موازين مقلوبة.....! شخص كريم دائما يمد يد العون لمساعدة الأصدقاء والآخرين
تجده أول المتواجدين في مناسبات الأصدقاء والأصحاب يثني
عليه الجميع بالخير فوجهه دائما مشرق يوزع ابتساماته بلطف
وبشاشة , لكنه يقسو على والديه فلا يبتسم لهما ودائما متأخر عن
خدمتهما متضجر من طلباتهما , نادرا ونادرا جدا يحضر مناسبات
أقاربه قاطعا صلته بهم .
يقول الله تعالى : { فَآَتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ ذَلِكَ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يُرِيدُونَ وَجْهَ اللَّهِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ }38 الروم
الصديق الحقيقي
نغضب إذا ما واجهنا صديق لنا بحقيقة عيب فينا وقد نحقد عليه
ولربما آثرنا ترك صداقته , بينما نسعد ونسر إذا جاملنا أحد ما
ولو بالكذب والخداع وقد نعده من أوفى الأصدقاء وأصدقهم
فالحقيقة بالنسبة لنا مزعجة وإن صدرت من أقرب الناس إلينا
فهي دائما تجرحنا , ومن يصارحنا وينصحنا ويصدقنا نحسبه
ضدنا ويحقد علينا ولا يحب الخير لنا
سلام على الدنيا إذا لم يكن بها .... صديق صدوقا صادق الوعد منصفا .
حياء الشباب
يمتلك الشباب طاقات هائلة وأصوات عالية إذا كان هناك حفل غنائي
أو تجمع في أماكن اللهو , وحين سماع أشرطة التسجيل الغنائية
سواء في البيت أو الشارع أو في السيارة , فنجد هؤلاء الشباب جريئون
يتسابقون ويتنافسون في هذا المجال , ويعتريهم الخجل والحياء إذا طلب
من أحدهم أن يتقدم ليؤم جماعة من المصلين أو عندما يطلب منه قراءة
آيات قليلة من كتاب الله الكريم فنجد صوته خافتا ووجهه منكسا وخدوده
متورمة محمرة من أثر الخجل والحياء .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : { اقرؤوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيع لأصحابه }
( علية القوم )
حسب التصنيف الحالي فعلية القوم وكبراؤهم هم أصحاب الثروات والأملاك والمناصب والجاه فمع هؤلاء تذلل الصعاب ويهب المتسلقون لتقديم خدماتهم بغية إرضائهم , فهم لهم أولوية أن يتقدموا على غيرهم في إنجاز مصالحهم ولا يجب تأخيرهم , فمجاملتهم فرض اجتماعي محتوم
في حين لا نكترث
لأمر عالم فاضل سخر حياته لخدمة دينه وأمته وعامة الناس ليبين لهم البيان ويجلي عن مداركهم تراكم الغمام محتسبا بذلك الأجر عند الله
فنحن أبعد ما نكون عن العلماء وأقرب ما نكون من الأثرياء نكن لهم التقدير والتعظيم
يقول الله تعالى : { إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ ....}فاطر 28
( عزة النفس )
نتخاصم مع بعضنا أمر وارد وطبيعي ولكن عزة النفس تجبرنا على مقاطعة من خاصمناه واختلفنا معه , وتوجب علينا الإعراض وإظهار المكانة والقيمة اللائقة بنا حتى يعرف الغير أن عزة أنفسنا في أعالي القمم ولا يمكن السماح بإنزالها إلى قعر التواضع فأنفسنا لا تهون علينا
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : { لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث ليال , يلتقيان فيعرض هذا ويعرض هذا وخيرهما الذي يبدأ بالسلام }
تلك بعض الموازين المقلوبة في حياتنا , وهناك الكثير منها ما أفسد لذة العيش وعكر صفو المجتمع
يقول الله تعالى : { إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ }
نسأل الله القدير أن يغير حالنا لأفضل حال وأن يعيد الأمور إلى نصابها الموزونة
وصلى الله وسلم على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم