لماذا وصل العارفون إلى الله وتأخرنا عنهم لماذا وصل العارفون إلى الله وتأخرنا عنهم
سُـئل أحد الصالحين لماذا وصل العارفون إلى الله وتأخرنا نحن عنهم فأجاب:
أما لماذا وصل العارفون إلى الله لأنهم :
• عرفوا أن الله ربهم ولا إله إلا هو : فعبدوه وما أشركوا معه أحدا
• ذاقوا حلاوة القرب من الله فلم يبرحوا بابه ولازموه
• وعرفوا قيمة الليل فاغتنموه وقاموا بين يدي مولاهم فأعطاهم
• عرفوا أن قيام الليل شعر الصالحين فرفعوا هذا الشعار وما انزلوه
• وعرفوا قدرة الله فذللوا رقابهم له فأعزهم الله بعزته
• أحبوا الله أكثر من كل شيء وكانوا له كما يريد فأحبهم وكان لهم كما يريدون
• صاروا لله عبادا ربانيين فجعلهم الله يقولون للشيء كن فيكون
• افنوا أجسادهم في سبيل الله وفي سبيل مرضاته فساحت أرواحهم في ملكوت الله
• عرفوا أنهم ملك لله يفعل بهم ما يشاء فالتزموا وخضعوا لمالكهم فأعطاهم الله مفاتيح ملكه
• عرفوا الشريعة والتزموا بالطريقة فغاصوا في بحر الحقيقة
• عرفوا أن القلب محل نظر الله فطهروه ومن الأسقام عالجوه ليكون أهلاً لنظر الله
• عرفوا أن الله مطلع وناظر عليهم فأطاعوه وما عصوه
• عرفوا أن القرآن كلام الله فعكفوا عليه يقرأوه وعملوا بما جاء فيه
• عرف أن الذاكر جليس الله والله يذكره فرطبوا ألسنتهم بذكر الله وتأدبوا بذكرهم
• عرفوا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بابهم إلى الله فاتبعوه وما خالفوه
• عرفوا أن الشيطان عدوهم فحاربوه وما اتبعوه
• عرفوا أن النفس أمارة بالسوء فخالفوها فزكاها الله
• عرفوا أن أجلهم أيام معدودة فاغتنموها بالصالحات والخيرات
• عرفوا أن الصالحين والعلماء هم الذين يدلون على الله فصاحبوهم وزاحموهم في مجالسهم
• عرفوا أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والدعوة على الله أفضل الأعمال فجعلوها وظيفتهم
• أكلوا نعم الله تقوياً على طاعته وأدوا شكرها بحق
• عرفوا أن الجنة دار الأخيار والنار دار الأشرار فعملوا لكي يكون مقامهم الجنة مع الأبرار
• عرفوا أن الموت لاحق بهم لا محالة فعملوا لما بعد الموت
أما لماذا تأخرنا عنهم فأكتفي بقول إبراهيم بن ادهم عندما قال :
• لأنكم عرفتم اللّه فلم تطيعوه،
• وعرفتم الرسول فلم تتبعوا سنته،
• وعرفتم القرآن فلم تعملوا به،
• وأكلتم نعم اللّه فلم تؤدوا شكرها،
• وعرفتم الجنة فلم تطلبوها،
• وعرفتم النار فلم تهربوا منها،
• وعرفتم الشيطان فلم تحاربوه ووافقتموه،
• وعرفتم الموت فلم تستعدوا له،
• ودفنتم الأموات فلم تعتبروا،
• وتركتم عيوبكم واشتغلتم بعيوب الناس.
نسأل الله العلي العظيم رب العرش الكريم أن يفتح علينا فتوح العارفين الواصلين الكاملين المحبين المحبوبين الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون وان يوصلنا كما أوصلهم ويعطينا كما أعطاهم وان يكون لنا كما كان لهم وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم والحمد لله رب العالمين