجاهرة واللفتات الموقظة.


لأجل هذا
منع الإسلام الاختلاط فهو بريد الزنا ، قال ابن القيم رحمه الله: "واختلاط
الرجال بالنساء سبب لكثرة الفواحش والزنا" (الطرق الحكمية 326) ،


وقال
الشيخ ابن باز رحمه الله: "فالدعوة إلى نزول المرأة في الميادين التي تخص
الرجال أمر خطير على المجتمع الإسلامي ومن أعظم آثاره: الاختلاط الذي يعتبر
من أعظم وسائل الزنا الذي يفتك بالمجتمع، ويهدم قيمه وأخلاقه" . (خطر
مشاركة المرأة للرجل في ميدان العمل، وهو من ضمن الفتاوى والمقالات
المتنوعة للشيخ 1/419).


كما أن
الاختلاط يجر معاصٍ أخرى ، والمعصية تقول أختي أختي ، كزنا العين والأذن
واللسان وقس عليها، وهو سبيل إلى "هتك الأعراض، ومرض القلوب، وخطرات
النفوس، وخنوثة الرجال، واسترجال النساء، وزوال الحياء، وتقلص العفة
والحشمة، وانعدام الغيرة" (حراسة الفضيلة 97-98)،كما أنه باب لمفاسد
أخلاقية، وأضرار تربوية، ولهذا دل الكتاب والسنة على تحريم الاختلاط وعدم
جواز ما يكون سببها إليه ، والوسائل لها أحكام المقاصد، وما لا يتم ترك
النهي إلاّ به فهو منهي عنه .


ولئن
كانت كلمة الاختلاط حادثة كما يزعم البعض ، إلا أنها حكم يستنبط من نصوص
الشريعة . كقوله تعالى { وإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعَاً فَسْأَلُوهُنَّ
مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُم وَقُلُوبِهِنَّ } .


فدلالة
الآية الكريمة تشير إلى أن وجوب احتجاب النساء عن الرجال، وأن يكون الخطاب
معهن من وراء حجاب يحجز بين المرأة والرجل وهذا ظاهر في تحريم الاختلاط ،
قال القاضي عياض في فرض الحجاب على أزواج النبي صلى الله عليه وسلم: " وقد
كن إذا قعدن للناس جلسن من وراء الحجاب، وإذا خرجن حجبن وسترن أشخاصهن، كما
جاء في حديث حفصة يوم وفاة عمر، ولما توفيت زينب رضي الله عنها، جعلوا لها
قبة فوق نعشها تستر شخصها". (شرح النووي على صحيح مسلم 14/151) .


ولا
يقولن قائل إن هذه الآية نزلت في نساء النبي صلى الله عليه وسلم فقط وأنها
خاصة بهن ، بل هي عامة في كل النساء ، لقوله سبحانه { ذلِكُمْ أَطْهَرُ
لِقُلُوبِكُم وَقُلُوبِهُنَّ} قال الشيح محمد بن إبراهيم رحمه الله : فبين
أن العلة هي طهارة قلوب النوعين، والتباعد عن دواعي الريبة وقذر القلوب،
ولاشك أن هذه العلة تشمل جميع نساء المؤمنين، لأنه يطلب في حقهن طهارة
قلوبهن، وطهارة قلوب الرجال من الميل إلى ما لا ينبغي منهن. فليس لقائل أن
يقول: هذا الأدب الكريم السماوي، المقتضي المحافظة على الشرف والدين وطهارة
القلوب من الميل إلى الفجور، يجوز إلغاؤه وإهداره بالنسبة لغير أزواج
النبي صلى الله عليه وسلم من نساء المؤمنين، لأن طهارة القلب ومجانبة أسباب
الرذيلة، أمر مطلوب من الجميع بلا شك، مع أن النفوس أشد هيبة لأزواج النبي
صلى الله عليه وسلم من غيرهن؛ لأنهن أمهات المؤمنين".(فتاوى الشيخ محمد بن
إبراهيم 10/245)، وقال القرطبي: "ويدخل في ذلك جميع النساء بالمعنى، وبما
تضمنته أصول الشريعة." (تفسير القرطبي 14/227). فإن قيل: آية الحجاب تخص
بمنطوقها أزواج النبي صلى الله عليه وسلم.فالجواب: أنها لم تدل على أن
غيرهن من النساء لا يشاركهن في حكمها. والأصل مساواة الجميع في الأحكام
الشرعية إلا ما قام عليه دليل خاص.


ومن أدلة
تحريم الاختلاط قوله تعالى { قُل لِلمُؤمِنِينَ يَغُضُوا مِنْ أَبصَارِهِم
وَيَحفَظُوا فُرُوجَهُم ذَلِك أَزكَى لَهُم إِنَّ اللهَ خَبِيرٌ بِمَا
يَصْنَعُونَ * وَقُلْ للّمُؤمِنَاتِ يَغضُضُنَ مِن أَبَصَارِهِنَّ ويحفظن
فروجهن }فأمر بغض البصر ولم يرخص إلا في نظر الفجأة ، فقد روى مسلم في
صحيحه عن جرير بن عبد الله رضي الله عنه أنه قال: "سألت رسول الله صلى الله
عليه وسلم عن نظر الفجاءة فأمرني أن أصرف بصري". وقال صلى الله عليه وسلم
لعلي رضي الله عنه : "يا علي، لا تتبع النظرة النظرة فإنما لك الأولى وليست
لك الآخرة" رواه الحاكم وحسنه الألباني ،.


بل إن
الشريعة لم تأذن للرجال بالجلوس في الطرقات للرجال إلاّ إذا أعطوا الطريق
حقه ومن ذلك غض البصر ، ففي الصحيحين من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إياكم والجلوس بالطرقات"، فقالوا: يا
رسول الله ما لنا من مجالسنا بد نتحدث فيها. فقال: "إذ أبيتم إلا المجلس
فأعطوا الطريق حقه"، قالوا: وما حق الطريق يا رسول الله؟ قال: "غض البصر
وكف الأذى ورد السلام والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر".


فإذا
أُمر الرجال بغض البصر وحفظ الفرج فكيف يحصل هذا عند نزول المرأة ميدان
العمل أو الدراسة مع الرجال واختلاطها بهم ؟ فالواجب هو عدم خروج المرأة
ولزومها بيتها ، لكونه أصون لها، فكيف يقال بجواز اختلاطها بالرجال ؟.ولذا
قال تعالى {وقَرنَ فِي بُيُوتِكُنَّ ولا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ
الجَاهِلِيَّةِ الأُولَى } فأمرهن بالقرار، ثم منعهن من الخروج غير
متحجبات، ومع قرارهن في البيوت منع صلى الله عليه وسلم الرجال الأجانب من
الدخول عليهن فقال: "إياكم والدخول على النساء" فلما قيل له: الحمو قال:
"الحمو الموت" متفق عليه .


وهذا يدل
على أن الأمر بالقرار ليس خاصاً بنساء النبي صلى الله عليه وسلم . يؤكد
ذلك دلالة الاقتران بالصلاة، والزكاة، وطاعة الله التي تدخل سائر النساء
فيها ، قال تعالى {وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى
وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ
وَرَسُولَهُ}ثم ختم الآية بقوله {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُلِيُذْهِبَ
عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا}، وهذه علة
أرادها الشارع لجميع المؤمنات ، بل وجميع المؤمنين ، قال عز وجل {خُذْ
مِنْ أَمْوَالِهِمْصَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا وَصَلِّ
عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاَتَكَ سَكَنٌ لَّهُمْ وَاللّهُ سَمِيعٌعَلِيمٌ} ،
وكذلك الرجس أمر الله عموم المسلمين باجتنابه بقوله {فَاجْتَنِبُوا
الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ} ، والنساء
يشملهن هذا الأمر.



ومن أدلة
تحريم الاختلاط قصة سهلة بنت سهيل امرأة أبي حذيفة والتي "جاءت إلى النبي
صلى الله عليه وسلم، فقالت: يا رسول الله! إنا كنا ندعو سالما ابناً، وإن
الله قد أنزل ما أنزل – تقصد تحريم التبني- ، وإنه كان يدخل علي..." الحديث
فأقرها النبي صلى الله عليه وسلم على عدم الاختلاط معها بذلك التبني بعد
نزول القرآن، وأمرها بإرضاعه خمس رضعات لتحرم عليه" والقصة عند الشيخين
بطولها .فإذا كان لا يجوز الاختلاط مع من يقوم مقام الابن ما لم يكن
محرماً، فكيف يسوغ الاختلاط بغيره.


ولما
زارت أم المؤمنين صفية رضي الله عنها النبي صلى الله عليه وسلم في معتكفه،
وأرادت أن تنقلب قال لها النبي صلى الله عليه وسلم : لا تعجلي حتى أنصرف
معك. فخرج النبي صلى الله عليه وسلم ليقلبها ، معها فمر رجلان من الأنصار،
فلما رأيا النبي صلى الله عليه وسلم أسرعا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:
على رسلكما إنها صفية بنت حيي. قالا: سبحان الله يا رسول الله! قال: إن
الشيطان يجري من الإنسان مجرى الدم وإني خشيت أن يقذف في قلوبكما شيئاً .
رواه البخاري ومسلم .


قال
الإمام الشافعي رحمه الله:"أراد عليه السلام أن يعلم أمته التبري من التهمة
في محلها، لئلا يقعا في محذور، وهما كانا أتقى لله من أن يظنا بالنبي صلى
الله عليه وسلم شيئاً".(انظر تفسير ابن كثير 1/225 ) .فالنبي صلى الله عليه
وسلم بهذا الموقف يبين للأمة أن اختلاط الرجل بالمرأة ريبة، ومحل تهمة، مع
أن هذه الخلطة كانت عند المسجد، وفي محل عام مطروق، وزمانها ليلة من ليال
العشر الأواخر من رمضان ، مع امرأة مضروب عليها الحجاب الكامل بغير خلاف
لكونها من أزواجه، صلى الله عليه وسلم، أضف إلى ذلك عصمة النبي صلى الله
عليه وسلم، ورسوخ إيمان صحابته، رضوان الله تعالى عليهم.(مستفاد من انظر
عمدة القاري بتصرف يسير 5/321) .كل ذلك لم يكن مبرراً لأن يترك النبي صلى
الله عليه وسلم بيان حرمة الاختلاط بالنساء وأنه موضع تهمة ومحل شبهة.فأين
الضرورة في خروج المرأة للعمل مختلطة بالرجال ، أو اختلاطها بهم في مقاعد
الدراسة؟ .


صحيح أن
التعلم قد يكون واجباً على المرأة في بعض صوره إلا أن ذلك لا يبيح الاختلاط
، وقد حرصت الصحابيات على طلب العلم لكن طلبن أن يَجْعَل لهنّ النبي صلى
الله عليه وسلم مجلساً خاصاً لا يكون للرجال فيه نصيب، وقد بوب البخاري في
كتاب العلم من الصحيح، باب: هل يجعل للنساء يوم على حدة في العلم، وساق
حديث أبي سعيد عند البخاري وفيه أن نسوة قلن للنبي صلى الله عليه وسلم:
غلبنا عليك الرجال، فاجعل لنا يوماً من نفسك، فوعدهن يوماً.. ، قال العيني:
"أي عين لنا يوماً" وقال: "قوله غلبنا عليك الرجال معناه أن الرجال
يلازمونك كل الأيام ويسمعون العلم وأمور الدين، ونحن نساء ضعفة لا نقدر على
مزاحمتهم، فاجعل لنا يوماً من الأيام نسمع العلم ونتعلم أمور الدين" (عمدة
القاري شرح صحيح البخاري 2/134).


وكيف
يسوغ القول بإباحة الاختلاط ، والشارع قد حث المرأة على ترك الصلاة في
المسجد ورغبها بالصلاة في بيتها ، وإن أبت فتلزم بترك التزين والتطيب ،
وترغَّب في عدم الاقتراب من صفوف الرجال وهي وهم في صلاة في المسجد جماعة،
ويضع النبيّ صلى الله عليه وسلم للنساء باباً خاصّاً وينهى الرجال عن
الدخول منه، ويأمر الرجال أن يمكثوا قليلاً بعد الصلاة لينصرف النساء ، ولا
يخفى أن هذه الاحتياطات وضعت أثناء تأدية العبادات الجماعيّة في بيوت الله
وليس في مقاعد الدراسة ومكاتب العمل !


بل إن
الاختلاط المتكرر يمهّد لحصول الخلوة بأبشع وأشنع صورها، فتهيئة الأجواء
المختلطة وتطبيع الناس عليها وتنشئة أجيال المسلمين على إذابة الحساسية
والكلفة بين الطرفين يعين ويمهّد لحصول الخلوة المحرمة .


د.الشيخ.سعد البريك





الموضوع الأصلي : هل الاختلاط طريق إلى المدنية ؟ // المصدر : منتديات أحلى حكاية // الكاتب: Youth


توقيع : Youth




 

  
هل الاختلاط طريق إلى المدنية ؟ Empty2011-10-16, 17:25
المشاركة رقم:
المدير العام

Master

إحصائية العضو

الجنس : ذكر
المساهمات : 3495
نقاط : 3651
السمعة : 2
http://www.Ebda3net.com
مُساهمةموضوع: رد: هل الاختلاط طريق إلى المدنية ؟


هل الاختلاط طريق إلى المدنية ؟


سلمت يداك وسلمت يعطيك العافية ننتضر مزيد




الموضوع الأصلي : هل الاختلاط طريق إلى المدنية ؟ // المصدر : منتديات أحلى حكاية // الكاتب: Master


توقيع : Master




 

  
هل الاختلاط طريق إلى المدنية ؟ Empty2011-10-16, 17:25
المشاركة رقم:
زائر

Anonymous

إحصائية العضو

مُساهمةموضوع: رد: هل الاختلاط طريق إلى المدنية ؟


هل الاختلاط طريق إلى المدنية ؟


مشكور




الموضوع الأصلي : هل الاختلاط طريق إلى المدنية ؟ // المصدر : منتديات أحلى حكاية // الكاتب: ????


توقيع : ????




 


  
الإشارات المرجعية
 

  
التعليق على الموضوع بواسطة الفيس بوك
 

  
الــرد الســـريـع
..

 



  
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 20 ( الأعضاء 3 والزوار 17)
 



هل الاختلاط طريق إلى المدنية ؟ Collapse_theadتعليمات المشاركة
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة



Loading...

  
 

هل الاختلاط طريق إلى المدنية ؟ Cron