بابا.. هو مين ربنا؟
الحمد لله ثم الحمد لله، الحمد لله حمداً يوافي نعمه ويكافئ مزيده، يا ربنا لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك ولعظيم سلطانك
سبحانك اللهم لا أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له
وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، وصفيه وخليله، خير نبي أرسله، أرسله الله إلى العالم كلِّهِ بشيراً ونذيراً، اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد وعلى أزواجه أمهات المؤمنين وعلي أصحابه صلاةً وسلاماً دائمين متلازمين إلى يوم الدين
وأوصيكم أيها المسلمون ونفسي المذنبة بتقوى الله تعالى
أما بعد
«بابا هو مين ربنا؟»، «هو أنا لازم أصلى كل يوم؟» هذه الأسئلة وغيرها لا يتردد الأطفال فى توجيهها لآبائهم، ليبدأوا بها أولى مراحل معرفتهم بأمور الدين البسيطة التى تناسب أعمارهم، لكن آباء وأمهات عديدين يعانون من كيفية توصيل هذه الأفكار إلى الأبناء، ومنهم من يؤجل الحديث فيها مع الأطفال بحجة أن «عقلهم صغير» وعدم استيعابهم لما يقال فى هذه الأمور.. وهو ما يتسبب فى شرود ذهن الأطفال والبحث عن إجابات بعيدة لكل تلك الأسئلة، قد يكون من الصعب تغييرها فيما بعد
أ. د. إنشاد عزالدين، أستاذ علم الاجتماع العائلى والمشكلات الاجتماعية، يرى أهمية الحديث مع الأبناء فى بعض أمور الدين منذ سن مبكرة، مثل فكرة وجود الله والثواب والعقاب وتشجيعهم على الصلاة والصوم، على أن يتم ذلك بأسلوب مبسط وسهل مع الحرص على استخدام الألفاظ البسيطة فى توصيل تلك المعانى، والرد على أسئلة الأطفال مهما كانت ساذجة أو محرجة، وفى حالة عدم معرفة الأب أو الأم إجابة السؤال فلا داعى للرد الخاطئ، بل من الأفضل البحث عن الإجابة الصحيحة حتى لا تتراكم مفاهيم خاطئة فى ذهن الطفل.
الاتفاق بين الأب والأم فى أسلوب تربية الأبناء أمر غاية فى الأهمية، وليس من الصحيح إن كان هناك اختلاف بينهما أن يصل هذا الاختلاف للطفل، خاصة فيما يتعلق بالدين، لأن الأطفال يتمتعون بذكاء كبير، فعندما يرفض الأب مثلا أن يصوم ابنه بينما توافق الأم وتشجعه، فإن ذلك يجعل الطفل فى حالة تذبذب ويستغل بعض الأبناء هذا الاختلاف فى حالات كثيرة للإفلات من العقاب.
كما يجب على الأب والأم أن يكونا قدوة حسنة لأبنائهما، فكيف أطلب من ابنى المواظبة على الصلاة بينما لا يرانى أصلى.
ويعطينا أحمد ربيع، مدرب تنمية بشرية، بعض الأساليب التى يمكن استخدامها خلال تعريف أبنائنا بأمور الدين وغرس القيم الصالحة فى نفوسهم، ومنها استبدال العنف والضرب بوسائل للترغيب فى المراحل الأولى لتعليم الأطفال الصلاة، مثل الهدايا، ثم نبدأ معه مرحلة متقدمة وهى التعريف بثواب الصلاة.
واستخدام اللعب كوسيلة لغرس القيم الأخلاقية فى سلوك الطفل وربطها بالناحية الدينية، فعلى سبيل المثال قيمة «الصدق»، يمكن اختبارها بمساعدة الطفل فى الرسم ثم سؤاله: «هل ساعدك أحد؟» فإن كذب، قل له الحقيقة مع إرشاده إلى أن مَن يكذب فسوف يعاقبه الله.
اختبار الأمانة: قل لابنك أى شىء سرا وأطلب منه عدم الإفصاح عنه، فإذا أباح به لأحد، تحدث معه عن قيمة الأمانة وعقوبة خائنها.
التعليم بالقصص: يحب الأطفال القصص، وليس من الضرورى أن تكون دينية، ارو له قصة ثم ناقشه فيها بأسلوب مبسط، فإذا لاحظت انحيازه لشخصية ذات طباع سيئة، تكلم معه عن قيمة العدالة.
انصحه بمشاهدة برامج دينية وتعليمية تناسب سنه، ليرى نماذج لأطفال أكبر منه أو فى سنه حققوا نجاحات مشرفة، وشجعه على تقليدهم.
التوجيه وسيلة مهمة لتعليم الطفل، مثل «كُل بيمينك»، أو إذا وجدته يضرب صديقه فأمره بعدم تكرار هذا الفعل لأنه خطأ، واربط الواقعة بآية أو مقولة دينية تنهى عن ذلك
المصدر
المصري اليوم
تاريخ العدد السبت ١٢ يونيو ٢٠١٠ عدد ٢١٩٠