2011-07-09, 10:43 | المشاركة رقم: |
إحصائية العضو | الجنس : | المساهمات : 451 | نقاط : 747 | السمعة : 0 |
| | موضوع: # الدعوة السمحاء # # الدعوة السمحاء #
الدعوة السمحاء
دعا الاسلام إلى الرفق واللين فى الدعوة إلى الله عز وجل، وما أحوجنا فى هذه الأيام التى كثر فيها اللغط والاتهامات من هنا ومن هناك إلى تغيير أسلوبنا الدعوى للأفضل، واستخدام منهج القرآن فى الدعوة إلى الله عز وجل بالحكمة والموعظة الحسنة،
فالاسلام يتعرض هذه الأيام لحملة شعواء من صرعى الغزو الفكرى وعملاء الغرب والذين تمتليء قلوبهم غيظا على الاسلام والمسلمين وتضيق صدورهم عندما يرون أو يسمعون داعيا إلى الله عز وجل، لأنهم يريدون أن يعيش الناس فى تيه وفى لهو، فلا بد أن نحسن عرض بضاعتنا، إذ إننا نحمل أعز وأشرف لواء، لواء الدين الحق، فالاسلام هو الدين عند الله (إن الدين عند الله الاسلام) (آل عمران:19)، إذ هو دين إبراهيم وإسماعيل وموسى وعيسى والنبيين جميعا عليهم الصلاة والسلام، يقول ربنا سبحانه وتعالي: (ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتى هى أحسن إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين . وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به ولئن صبرتم لهو خير للصابرين. واصبر وما صبرك إلا بالله ولاتحزن عليهم ولا تك فى ضيق مما يمكرون. إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون) (النحل: 125 ـ128).
يقول الامام ابن كثير رحمه الله فى تفسيرها: يقول تعالى آمرا رسوله محمدا صلى الله عليه وسلم أن يدعو الخلق إلى الله «بالحكم»، وقال ابن جرير: وهو ما أنزله عليه من الكتاب والسنة «والموعظة الحسنة» أي: بما فيه من الزواجر والوقائع بالناس ذكرهم بها، ليحذروا بأس الله تعالي، وقوله: «وجادلهم بالتى هى احسن» أي: من احتاج منهم إلى مناظرة وجدال، فليكن بالوجه الحسن برفق ولين وحسن خطاب، كما قال ربنا جل وعلا: (ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتى هى أحسن إلا الذين ظلموا منهم) (العنكبوت: 46) فأمره تعالى بلين الجانب، كما أمر موسى وهارون، عليهما السلام، حين بعثهما إلى فرعون فقال: (فقولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشي) (طه: 44)، فما أحوجنا إلى هذا الأسلوب حتى ولو كان المدعو كافرا، فإنه ليس علينا هداه فالداعى ما هو إلا نذير، وعليه البلاغ، وعلى الله الحساب وبيده الهداية قال سبحانه: (إنك لا تهدى من أحببت) (القصص: 56)، وقال: (وليس عليك هداهم) (البقرة: 272).
أيها الداعى إلى الله ليكن دعاؤك للخلق مسلمهم وكافرهم إلى سبيل ربك المستقيم المشتمل على العلم النافع والعمل الصالح «بالحكمة» أي: كل أحد على حسب حاله وفهمه وقوله وانقياده، ومن الحكمة الدعوة بالعلم لا بالجهل والابتداء بالأهم فالأهم،. وبالأقرب إلى الأذهان والفهم، وبما يكون قبوله أتم، وبالرفق واللين، فإن انقاد بالحكمة، وإلا فينتقل معه بالدعوة بالموعظة الحسنة، وهو الأمر والنهى المقرون بالترغيب والترهيب.
|
| |