تابع حرمة البيوت فى الاسلام ووجوب الاستئذان قبل الدخول فيها وبيت الانسان ربما كان هو المكان الذى يرفع فيه الانسان عن نفسه الحرج وينشد فيه الراحة فيجد الانسان نفسه داخل بيته فى حل من ان يفعل مالا يفعله فى مكان عام . وربما احتوى البيت على عورات و أسرار لا ينبغى ان يراها أحد . ومن ثم أوجب الاسلام على أتباعه أن يحترموا كل ذلك فلا يتطلع أحد الى ما بداخل البيت ولا يترك عينه ولا أذنه تسمع وانما أعطى الاسلام لأهل البيت فى معاقبة من يتجرد من هذا الادب ليعلم أن بيوت المسلمين مصونة الحرمة وأن التفكير فى اقتحا مها تعرض للخطر ومجا وزة تورث الخسران . فعن أنس رضى الله عنه أن رجلا اطلع على النبى صلى الله عليه وسلم ومع النبى صلى الله عليه وسلم عود فقال ( لو أعلم أن تنظر لطعنت به فى عينيك أو نحو ذلك ) رواه البزار . وعن أبى ذر رضى الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( ايما رجل كشف سترا فأدخل بصره قبل أن يؤذن له فقد أتى حدا لا يحل له أن يأتيه ولو أن رجلا فقأ عينه لهدرت ولوأن رجلا مر على باب لاستر له فرأى عورة فلا خطيئة عليه انما الخطيئة على أهل البيت ) رواه أحمد . وهكذا نجد أن الاسلام نقل الناس من حياة الفوضى والبداوة الى حياة النظام والحضارة ومن عادات التبذل الى التألق وأعظم منذلك سرعة استجابة المسلمين لهدى الله وتعاليم رسوله وانسلا خهم من جا هليتهم كلها . لهذا وغيره فقد أوجب الاسلام على كل مسلم أن يستأذن قبل دخول أى بيت غير بيته وهذ الاستئذان مسبوقا بالسلام ملحوقا بالتلطف الذى من شأنه أن يجعل أهل البيت فى أمن وأمان وتبقى أسرارهم وعوراتهم مستو مستورة فقال تعالى : ( يا أيها الذين ءامنوا لاتدخلوا بيوتا غير بيوتكم حتى تستأنسوا وتسلموا على أهلها ذلك خير لكم لعلكم تذكرون ) سورة النور اية (27) ومعنى( تستأنسوا ) ماجاء فى سنن ابن ماجه عن أبى أيوب الا نصارى قال : قلنا يا رسول الله _ هذا السلام _ فما الا ستئذان ؟ قال يتكلم الرجل بتسمية أو تكبيرة أو تحميدة أو يتنحنح ويأذن أهل البيت له . ومن السنة فى الاستئذان أن يكرر ثلاث ولا يزيد عليها الا من علم انه لم يسمع أهل البيت فلا بأس أن يزيد . وانما قلنا ان السنة فى الا ستئذان ثلاث مرات لا يزاد عليها لحديث أبى موسى الاشعرى رضى الله عنه عندما جاء ليستأذن فى الدخول على عمر فلم يؤذن له فذهب , فأرسل اليه عمر وقال له ما منعك أن تأتينا ؟ فقال أبو موسى : أتيت . فسلمت على بابك ثلاث مرات فلم ترد على فرجعت وقد قا ل رسول الله صلى الله عليه وسلم (اذا استأذن أحدكم ثلاثا فلم يؤذن له فليرجع ) وصور الاستئذان أن يقول : السلام عليكم أأ دخل ؟ فان أذن له دخل وان أمر بالرجوع انصرف وان سكت عنه استأذن ثلاثا ثم ينصرف من بعد الثلاث . هذا ان كان الباب مفتوحا أما ان كان مردودا فله أن يقف منه حيث يشاء ويستأذن وان شاء دق الباب وصفة الدق ان يكون خفيفا بحيث يسمع ولا يعنف فى ذلك . فقد روى أن أنس بن مالك _ رضى الله عنه _ قال : كانت أبواب النبى _ صلى الله عليه وسلم _تقرع بالاظافر ثم لكل قوم فى الاستئذان عرفهم ... فلا بأس أن تكون الاجراس التى تتخذ على البيوت حاليا وسيلة من وسائل الاستئذان وهكذا فان وقعت العين على العين فالسلام قد تعين ولا تعد الرؤية لصاحب البيت اذنا فى الدخول عليه فاذا قفيت حق السلام لأنك الواردعليه تقول أأدخل ؟فان أذن لك والا رجعت .. وهذه الاحكام كلها انما هى فى بيت غير بيتك , أما فى بيتك الذى تسكنه فان كان فيه أهلك فلا اذن عليهما الا أنك تسلم اذادخلت وقال قتادة اذا دخلت بيتك فسلم على أهلك فهم أحق من سلمت فان كان فيه معك أمك أو أختك فقالوا تنحنح أو اضرب برجلك حتى يتنبها لدخولك . فان الاهل لاحشمة بينك وبينهم أما الأم والأخت فقد تكونان على حالة لا تحب أن تراهما عليها . فقدروى عطاء بن يسار أن رجلا قال للنبى _صلى الله عليه وسلم _ أأستأذن على أمى ؟ قال نعم , قال انى أخدمها ؟قال استأذن عليها فعا وده ثلا ثاقال أتحب ان تراها عريانه ؟ قال لا . قال فستأذن عليها ) ذكره الطبرانى : وان دخل بيت نفسه وليس فيه أحد قال علماؤنا : يقول السلام علينا من ربنا التحيات الطيبات المباركات علينا السلام . ولقد جاء فى ظلال القران تعليقا على هذه الاحكام . لقد جعل الله البيوت سكنا يفىء اليها الناس وتطمئن نفوسهم على عوراتهم وحرماتهم ويلقون أسباب الحذر والحرص المرهقة للأ عصاب والبيوت لا تكون كذلك الا حين تكون حرما امنا لا يستبيحه أحد الا بعلم أهله واذنهم وفى الذى يريدون وعلى الحالة التى يحبون أن يلقوا عليها الناس ثم قال من أجل هذا أدب الله المسلمين بهذا الادب العلمى ..أدب الا ستئذان على البيوت والسلام على أهلها لايناسهم وازالة الوحشة من نفوسهم قبل الدخول عليهم ويعبر عن الاستئذان بالاستتناس وهو تعبير يوحى بلطف الاستئذان ولطف الطريقة التى يجىء بها الطارق فتحدث فى نفوس أهل البيت انتباها واستعدادا لاستقباله وهى تحية رقيقة لطيفة لرعاية أحوال النفوس وتقدير ظروف الناس فى بيوتهم وما يلا بسها من ضرورات لايجوز أن يشقى بها أهلها ويحرجوا أمام الطارقين فى ليل أو نهار .. والله يقول الحق وهو يهد السبيل .هذا والله أعلى وأعلم وللحديث بقية ان شاءالله تعالى . .. عيد العدوى