اسمحوا لي أن احكي لكم حكاية روتها لي صديقتي منذ ثلاثة أيام وكأنها نكتة أو موقف طريف تعرضت له ، إلا انه ذكرني بنفسي عندما كنت طفلة صغيرة لا تجد بداخلها اي ميل للعب بالعرائس و تمثيل دور الأم مثل البنات في مثل هذا السن ..
كنت دائما أفضل علي العرائس أي لعبة أخري تعتمد علي الحركة أو التركيب مثل الميكانو أو المكعبات ، لدرجة أن معظم من حولي كانوا يصفونني بأنني مثل الأولاد و لا توجد بداخلي أي ميول للأمومة ، ساعتها طبعا لم أكن أفهم ماذا يعني هذا الوصف و لم أهتم من الأساس أن افهم لأنني شعرت بان الأمر كله لا يعنيني في شيء المهم أن أكون سعيدة بما أفعله ، و عندما كبرت و فهمت شعرت بأنني ربما كنت اتنبأ بحوادث غريبة لا يمكن أن يفعلها حتي أشرس الحيوانات ، مثل الأب الذي يقرر فجأة أن يقتل زوجته و أولاده لأنه لا يريد أن يصرف عليهم ، أو الإبن الذي يقتل أمه و هي تصلي لأنها رفضت أن تعطيه فلوس رحلة المدرسة ، و ثالث وضع السم في الطعام لكل أفراد اسرته حتي لا يحاسبونه علي رجوعه البيت في وقت متأخر ، و بالرغم من أن كل تلك الحوادث التي أصبحنا نقرأها يوميا في الجرائد تقريبا ليست قاعده ..إلا أنها تصيبني بخوف غريب من قسوة الأبناء و الأباء التي قال عنها الله في كتابه العزيز "إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلادِكُمْ عَدُوًّا لَكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ" صدق الله العظيم .
المهم أرجع لحكاية صديقتي ..فهي عروسة ستتزوج بعد أيام و لأن العريس ليس عنده شقة مثله مثل شباب كثيرين جداً و العروسة تعيش في مستوي إجتماعي عالي ..فقررت الأم أن تترك لها شقتها الفاخرة في مصر الجديدة والتي يتجاوز ثمنها المليون جنيه ، بل و الأهم من ذلك انها كتبت الشقة بإسم البنت ، لحد هنا عادي أما اللي مش عادي انهم قرروا ان يجددوا فرش البيت كله ..فسافرت الأم مع ابنتها و العريس الميمون الي دمياط لتشتري لهما ما يريدانه ، و نظرا لأنها كبيرة في السن فقد تركاها عند أحد أقاربها في المنصورة و ذهبا ليختارا فرش البيت الجديد و بعد أن أنتهت جولتهما تناولا غدائهما في رستوران علي النيل ، وبحسب وصفها قرررا العودة الي القاهرة و عندما وصلا إلي أول الطريق رن جرس الموبايل علي تليفون البنت و جاء صوت الأم لتسألها "يا بنتي انتوا اتأخرتوا جدا هنمشي إمتي " فقالت العروسة لخطيبها "أستني نسينا ماما " ساعتها إتأكدت إني كان عندي حق عندما لم أجد في نفسي طوال حياتي رغبة في اللعب بالعروسة و لاتمثيل دور الأم خوفا من أن أنجب أبنا ينساني في مكان أبعد من المنصورة
=========
بوابة الشباب
الجمعة10 ديسمبر 2010