أين حرية القرار ؟ بسم الله الرحمن الرحيم
أين حــرية القــرار !!
( هذا المقال للكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد )
قيل له تلك صفحة بيضاء أمامك .. وورقة وقلم .. وإملاء من سدنة .. والأمر بالطاعة وأسطر بالرضى عن متسلط .. فقال لهم : أين خياراتي كبشر وإنسان يملك الرفض والقبول .. وأنا لست معكم ولست ضدكم .. كما أنني لست مع خصمكم ولست ضد خصمكم .. فأنا بعيد أملك ساحة فكري وقراراتي .. فقالوا لا يوجد اليوم في الساحة من لا يميل لجهة .. وحتى الشجرة لا بد أن تميل يميناً أو يساراً .. أو إذا أبت تجتث من فوق الأرض وما لها من قرار .. ( هذا المقال للكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد )
ورقة على الطاولة وقرار على المحك .. وحكم الغاب يرفض أن تكون الصفحة بيضاء من غير أسطر .. فإذا كتب سطراً مال جنباً .. وإذا أبى أصبح اسمه في قائمة الأعداء .. ثم إذا كتب حرفاً ثم شطب الحرف أصبح خائناً أنكر جميل الموالاة .. ثم إذا مزق الورقة أصبح متمرداً يحمل السلاح بغير سلاح .. تلك هي قيود الزمن .. وتلك هي معايير الإنسان في الكثير في المجتمعات .. ولسان حال الناس فيها يقول دعونا وشأننا .. فنحن إن سكتنا فالأوجاع تزيد وإن تكلمنا فالقيود حديد .. ويصدق في الناس قول الفاروق عمر بن الخطاب ( رضي الله عنه ) متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحراراً .. فهناك كثير من الناس لا يريدون أن يخوضوا في أوحال السياسة والسياسيين .. ويبتعدون بأنفسهم عن ساحة شرعها النفاق والتملق والكذب .. أو يريدون أن يكونوا في بقعة خالية من تناوش وقتال وأخذ ورد .. ليعيشوا حياةً طبيعية .. ولكن هل تتركهم أيدي الجبروت .. وهل تبتعد عنهم تيارات المتسلطين .. فهو إذا أعلن الجهة أصبح في محك .. وإذا رفض أصبح في محك أكبر .. والفرد في المجتمعات أصبح مسيراً وليس مخيراً .. وبحكم الزمن أصبح مفروضاً عليه أن يحمل شحنة كهربائية إما سالبة وإما موجبة .. والذي لا يملك تلك الشحنة فهو بالتأكيد في موضع شبهة .. وهو بالتأكيد يعيش الأمرين .
( هذا المقال للكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد )
فلماذا لا يتركون الناس وشأنهم .. ليعيشوا حياة خالية من منقصات السياسة والسياسيين .. ولماذا لا بد أن تكون هناك خنادق ومعسكرات .. ولماذا لا بد أن تكون هناك أوراق للتأييد وأخرى للتنديد !!
( هذا المقال للكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد )