شئنا أم أبينا ...!؟
الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على نبينا محمد و على اله و
صحبه أجمعين.
أحييكم بتحية أهل الجنة جعلنا الله و إياكم من أهلها و بارك في عمركم و شبابكم و مد في أجلكم على طاعته
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في هذه الحياة يسافر الإنسان و يقطع المسافات البعيدة إما راكبا السفن التى تعبر به عباب البحار العميقة و الأمواج المتلاطمة أو راكبا الطائرات بين السماء و الأرض التى تقطع به القارات البعيدة أو راكبا السيارات التى تسير به من بلد إلي أخرى و من مدينة إلي أخرى.
فهده حال الدنيا و حال المسافرين أما رحلتنا هده فليست إلي أمريكا أو أوروبا أو إلي باقي بلاد الدنيا.
إنها رحلة تختلف لان السفر فيها طويل و الزاد فيها قليل و البحر فيها عميق فعلى ربان السفينة أن يحكمها و يقدر لهدا السفر قدره.
إنها رحلة من الدار الفانية إلي الدار الباقية….رحلة لا رجعة فيها
فقد تبدأ الرحلة الليلة؟؟..و قد تكون غدا أو بعد غد…فسبحان من يعلم وحده متى تكون قال تعالي(كل نفس ذائقة الموت)ا(آل عمران)
هل تخيلت عندما توضع في قبرك لوحدك و ترد لك الروح و يأتيك ملكان شديدا الانتهار’فينهرانك ويجلسان فيقولان لك .من ربك؟ ما دينك؟ و ماذا تقول في الرجل الذي بعث فيكم؟ نسال الله الثبات في دلك الموقف العظيم.. فإذا كنت من أهل الخير ثبتك الله -سبحانه و تعالي-و فتح لك بابا إلي الجنة فيأتيك من روحها و طيبها’ و يفسح لك في قبرك مد بصرك.
و إذا كنت خلاف دالك فرش لك من النار و فتح لك باب إلي النار فيأتيك من حرها و سمومها و يضيق عليك قبرك حتى تختلف إضلاعك.نعود بالله من عذاب القبر و ظلمته ووحشته و غربته
أرأيت كيف يتخلى عنك كل شيء في هده الحياة الدنيا . أين أبوك؟ أين أمك؟ أين زوجك؟ أين أخوك؟ أين أختك؟ أين زميلك وزميلاتك؟ أين صديق وصديقاتك وجليسك و جليساتك؟ أين مالك؟ أين خروجك للأسواق؟
(إن الأسواق هي ابغض البقاع إلي الله و الشيطان ينصب رايته فيها و هي مواطن الفتن)
أين الفساتين؟ أين المساحيق؟ أين السهرات؟ أين العكوف على الفضائيات و متابعة الأفلام و المسلسلات؟ و سماع الأغاني (مزامير الشيطان) أين المجلات و متابعة الموضة و الموديلات؟ أرأيت الجميع قد تخلى عنك وأصبحت رهينة عملك في قبرك (كل نفس بما كسبت رهينة)
يا من بدنياه انشغل = وغره طول الأمل
الموت يأتي فجأة = والقبر صندوق العمل
ما شعورك وأنت قد أوقفت أمام الجبار ؟أمام الواحد القهار أمام الملك أمام رب العالمين الذى هو مطلع على كل كبيرة و صغيرة لا تخفى عليه خافية قال تعالي(يومئذ تعرضون لا تخفى منكم خافية)
ماذا تقولون إذا سألكم عن أعماركم ماذا فعلتم فيها في هده الحياة الدنيا؟
الم يمتن عليكم و يختاركم من بين البشر و يجعلكم موحدة في قلوبكم لا إلا الله محمد رسول الله .و قد حرم منها الكثير من البشر و كفى و الله بها من نعمة كفى بالإسلام نعمة و فضلا و منه نسال الله -سبحانه وتعالي- الثبات على هدا الدين العظيم.
الم يخلقك من العدم؟ و أسبغ عليك سائر النعم؟ الم يرزقك نعمة السمع و البصر و الصحة و المال والأهل و الأولاد و قد حرم منها الكثير؟.
نعم عظيمة و ألاء كثيرة لا تعد ولا تحصى فلله الحمد في الأولى والآخرة.
اعلموا إن الله يفرح بتوبة عبده فماذا تنتظرون؟
يا من لا تصلون
كيف تجرأ ون على مخالفة أمره و لا تجيبون دعوته و انتم لا تخرج عن قبضته و لا تستغنون عنه طرفة عين.
يا من تصلون
هل تؤدون الصلوات الخمس في وقتها خاشعة بها قلوبكم مطمئنة بها جوارحكم لأنها أول ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة فان صلحت فقد افلح و انجح وإن فسدت فقد خاب و خسر (ذلك هو الخسران المبين).
وأنتِ أختاه المسلمة
ماذا تقولين لربك إذا سالك عن حجابك؟ هل أنت ممن يحافظن على حجابهن الشرعي و يتقين الله فيه و لا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها؟
أم إنكِ ممن خالفت و عصت أمر ربها وأطاعت شياطين الجن والإنس و انقادت وراء هم العباءة فوق الكتفين مطرزة فاتنة جاذبة الأنظار و(البنطلون) الذي انتشر انتشار النار في الهشيم الفساتين المفتوحة الجانبين كثرة الخروج و التردد على الأسواق بسبب و بدون سبب الحديث مع الباعة بكلام لين ناعم و ابتسامات ساحرة الخلوة المحرمة مع السائقين وغيرهم من الرجال الأجانب في الأسواق و غيرها الاستهزاء بالدين و الصالحين و الصالحات الغفلة و طول الأمل ولا حول و لا قوة إلا بالله.
ماذا تقولين لربك؟ ما إجابتك؟
إن كتاب أعمالك يشهد عليك أو يشهد لك فاعدي للسؤال جوابا و للجواب صوابا و اعلمي علم اليقين إن الذي ينتظرك إما جنة عرضها السماوات والأرض فيها ما لا عين رأت و لا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر أو نار قعرها بعيد و حرها شديد لو سيرت فيها جبال الدنيا لذابت من حرها فاختاري لنفسك أي الطريقين تسلكين فريق في الجنة و فريق في النار.
احمدي الله سبحانه وتعالي- أنك لا تزالين تعيشين إلي هذه اللحظة و لست من أهل القبور فكل يوم تعيشينه في هده الحياة الدنيا هو والله مكسب لك أما أعمال صالحات تقربك إلي الله وأما ذنوب و أوزار و آثام تتخلصين منها فما ظنك أن أصحاب القبور يتمنون ؟
فهل يتمنون الرجعة للدنيا لأجل الأموال و القصور؟
لا والله إنهم يتمنون الرجعة إلي هذه الحياة الدنيا لأجل تسبيحة أو تهليلة أو تكبيرة أو سجدة تكتب في صحيفة احدهم لما رأوا وتيقنوا من الثواب العظيم فلا تغتري بصحتك و شبابك ومالك وحسبك فتداركي رحمك الله ما بقي من عمرك فاليوم عمل بلا حساب و غدا حساب بلا عمل.
فالأعمار محدودة والأنفاس معدودة فبادري بالتوبة الصادقة النصوح و تخلصي من الذنوب والآثام واعلمي إن التوبة تجب ما قبلها وأن التائب من الذنب كمن لا ذنب له وأن السيئات تبدل حسنات فابدئي صفحة جديدة بيضاء مشرفة واعلمي إن لك ربا غفورا يقبل التوبة و يعفو عن السيئات
أعانك الله ووفقك و يسر أمرك في الدنيا و الآخرة.
قال تعالي (إلا من تاب و امن و عمل عملا صالحا فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات و كان الله غفورا رحيما و من تاب و عمل صالحا فانه يتوب إلي الله متابا).
و صلى الله و سلم على نبينا محمد و اله و صحبه أجمعين.
هذه هي الرحلة الأخيرة