نصف امرأة كأي امرأة "قبل الصحوة", كانت تظن سنة الحياة أن نخلق لنبحث عن نصفنا الآخر, ولا تدري أي حماقة كانت قد أقنعتنها أنها نصف ناقصة بدونه!chemas-microsoft-comfficeffice" />>>
كيفما كان,, وبعد مدّ وجزر في صحراء الأيام رست على شواطئ مدينتها سفينة لرجل ما.. أو ما أسمته "رجلا" قبل الصحوة, ركضت خطاها نحوه على رمال الأماني, سبقتها عيناها وكأنهما لم تصدقاها, اعترتها فرحة جعلتها تظن أنها لم تعش قبلا سوى أشباه أفراح, صاحت بلهفة "هو ذا نصفي الثاني"...>>
صدّقت عبارة كانت شككت فيها يوما, (لا ندرك مدى حاجتنا لما نفقد سوى فور إيجادنا له), هي معه وجدت كل ما فقدته قبلا. عاشت معه أجمل أيامها, أيام لم تكن تحلم فيها لأنها عاشت معه وهم حقيقة أجمل من كل الأحلام!>>
إلى يوم خاطبها بتجهّم كانت قد بدأت تلحظه سلفاً, صرّح لها انه لا يستطيع "بنصفه" البقاء على توازٍ منها لفترة طويلة, اخبرها أنها إن كانت تحبه عليها أن تدع نفسها له, وتهبه نصفها ذاك الذي تملك!>>
كما تسرب لذهنها, وعلى مستوى فهم أي امرأة "قبل الصحوة", أدركت انه أراد لهما الاتحاد, نصفه.. ونصفها. بلا أدنى تردد, أو خوف, أعلنت القبول, لطالما بحثت عنه ليكملها, لماذا إذن سترفض أن تدع نفسها له, وهو نصفها؟>>
حسب أعراف قبيلته "هو" بدأت الطقوس, أولا: التنقية من ما يدرجه منها تحت بند "شوائب" ثانيا: تعليمها أصول التهليل والتمجيد لنصفه الكريم!, ثالثا: إعلان الإذعان والخضوع, مرورا بالولاء والطاعة, وصولا لتنفيذ الأوامر معصوبة العينان؟؟>>
كما ولا بجدر بنا تجاهل "قرابين الأفكار" التي كانت تفنيها طلبا للرضا والاستحسان, حسب الأعراف والأصول!>>
...>>
بعد فترة من المداومة على أداء تلك الطقوس, "هي" أصبحت تدرك أن شيئا قد تغير, أخذت تتحسس نصفها الأول فلم تجده.. دهشتا صرخت "نصــــفي". دون أن يلتفت صوبها همس: انسيه, وافرحي قد اتحدنا!>>
بسذاجتها المعهودة "قبل الصحوة", فرحت, لم تصدق نفسها, فأخذت لاشعورياً تتحسسه.. وبعد ثوان ما تجاوزت عمر الصمت في كلامهما.. غمرتها الخيبة, فقد وجدته على حاله ما تغير فيه شيء مذ رست سفينته على شواطئها سوى انه ازداد وزنا يقارب وزن نصفها المفقود!!>>
ريما حرب