تابع حرمة البيوت فى الاسلام (ووجوب الاستئذان قبل الدخول فيها ) ولقدكان أهل يثرب (المدينة المنورة ) اذا أرادأحدهم سفرا وخرج من بيته يريد سفره الذى خرج له ثم بدا له بعد خروجه أن يقيم ويدع سفره لايدخل البيت من بابه ولكن يتسوره من قبل ظهره فنهاهم القران عن ذلك فقال تعالى : (وليس البر بأن تأتوا البيوت من ظهورها ). وعندما تزوج النبى صلى الله عليه وسلم زينب بنت جحش رضى الله عنها دعا أصحابه الى الطعام فطعموا ثم جلسوا يتحدثون وطال جلوسهم مما جعل
النبى صلى الله عليه وسلم يتهيأ للقيام فلم يقوموا فلما رأى ذلك منهم قام فلما قام . قام بعض منهم الا ثلاثة نفر فتركهم وخرج فلما عاد صلى الله عليه وسلم فاذاهم جلوس ثم انهم قاموا فانطلقوا فلما أخبر النبى صلى الله عليه وسلم بقيامهم دخل بيته فأنزل الله تعالى عليه قوله :( يا أيها الذين ءامنوا لا تدخلوا بيوت النبى الا أن يؤذن لكم الى طعام غير ناظرين اناه ولكن اذا دعيتم فادخلوا فاذا طعمتم فانتشروا ولا مستئنسين لحديث ان ذلكم كان يؤذى النبى فيستحيى منكم والله لا يستحيى من الحق )سورة الاحزاب اية رقم (53)قال صاحب الظلال فى تفسيره الاية تتضمن ادابا لم تكن تعرفها الجاهلية فى دخول البيوت حتى بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد كان الناس يدخلون البيوت بغير اذن من أصحابها وربما كان الحال أظهر فى بيوت النبى صلى الله عليه وسلم بعد أن أصبحت هذه البيوت مهبط الوحى والحكمة وكان بعضهم يجلس بعد الطعام سواء كان قد دعى اليه أو بدون دعوة ويأخذ فى الحديث والسمر غير شاعر بما يسببه هذا من اذعاج للنبى صلى الله عليه وسلم وأهله _وفى رواية _أن هؤلاء
الثلاثة نفر الذين كانوا يسمرون كانوا يعقلون هذا _ وعروس النبى صلى الله عليه وسلم السيدة زينب بنت جحش رضى الله عنها جا لسة ووجهها للحائط. والنى صلى الله عليه وسلم يستحى أن ينهاهم الى ثقل أفعا لهم عنده حياء منه ورغبة فى ألا يؤذى زواره بما يخجلهم حتى تولى الله سبحانه وتعالى الجهر بالحق والله لا يستحيى من الحق ) وللحديث بقية ان شاء الله تعالى والله أعلى وأعلم