لمن أعدت النار ؟ إن الحمد لله وحده والصلاة والسلام علي من لا نبي بعده سينا محمد رسول الله صلي الله عليه وسلم وعلي آله وأزواجه وذريته وأصحابه وكا من تبع نهجهم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لمن أعدت النار
النار أعدت للكافرين والمستكبرين عن آيات الله إعدادا يناسب عنادهم فيجدون من النار مهادا أي فراشا ويلتحفون أيضا بالنار لقوله تعالى "لَهُم مِّن جَهَنَّمَ مِهَادٌ وَمِن فَوْقِهِمْ غَوَاشٍ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ" ( الأعراف : 41 )
وقوله تعالى "يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَـذَا مَا كَنَزْتُمْ لأَنفُسِكُمْ فَذُوقُواْ مَا كُنتُمْ تَكْنِزُونَ " (التوبة :35 )
وهذا هو جزاء المكذبين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله.
ولقول سيدنا رسول الله صلي الله عليه وسلم: " ما من رجل لا يؤدي زكاة ماله إلا جعل له يوم القيامة صفائح من نار فيكوى بها جبينه وجبهته وظهره في يوم كان مقداره ألف سنة حتى يقضى بين العباد ثم يرى سبيله إما إلى الجنة وإما إلى النار
كما أنهم في النار لهم شهيقا وزفيرا من العذاب وكذلك هم في النار خالدين لقوله تعالى " فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُواْ فَفِي النَّارِ لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ , خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ إِلاَّ مَا شَاء رَبُّكَ إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِّمَا يُرِيدُ " ...( هود 106: 107)
ويقصد بقوله تعالى هنا مادامت السماوات والأرض " أن السماء غير هذه السماء والأرض غير هذه الأرض
كما أنهم في أعناقهم الأغلال يسحبون بها في النار لقوله تعالى " وَإِن تَعْجَبْ فَعَجَبٌ قَوْلُهُمْ أَئِذَا كُنَّا تُرَاباً أَئِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ أُوْلَـئِكَ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِرَبِّهِمْ وَأُوْلَئِكَ الأَغْلاَلُ فِي أَعْنَاقِهِمْ وَأُوْلَـئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدونَ " ( الرعد : 5)
أيضا الظالمون لهم عذاب عظيم فالنار أمامهم ويسقون فيها من ماء صديد يشربون قهرا وقسرا لا يستطيعون مجرد تذوقه لسوء طعمه ولونه وريحه وحرارته كما أن الموت يأتيه من كل مكان بكل ما للموت من بشاعة وعذاب ولكنه لا يموت وله بعد هذا كله عذاب عظيم يخفيه الله في علمه وهذا لقوله تعالى " مِّن وَرَآئِهِ جَهَنَّمُ وَيُسْقَى مِن مَّاء صَدِيدٍ , يَتَجَرَّعُهُ وَلاَ يَكَادُ يُسِيغُهُ وَيَأْتِيهِ الْمَوْتُ مِن كُلِّ مَكَانٍ وَمَا هُوَ بِمَيِّتٍ وَمِن وَرَآئِهِ عَذَابٌ غَلِيظٌ " (إبراهيم 16-17 )
وقوله تعالى "وإن يستغيثوا يغاثوا بماء كالمهل يشوي الوجوه "
وقوله تعالى" إِنَّ شَجَرَةَ الزَّقُّومِ , طَعَامُ الْأَثِيمِ , كَالْمُهْلِ يَغْلِي فِي الْبُطُونِ , كَغَلْيِ الْحَمِيمِ "
ذا موجز مختصر وفيه إن شاء اللته تعالي الكفاية والرزجر
لأسال الله العلي العظيم أن ييباعد بيننا وبين النار وبين كل ما يقرب منها من قول أوفعل أو عمل كما باعد بين المشرق والمغرب والسماوات والأرض
وأن يرزقنا الجنة وما قرب إلبها من قول وعمل وفعل
وصلي الله وسلم وبارك علي سيدنا محمد رسوله وعلي آله وصحابته