نجيب ساويرس وإهانته للإسلام معظمنا
لفت انتباهه كيف هي رحمة الله عز وجل في إظهار كل شخص على حقيقته وحقيقة
علاقته بالدين الإسلامي.. وكان آخرهم هذا الساويرس الذي نشر على موقع تويتر
رسوم مسيئة لشعائر الإسلام اللحية والنقاب...
1- عذر أقبح من ذنب
يقول ساويرس "أعتذر لمن لم يأخذ الصورة على محمل المزاح، أنا أعتبرتها صورة مضحكة ولم أعن بها عدم احترام لأي أحد .. آسف ".
نجح ساويرس من خلال صيغة إعتذاره أن يضيف مقدارا
أكبر من الإستفزاز ، كأن العيب فينا نحن ، فهو مازال يعتبر الصورة مضحكة،
أما نحن فليس لدينا حس الفكاهة الذي يتمتع به الأستاذ نجيب ساويرس .
2- تربص
لا أستطيع إغفال المبالغة في ردود الفعل إتجاه تصرف
ساويرس هذا تحديدا ، لا أقول أن ساويرس لا يستحق لكن أقول هل الموقف يستحق ؟
هل يستحق من أجله إعتبار ساويرس معادي الإسلام الأول الواجب مقاطعته ؟
ربما هذا دليل واضح لحالة " التربص " التي تتميز بها
مصر حاليا ، حيث يراقب كل طرف الآخر في إنتظار أخطاؤه للإنقضاض عليه من
خلالها ،
وساويرس لم يكن الضحية بل شارك هو وأذرعه الإعلامية
في خلق تلك الحالة بمعاداته المبكرة لما يسمى بالتيار السلفي في مصر وأصحاب
المرجعية الإسلامية بشكل عام،
ورأينا كيف استخدمت عبارات "غزوة الصناديق - اللي مش
عاجبه يسافر كندا - ...." لتنال من التيار السلفي ككل ولا تتوقف عند حدود
قائلها أو تقرأ في سياقها ،
وكيف يتبارى البعض على الجهة الأخرى في ليّ أقوال البرادعي وتصريحاته ليبدو وكأنه الزنديق الملحد،
وهنا حمزاوي الكافر يريدها دولة بلا دين، وهناك صبحي صالح المغرور يرى الإخوان أفضل الخلق .
فـتصدرت التصريحات العناوين، وطغت أخبار " فلان يقول أن ... "على أخبار " فلان يقوم بـ .. "
ليس ذلك هو السبب الوحيد لـ "التربص" بساويرس في
ظني، بل هناك أمر آخر يفوقه أهمية ربما : فالبعض لم يستطع أن يتناسى موقف
ساويرس المتناغم دائما مع نظام مبارك طوال السنوات الماضية، والمناهض
للمعارضة بأطيافها المتعددة،
وهي السياسة التي أختتمها بالدعوة إلى الصفح عن
مبارك وإحترام أياديه البيضاء على الشعب المصري ، وهي بالمناسبة التهمة
التي أطلقت مؤخرا لتنال من عديد الإعلاميين المصريين في حين أبعدت عن
ساويرس " عضو لجنة الحكماء " والمدافعين عن الثورة!!
وليس ساويرس وحيدا في تلك الحالة بل مازلنا نرى عضوا
سابقا في لجنة السياسات بالحزب الوطني وأحد عملاء جهاز أمن الدولة المنحل
يترأس أكبر مؤسسة دينية علمية مصرية وينادى بـفضيلة الإمام الأكبر رغم
تحريمه للتظاهر أثناء الثورة !!
3- إهانة الرموز
روى عبد الله بن عمر أن النبي نظر إلى الكعبة وقال :
ما أعظمك، وأعظم حرمتك، ولَلْمؤمن أعظم عند الله حرمة منك . صحيح ابن حبان
وسنن الترمذي .
تقديس الرمز مكون أصيل من مكونات أي عقيدة ، لكن
فهمي لحديث رسول الله وشروح أهل العلم له يرشدني بأن الإسلام أعطى الإمتياز
للفرد على حساب الرمز. وعليه، فالإنتفاض لإهانة الفرد ولسفك دماء المسلمين
أولى .
وهاهو الرصاص يصب على أطفال المسلمين في العراق و أفغانستان و فلسطين ونحن ما زلنا نتردد في مقاطعة المنتج الأمريكي،
رفعنا ضد ساويرس شعار " لن نشتم بأموالنا " ونسينا أننا نقتل بأموالنا !!
4- المادة الثانية من الدستور
ردة الفعل على تصرف ساويرس - وإن كان يشوبها بعض
الشوائب كما أسلفت – فإنها تعكس قدرا من الغيرة على الدين لدى جموع
المصريين ونوعا من الإيمان النقي الذي علته بعض الرواسب لعدة أسباب ، وهذا
في رأيي هو الحامي لهوية مصر الإسلامية وليس مادة توضع في دستور نتجادل
حولها ليل نهار .