إحصائية العضو | الجنس : | المساهمات : 2065 | نقاط : 2650 | العمر : 27 | السمعة : 3 |
| | موضوع: أعــــلام مـن أمـتـــي أعــــلام مـن أمـتـــي سأقوم بنشر مقتطفات من بعض أعلام الأمة الإسلامية ليتسنى للبعض معرفة من هم أجدادنا و سأحاول أن لا أطيل الموضوع و سيكون كل أسبوع شخصية أو اثنتين والله المستعان الإمام المزني إسماعيل بن يحيى بن إسماعيل , أبو إبراهيم المزني, صاحب الإمام الشافعي, قال الشافعي : المزني ناصر مذهبي, وقال في قوة حجته: لو ناظر الشيطان لغلبه, تلقى عنه ابن خزيمة و الطحاوي, وزكريا الساجي,وابن أبي حاتم وغيرهم, وأخذ عنه كثير من علماء العراق و الشام وخراسان, كان عالماً زاهداً ورعاً أشد الورع, متقللاً في عيشه, يغسل الموتى حسبه, قاصداً بذلك أن يرق قلبه ويخشع, قال الربيع بن سليمان المرادي: كنا في مجلس الشافعي فنظر إلى المزني وقال: ما ترون هذا؟ أما إنه سيأتي عليه زمان لا يفسر شيئاً فيخطئ فيه, وقال الشيرازي: كان المزني زاهداً, عالماً مجتهداً, مناظراً محجاجاً, غواصاً على المعاني الدقيقة, وكان قوي الحجة و ذكر في ذلك أن القاضي بكار الحنفي ترقب لقاء المزني , فصادفه في جنازة, فقال بكار لأحد أصحابه: تكلم مع المزني في شيء من العلم لأسمع كلامه, فقال صاحب بكار الحنفي: يا أبا إبراهيم قد جاء في الأحاديث تحريم النبيذ, وجاء تحليله أيضاً, فلم قدمتم التحريم على التحليل؟ فقال المزني: لم يذهب أحد من العلماء إلى أن النبيذ كان حراماً في الجاهلية ثم حلل, ووقع الاتفاق على أنه كان حلالاً, فهذا يعضد(يقوي) صحة الأحاديث بالتحريم... فاستحسن القاضي بكار ذلك منه, ولم يرد عليه بشيء, وما ذلك إلا لقوة حجة المزني, وللمزني أقوال خاصة به في علم الفقه, تخالف أقوال الشافعي, وله آراء كثيرة معتبرة في علم أصول الفقه, وكتب المزني فيها من الآراء ما يدل على تمكنه في علم الأصول, و تبحره في إيراد الأدلة و الاستنباط, وقد ألف المزني كتباً كثيرة اعتمد عليها الشافعية في مذهبهم وصارت حجة فيه منها: المختصر, الجامع الكبير, الجامع الصغير, المنثور, المسائل المعتبرة, الترغيب في العلم, الوثائق, كتاب العقارب وقد سمي بذلك لصعوبة مسائله, كتاب نهاية الاختصار, وقد اختصر كتاب الأم للإمام الشافعي, وهو مطبوع بهامش كتاب الأم, توفي بمصر سنة(264هـ)في شهر رمضان وصلى عليه الربيع بن سليمان المرادي في مسجد عمر بن العاص بالفسطاط , ودفن بسفح المقطم قريباً من قبر الإمام الشافعي رحمة الله تعالى. .................................................. ...... قصة الأحنف بن قيس ذكر الأحنف بن قيس أنه كان يوماً جالساً فعرضت له هذه الآية: ( لَقَدْ أَنزلْنَا إِلَيْكُمْ كِتَابًا فِيهِ ذِكْرُكُمْ أَفَلا تَعْقِلُونَ ) [الأنبياء(10)], فانتبه, فقال: عليَّ بالمصحف لألتمس ذكري اليوم, حتى أعلم من أنا ومن أشبه؟ فأخذ المصحف, فمر بقوم في قوله تعالى: (كانُوا قَلِيلا مِنَ اللَّيْل مَا يَهْجَعُونَ) [الذاريات(17)]. ومر بقوم (تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ) [السجدة(16)], ومر بقوم وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا ) [الفرقان(64) ], فوقف الأحنف بن قيس ثم قال: اللهم لست أعرف نفسي ها هنا .... – يعني :لم يجد هذه الصفات في نفسه حتى يعد نفسه من هذه الطبقة – ثم أخذ السبيل الآخر فمر في المصحف بقوم قال الله تعالى فيهم : (وَإِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ وَإِذَا ذُكِرَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ )[الزمر(45)], ومر بقوم يقال لهم : (مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ حَتَّى أَتَانَا الْيَقِينُ ) [المدثر: 38-47]، فوقف الأحنف ثم قال: اللهم إني أبرأ إليك من هؤلاء فما زال الأحنف يقلب ورق المصحف ويلتمس في أي الطبقات هو حتى وقع على هذه الآية وَآخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُوا عَمَلا صَالِحًا وَآخَرَ سَيِّئًا عَسَى اللَّهُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ )[التوبة(102) ], فقال الأحنف أنا من هؤلاء.
|