عقدة النقص و عقدة الغرور والتعالي والتكبر عقدة النقص
هل سمعتَ بها من قَبل ؟
يفسّر علم النفس عقدة النقص على أنها : شعور الفرد بوجود عيب فيه يُشعره بالضيق والتوتر ونقص في شخصيته مقارنة بالآخرين، مما يدفعه بالتعويض لهذا النقص بشتى طرق .
ما سبب عقدة النقص ؟
أحد وأهم أسباب عقدة النقص هو الافراط الزائد في الحنان من قِبَل الوالدين في عمر الطفولة ، تجد الأم مثلا تحول دون استقلال طفلها عنها ، ويلاحظ بأنها تفرط في إغراقه العاطفي وإغداق الرعاية والعناية عليه، لذلك هذا يكون سببا يبقيه في حالة من التبعية الطفلية و يحسسه نفسيا بحاجته الى الاعتماد على الآخرين وعدم الاحساس بالمسؤولية وعدم قدرته على تدبير أموره بنفسه رغم تقدمه في السن واختراقه مرحلة الطفولة .
ويوجد أسباب أخرى غير ما ذكر أعلاه
كيف يسعى المريض بعقدة النقص للتعويض ؟
التعويض يكون لغرض تقليل حدة التوتر الناتج عن حالة الاحباط التي يتعرض لها بسبب شعوره بالنقص.
مثال : فلان ..مدلل كثيرا ايام طفولته ومرحلة المراهقه..نادر جداً يسوي شي بنفسه ..لما كبر وصار عمره مثلا 23 سنة بدأ يحس بنقص المسؤولية وتدبيره للأمور بدون مساعدة من الأهل ( وهذي هي عقدة النقص )..صار كل همه انه يحسس أصدقائه واللي حوله انه شخص يعتمد عليه ..ليس فقط أمر عادي لكن جعله همّه الأكبر ( هذا التعويض )..يشعر بالغضب والتوتر اذا فشل في مهمّة ما ..
مثال آخر فلان ..له أخت اصغر منه وكانت المحببه عند والديها ..ربما دلال البنت الزائد جعل الولد يحس انه غير محبوب من قبل والديه ..كبر وصار شاب ..أراد يثبت لأخته ولوالده ووالدته قبل ذلك انه رجال والرجال أفضل من البنت ..وهو المسيطر دائما وهذا القانون يمشي في كل مكان ..طالع نازل يضرب أخته يحب يتسلط عليها ..يمنعهامن الخروج الا اذا كان معها ..
من جانب آخر يعوّض عقدة نقصه هذي خارج البيت ..دائما مسرع في قيادته للسيارة ..ينفل السيارة نفل ( ) ويرايس مع رباعته ..ويخمس في أي حتّه في الحارة ..كله الغرض يبين انه قوي ورجال !!
- - -
عقدة نابليون :
ما هي عقدة نابليون ؟
هي شعور الفرد بالتوتر والضيق بسبب قصر قامته ..وأطلق عليها عقدة نابليون لأن نابليون كان يشعر بعيب خلقي ويظن أنه قصير القامة ..وهذا جعله يعوض نقصه الجسمي بحب التسلط والجبروت والطغاء في الحكم ( علما بأن طول نابليون كانcm 168 وهو معدل الطول الطبيعي هذي الأيام )
يقال أنّ هتلر ( ) وموسوليني وفرانكو وستالين كانوا على شاكلة نابليون من قصر القامة ..حاولوا تعويض شعورهم بهذا النقص من خلال الحصول على قوة الشخصية وجمع النفوذ السياسي في سلطتهم بعد ان عز عليهم ان يغيروا ما وهبتهم الطبيعة اياه من اجسام وقامات !
كيف تعرف أن الشخص مصاب بعقدة نابليون ؟
الأشخاص الذين يعانون من عقدة نابليون تجدهم يعمدون الى تعليق الصور في حائط منزلهم في مستوى منخفض جدا مقارنة بالأشخاص الذين من نفس طولهم ! ..حتى أحيانا يصل ذلك الى تصميم المنازل فيعمدون الى بناء بيوتهم بمستوى منخفض جدا ..يحاولون مثلا العراك مع أشخاص أكبر منهم بنيانا وأقوى جسماً فقط حتى يقنعوا أنفسهم ومن حولهم أنهم أقوياء رغم قِصر قامتهم !
جدير بالذكر أن احساس النفس بالراحة ومحاولة اقناع النفس شي جميل ولكن حينما يكون شغلنا الشاغل ونصبح مهووسين باقناع الآخرين أننا أذكياء أو أقوياء أو غيره سيتطور ذلك الى مرض نفسي وهذا هو ما يسمى بعقدة النقص وعلم النفس جدير بأن يعالج كثير من هذه الحالات التي لها تأثير سلبي على الشخص .
ولعقدة النقص أنواع ..وفي هذا الموضوع أحببت التحدث قليلاً عن ما قرأته عن عقدة خطيرة تسمى
بعقدة التكبر والغرور .
فتعرف هذه العقدة على أنها : محاولة للشخص المصاب بالعقدة على أن يتغلب على الشعور بالنقص والضعف الا أن محاولته بالتعويض هذه توصله الى القوة والتعالي والتكبر والغرور
وصفة التعالي والغرور صفة كريهه نهى عنها الله سبحانه وتعالى في قوله : ( وَلا تُصعر خَدك للناسِ ولا تمشِ فِي الأرضِ مَرحا إنَّ اللهَ لايُحب كُل مُختال فَخور )لقمان الأيه - 18
أسبابها :
الشعر بالضعف داخلياً ومحاولة تعويض هذا النقص والضعف الذي يشعر به.
شعور المرء بأن غيره لا يثق في قدراته ..ورفض هذا الشخص المصاب بالعقدة أن يكون غيره أفضل منه فيحاول بأي طريقة أن يبين العكس ..فتتطور هذه المحاولة منه والتعويض لجانب النقص منه الى مشكلة نفسية وصفة سيئة منبوذه من المجتمع .
مظاهر التعويض :
تجد هذا الشخص يتحدث عن نفسه كثيرا ..وتكثر كلمة " أنـا " في حديثه ..
تجده دوما يتكلم عن انجازاته وتحقيقاته بدون أن يُسأل عنها ..
يهوى مقارنة نفسه بالآخرين واثبات أنه الأفضل دوما
لا يتحمل أن يكون مخطئا أبدا ..
دائما يتحدث على أنه نال اعجاب فلان وعلان ..وتراه دوما يبحث عن عبارات المدح والثناء .
يجب التفريق بين صفتين : (الثقة بالنفس) و (الغرور) .
فالثقة بالنفس تعني النجاح ، والقدرة على تجاوز الصعوبات والمواقف المحرجة ، والحكمة في التعامل ، وتوطين النفس على تقبّل النتائج مهما كانت ، وهذا شيء إيجابي .
أمّا الغرور فشعور بالعظمة وتوهّم الكمال ، أي أنّ الفرق بين الثقة بالنفس وبين الغرور هو أنّ الأولى تقدير للامكانات المتوافرة ، أمّا الغرور ففقدان أو إساءة لهذا التقدير .
كيف نتعامل مع من لديه هذه العُقدة وكيف نساعده على التخلص منها؟
من المهم أن ندرك أنه لا بد منا أن ننظر إلى الشخص هذا ابتداءً نظرة المشفق عليه الرؤوف به كون عقدته هذه مرض نفسي .
قد يغفل صاحب هذه العقده عن مشكلته هذه فكثيرا منا يغفل عن عيب في شخصيته ولا يستدل عليها الا بعد أن يشير اليه شخص مقرب منه يثق فيه..لذلك يجب دوما أن نحسن الظن بهم فالشخصية الانسانية شخصية معقدة يصعب تفسيرها بدقه .
اذا كان الشخص هذا مقرب اليك فحاول دوما تذكيره بالتواضع وكيف أن هذه الصفه محببه لدى الجميع ..قم بتذكيره كيف كان الرسل والصحابه والتابعين والسلف الصالح على سعة من العلم والعظمة ..ورغم ذلك كانوا علىدرجة كبيرة من التواضع .