من يفرقون بين المرء وزوجه ؟ موضوع هام للنقاش إذا كان الجنّ يملكون هذه القدرة، فما دور اللوح المحفوظ في ذلك؟ لأن -والله أعلم- الله خلق هذا اللوح وقد كتب لعبده فيه من شقاء وسعادة، فلنفترض أنه قد كُتب للإنسان بالسعادة فهل يستطيع الجنّ أن يفرّق بين الرجل و زوجته؟ ويجعل الإنسان يعيش في ضنك؟
الآية المباركة تشير إلى أثر السحر وإنّه قد يؤدي إلى التفريق بين المرء وزوجه، إذ أن السحر قد يُحدث وهمًا في نفس الزوج فيرى زوجته على غير ما هي عليه واقعًا فيُسبِّب ذلك كراهته لها، وقد يُحدث وهمًا في نفس الزوجة فترى زوجها على غير ما هو عليه واقعًا فتكرهه لذلك فينتج عن الكراهة الفرقةُ بينهما فيكون السحر بمثابة الكذب والنميمة، فكما أن النميمة الكاذبة قد تُنتج الكراهة بين المتحابين، إذ أن النمَّام يُلقي في روع ضحيته صورًا ممقوتة عن محبوبه فيؤدي ذلك إلى كراهته له، فأثر السحر كأثر النميمة من هذه الجهة غايته أن الساحر يعتمد التمويه والخفَّة والحيلة والرياضات والخوارق والنمَّام يعتمد الكذب والوشاية، وأمّا دعوى منافاة ذلك لما هو مقدر في اللوح المحفوظ فهو غير صحيح إذ أنّ المقدِّر على نحوين فمنه محتوم وهو الذي يكون في اللوح المحفوظ ومنه ما هو غير محتوم وهو المكتوب في لوح المحو والإثبات، قال تعالى: "يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده علم الكتاب".
فالسحرة معاول هدم في المجتمع يهدمون عقائد المسلمين بسحرهم وطلاسمهم، فقد دمروا البيوت الآمنة، وشتتوا الأسر مقابل مبالغ من المال يتقاضونها من ضعاف النفوس الجبناء وشرار الناس الذين يحقدون على المسلمين ويتشفون برؤيتهم وهم يعانون من آثار السحر، فالسحر لا يتم للساحر إلا بعبادة الشيطان والتزلف إليه بالشرك والذنوب والمعاصي، فنهاك رابط بين الساحر والشيطان، فهمّ الشيطان الأكبر صرف العباد عن عبادة الله وإيقاعهم في الشرك الذي يجلب لهم النار وغضب الجبار.
من هنا نرى أن شيطان الجن يتعامل مع شيطان الإنس ليفككووا الأسر عن بعضها مقابل مصالح شخصيه ومبالغ مادية يرونها سلفا او مستقبلا
فمصير مثل أولئك الناس خزي في الدنيا وعذاب في الأخرة
نسأل الله لنا الهداية ولجميع المسلمين