الإيمان بالله سر الحياة
إن العمل يترك أثره على من قام به بمجرد أدائه فالله سبحانه سريع الحساب وهذا الأثر غير ظاهر للعين البشرية لكنه سيكون واضحا يوم القيامة عندما تزداد حدة الإبصار للبشر بعد أن يتركوا البيئة الأرضية (لقد كنت في غفلة من هذا فكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد) ق : 22 وهكذا لم يخلق الله الإنسان ليهمله ولكن يدون كل ما يقوم به وهذا هو أساس الإيمان بالله فمدلول الإيمان هذا هو ما يؤكد عليه القرآن الكريم وأكد عليه النبى صلى الله عليه وسلم فى إتباعه ليحدث التغير في حياتهم لأنه أساس حياة المستقبل حيث الجنة أو النار هما المظهران النهائيان لقانون الخير والشر وإن الحياة على هذه هى مظهر من مظاهر هذا القانون الخير يقود إلى الخير والشر يقود إلى الشر (إن سعيكم لشتى، فأما من أعطى واتقى، وصدق بالحسنى، فسنيسره لليسرى،وأما من بخل واستغنى وكذب بالحسنى فسنيسره للعسرى) ولا ينطبق قانون الخير والشر على الأفراد فقط لكنه ينطبق أيضا على الأمم فكل أمة لها كتاب يضم أفعالها ويتم الحكم عليها فى هذه الحياة طبقا له (وترى كل أمة جاثية كل أمة تدعى إلى كتابها اليوم تجزون ما كنتم تعملون) وقد زادت قوة الإيمان بالله الذى اعتمد على هذه الأسس بالتجارب الروحية للبشرية والتى كانت أكثر الأدلة على وجود الله لقد أظهر الله نفسه لكل الأمم خلال كل العصور وكانت هذه هى القاعدة العريضة لإيمان النبى صلى الله عليه وسلم لقد كان بإمكان الإنسان اكتشاف كل شىء فى المحسات والتغلب على كل قوى الطبيعة لكن الله غير محدود وخارج مجال اكتشافات البشر (لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار وهو اللطيف الخبير) لذلك ولأن رحمته بالبشر كبيرة وعظيمة اظهر نفسه للإنسان من خلال عباده المختارين فى كل عصر وفى كل بلد (إنا أوحينا إليك كما أوحينا إلى نوح والنبيين من بعده وأوحينا إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط وعيسى وأيوب ويونس وهارون وسليمان وآتينا داود زبورا) (إنا أرسلناك بالحق بشيراً ونذيراً وإن من أمة إلا خلا فيها نذير) ولم يرسل مصلحين إلا وكانوا بشرا لأنه لابد من بشر حتى يكونوا مثالا وقدوة لبقية البشر (قل لو كان فى الأرض ملائكة يمشون مطمئنين لنزلنا عليهم من السماء ملكاً رسولا) لقد تجلى الله لكل الأمم فكان الوحى الإلهى حقيقة كونية وبينما كان الوحى فى أعلى مراتبه من خلال روح القدس مقصوراً على الأنبياء فإنه فى أدنى مراتبه فى صورة فكرة تطرأ على الذهن أو رؤية أو إلهام ينزل على الآخرين أيضا رجالا ونساء (وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحياً أو من وراء حجاب أو يرسل رسولا فيوحى بإذنه ما يشاء إنه علي حكيم).
الدكتور/ عبد الفتاح علام