حرمة البيوت فى الاسلام حرمة البيوت فى الاسلام 0 ووجوب الاستئذان قبل الدخول فيها من الأمورالتى تحفظ للأسرة كيا نها 000 لقد انفردالاسلام دون غيره من سائر ما عرفت البشرية ويعرفون من أديان ومذاهب بشموله وعمقه واستغراقه لكل مواطن الكمال والجمال والجلال وما يدفع بها ويقود اليها ثم حرصه الدؤب لجمع الناس على تلك الفضا ئل فى كل أفاقهم وأنماط حياتهم ومختلف سلوكهم0 وما اهتم الاسلام بشىء قدر اهتمامه ببناء النفس وتربية الحس وتنمية الشعور , وماا ستهدف الاسلام من شىء بعد العقيدة قدر استهدافه صيانة المجتمع , وسلا مة بنيانه , ورعاية لبنا ته وصيانة حرماته , واحترام حدوده , والنظر بعين القداسة والاهتمام الى كل واجباته وحقوقه 0والمتتبع لكل تعاليم الاسلام وتو جيهاته , يجدها ترمى الى هذه الغاية , وتؤكد على تحقيقها , لأنه دين فطرى خالد , يعالج الامور من جوانبها الطبيعية وأسبابها الأساسية التى لا يكون العلاج الا منها , ومن هنا فانه جعل لكل جانب من جوانب الحياة ادابا و ولكل أنما طها سياجا ولكل سلوك حدودا 0 ولقد كانت البيوت والمنازل فى طليعة ما أولاه الاسلام عنايته واهتمامه , لأنه أراد لهذه البيوت المسلمة أن تكون لها حرمتها , وأن تحاط بسياج من الاحترام , وأن يترفع بها عن كل ما يمتهنها أو يسقط حرمتها , فأوجب على الداخل اليها أن يلتزم وقتا معينا فى دخولها , وأن يستحضر الحشمة والوقار فى طرقها , وحرمة اقتحامها على أهلها , أو يتسور جدرانها أو طرق نوافذها مراعاة لظروف ساكنها , واحتراما لأحوالهم التى ربما يدعو تجاهلها لأحراجهم 0 ولقد أدب الله أقواما لم يراعوا لبيت رسول الله صلى الله عليه وسلم حرمته , ونادوا رسول الله صلى الله عليه وسلم من وراء حجراته فى وقت غير مناسب , وهو وقت القيلولة , ووصفهم الله بأنهم لا يعقلون ,فقا تعالى : (ان الذين ينادونك من وراء الحجرات أكثرهم لا يعقلون ) وجاء فى تفسير الواضح 0 ما روى عن زيد بن الارقم أنه جاء أناس من العرب الى النبى صلى الله عليه وسلم 0 فقال بعضهم لبعض انطلقوا بنا الى هذا الرجل فان يكن نبيا فنحن أسعد الناس به , وان يكن ملكا عشنا فى جناحه ,ثم جاءوا الى حجرات النى صلى الله عليه وسلم ينادونه 0 يا محمد 0 وقد تأذى من ندا ئهم على هذه الصفة , فأنزل الله تعالى هذه الاية 0 وقد حكم الله على أكثرهم بعدم العقل , لأن بعضهم لم يكن موافقا على هذه الغلطة والمجا فاة للأدب 0 ولا شك أن هؤلاء يستحقون هذا الوصف لجهلهم بقانون الادب العام و, وما ينبغى أن يكون عليه الزائر من أدب الحديث واختيار الزمان والمكان المناسبين للزيارة , ولو أ ن هؤلاء صبروا حتى يخرج النى صلى الله عليه وسلم , وقد كان فى قيلولة مستريحا _ لكان خيرا لهم وأتم لأنه صلى الله عليه وسلم ماكان يحتجب عن أصحابه الا فى أو قات خا صة قليلة ليستريح بعض الوقت ليلا أو فى الظهيرة 000 وهكذا فان القران الكريم لايترك صغيرة ولا كبيرة فى سلوك الانسان وقضاياه الا وتنا ولها بالأجمال او التفصيل , حتى ير سم لنا الطريق الصحيح للسلوك 0 وللحديث بقية ان شاءالله تعالى 0 والله أعلى وأعلم