قريه بنى عديات حكايه قريه وتاريخ شعب
تحتفل محافظة أسيوط في الثامن عشر من أبريل بعيدها القومي حيث يحمل هذا اليوم ذكري غالية علي أبناء قرية بني عديات وأسيوط بل والصعيد بكامله حيث هب أبناء هذه القرية للذود عن شرف وكبرياء وكرامة أهل الصعيد في مواجهة القوات الفرنسية الغازية بعد فرار المماليك من المواجهة أثناء الحملة الفرنسية علي مصر 1798م يصف المؤرخ عبدالرحمن الجبرتي معركة بني عديات في مواجهة زحف الفرنسيين بأنها كانت تبدو غير متكافئة ولكن إرادة هذه القرية وعزيمة أهلها في مواجهة قوة غاشمة تفوقهم عددا وعدة جعلتهم ينتصرون ويدحرون حملة الجنرال "دافو" قائد حملة تأديب المماليك وإخضاع الصعيد الذي انتقم من القرية الوادعة وقام بنصب مدافعه علي التلال المحيطة بالقرية في انتقام جنوني علي ما حدث لجنوده عند اقتحامهم للقرية التي فوجئوا بها تخرج عن بكرة أبيها من الأزقة والدروب لتفتك بالقوات الغازية وتقتل المئات منهم وفر الباقي إلي التلال التي قاموا بنصب مدافعهم عليها وإحراق القرية بالكامل واستشهد في هذه المعركة أكثر من نصف سكان القرية البالغ عددهم خمسة آلاف حيث استشهد أكثر من ألفين من أبنائها الذين ضربوا أروع الأمثلة والفداء لتراب الوطن فرغم قلة السلاح البدائي البسيط بين أيديهم إلا أن إيمانهم بوطنهم كان غالبا.
استلهم أبناء بني عديات روح هذه المعركة دائما لبناء قرية جديدة علي أساس العلم أولا وأدركوا بفطرتهم السليمة أنه السبيل الوحيد لقيام مجتمع متحضر وتكاتفوا لبناء الكتاتيب والمدارس ومضوا في هذا الطريق وبالجهود الذاتية بدون شكوي أو سؤال لحكومة وتعتبر بني عديات القرية الوحيدة تقريبا علي مستوي مصر التي تضم مستويات دراسية ليست موجودة إلا في مراكز المحافظات فقط من المدارس الإلزامية حتي المعاهد الأزهرية ابتدائي وإعدادي وثانوي إحداها للفتيات والآخر للفتيان ومعهد للقراءات كل هذا دون أن يكلفوا خزينة الدولة درهما واحدا بل إنهم يحلمون ويطمعون في إقامة فروع للكليات الجامعية وتحمل نفقات إقامتها.
وبني عديات تاريخيا تعود لبداية الفتح الإسلامي لمصر وهجرة بعض أبناء قبيلة بني عدي من مكة لمصر وأقاموا في تلك البقعة المقفرة وحولوها لكعبة ومحرابا للعلم. وبرز من أبنائها علي مر التاريخ شيوخ أفذاذ بداية من الشيخ العلامة أحمد الدردير صاحب المقام بجوار الأزهر وهو علم من أعلام الفقه المالكي مازالت مؤلفاته القيمة تدرس بالجامعات والمدارس الأزهرية بمصر والعالم الإسلامي وأيضا العلامة الشيخ العدوي وله الكثير من المواقف التاريخية المشهودة لعالم لم يخش في الحق لومة لائم وقدمت أيضا للوطن والأمة الإسلامية عالما غذير العلم مسموعا في العالم الإسلامي أجمع إنه الشيخ حسانين مخلوف الذي تولي الإفتاء بمصر بداية الخمسينيات وجعل منها قبلة لكل المسلمين قاطبة بالرأي السديد والعلم الغزير والروح المستنيرة وكذلك عالم المنطق الإسلامي الأشهر الشيخ صالح شرف وكان وكيلا للأزهر وعضوا بجماعة كبار العلماء وكرمته الدولة عرفانا بفضله وعلمه بإطلاق اسمه علي المعهد الثانوي بالقرية وأحد شوارع المهندسين وميادينها وعلي نفس الدرب سار الشيخ العلامة سلطان السلمون والشيخ إسماعيل صادق العدوي إمام وخطيب جامع الأزهر وغيرهم الكثير من العلماء الأفذاذ الذين يضيق المجال عن حصرهم.
قدمت بني عديات أيضا للوطن كوكبة من المشاهير في كل المجالات حتي الموسيقي. فأستاذ أم كلثوم ومعلمها الأول أحد أبنائها وهو الشيخ أبوالعلا محمد حافظ العدوي وقدمت الوزير الأديب يوسف السباعي الذي نشأت عائلته بالقرية ولاتزال دروبها تحمل اسم السباعي وأيضا المفكر الكبير الوزير الدكتور أحمد كمال أبوالمجد واحتضنت القرية شيخا مصريا فذاًً وعالما مستنيرا الشيخ محمد عبده حيث كان دائم التواجد مع أخواله آل عتمان ببني عديات والتي ساهمت في تشكيل وجدان وعلم هذا المفكر الكبير وقدمت المئات من أساتذة الجامعات وترأس بعضهم عمادة الكثير من الكليات مثل الدكتور عبدالهادي سويفي عميد سابقا تجارة أسيوط والدكتور محمد حسن يوسف عميد الدراسات الإسلامية للبنات وأيضا قدمت المئات من رجال القضاء الذي حملوا أمانة العدل في أعناقهم ومنهم الراحل الكبير بدر المنياوي النائب العام الأسبق وتحمل الإحصائيات ما يزيد علي خمسمائة عضو بالهيئات القضائية من أبناء بني عديات مازال معظمهم يقيم بالقرية ومن يقيم خارجها لأية أسباب سرعان ما يعود يعيش بين أهلها لا تغيره مناصب لأن قريتهم تعلو فوق كل المناصب وتنعدم في بني عديات جرائم معروفة في الصعيد مثل الثأر وقليلا ما نجد فيها عاطلا لأنها قرية منتجة وكانت لها شهرة مدوية في إنتاج السجاد اليدوي.
وقدمت أيضا واحدا من أشهر العصاميين الذي بني نفسه من الصفر حيث خرج من قريته ماشيا للقاهرة لعدم وجود ثمن تذكرة القطار إنه النائب الأشهر وشيخ نواب مصر سيد جلال وكان نائبا دائما لباب الشعرية التي بدأ فيها حمالا بسيطا ثم بني أعماله بالجهد والعرق وأنشأ بها مستشفي كبيرا مازال يحمل اسمه وكان يؤمن أن النائب خادم للشعب
ومن أشهر عائلات قرية بنى عديات (عائله أبو العز وتضم(عائله آل سقال( والتى يعرف اهلها بالذكاء والفطنه ومحبه الناس فى كل القرى المجاوره) وال ريان وطاحون ) وال الزرقا وال العجيلى وال العقيلي وال الخولى وعائله العسيلى(وتشمل ال جادالله وال كليب وال النحيل وال قاسم ...) وعائله مخلوف والسمين والصبحي واولاد الشيخ سيف وعائله عبد السميع والموازن عائلة كريشة التى يشتهر أهلها بالطيبة والصلاح والاصلاح بين المتخاصمبن ،وعائلة جلهوم والسلاموى وبودى وعيد وعيسى والدعينة وحسن وحمادى وعبدالسلام وبودى وشهبة والشاهد والابيض وال يوسف وال شتات وال شلتوت وال سالم وال حماد وال ابو عليو ......
والحقيقه أن اهل بنى عديات يتميزون بمحبتهم لبعضهم البعض وعدم التفرقه بين مسلم وقبطى يعيش أهلها مع بعضهم البعض متحابين متضامنين فى الافراح والاحزان