قطعة حديد
قطعة حديد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حبايبي تعالوا نعرف نهاية الكسل إيه
قطعة حديد
كان أخوان اثنان ماضيين من الريف إلى المدينة، في الصباح الباكر، لبيع ما لديهما من خضر، يحملانها على ظهر حمار، وكانا قد اتفقا على أن يركب أحدهما الحمار في الذهاب، وأن يمتطيه الآخر في الإياب.
وفي الطريق، رأى الأخ الذي يركب الحمار قطعة حديدية صغيرة، فقال لأخيه الذي يمشي علي رجليه, التقط تلك القطعة، فقد نبيعها، ونستفيد بثمنها، ففال له أخوه: أنا لا أكلف نفسي مشقة الانحناء لالتقاط قطعة الحديد هذه الصغيرة، فهي لا تساوي شيئاً، وما كان من الأخ الذي يركب الحمار إلا أن نزل، وأخذ القطعة الحديدية، ومضى بها
وفي المدينة، باع الأخوان ما لديهما من خضر، وهمّا بالرجوع إلى القرية، ولكن الأخ الذي التقط القطعة الحديدية تذكر القطعة، فعرضها للبيع، فباعها، بثمن معقول، اشترى به بعض الخوخ، ومضى الأخوان، الذي اشترى الخوخ يسير، والآخر يمتطي الحمار، كما اتفقا.
وكانت عودتهما في الظهيرة، وقد اشتد الحر، وفي الطريق، أحس الذي يركب الحمار بالعطش، فطلب من أخيه أن يعطيه خوخة واحدة، فرمى له الأخ بواحدة على الأرض، فاضطر إلى النزول لأخذها، ثم عاد إلى ظهر الحمار، ولم يمض بعض الوقت، حتى أحس بالعطش ثانية، فسأل أخاه أن يعطيه خوخة ثانية، فرمى له أخوه بواحدة أخرى، فاضطر أيضاً إلى النزول لأخذها، ولم يمض بعض الوقت، حتى أحس بالعطش مرة ثالثة، ومرة أخرى رمى له أخوه بالخوخة إلى الأرض، فاضطر إلى النزول أيضاً لأخذها
ولما أخذها، وركب الحمار، قال لآخاه: (لماذا تعذبني، وترمي إليّ بحبة الخوخ إلى الأرض؟!)
فأجابه: لو أنك كلفت نفسك مرة واحدة الانحناء لالتقاط قطعة الحديد في الذهاب، لما اضطررت إلى النزول إلى الأرض، ثلاث مرات، في الإياب، ولكان الخوخ كله معك