القول الصحيح فى من عبد المسيح
بسم الله الرحمن الرحيم
لسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
[ لقول الصحيح في من عبد المسيح
قال تعالي : (لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُواْ وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَّوَدَّةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ قَالُوَاْ إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَاناً وَأَنَّهُمْ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ{82} ) المائدة: 82
* يحتج البعض بهذه الآية الكريمة لأهداف متعددة غير صحيحة منها :
1- يحتج بها النصارى علي أنها دليل من القرآن الكريم بأنه: يقر بالرهبانية الموجودة عند النصارى وعلي وضعها المبتدع . وهذا غير صحيح .
2- يحتج بها النصارى أيضاً علي أن القرآن الكريم يُقرُ بصلاح هؤلاء القساوسة الموجدين حالياً وعلي حالتِهم التي هم عليها وما يعتقدون من عقائد وثنية. وهذا أيضاً غير صحيح. فهم ( كفار ) وهذا هو القول الصحيح في من عبد المسيح . قال رب العزة سبحانه و تعالي : (ôلَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَآلُواْ إِنَّ اللّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ) المائدة 17
وقال تعالي: ( لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ ثَالِثُ ثَلاَثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَـهٍ إِلاَّ إِلَـهٌ وَاحِدٌ ) المائدة 73
وقوله تعالي: ( وَالَّذِينَ كَفَرُواْ وَكَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا أُوْلَـئِكَ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ ) المائدةالآية 86
3- يحتج بها بعض المسلمين عفويا منهم لإظهار سماحة الدين الإسلامي وبيان حث القرآن الكريم علي حسن المعاملة والعلاقة الطيبة بين المسلمين والنصارى .
وأَقول وبالله التوفيق : 1- إن الله سبحانه وتعالي أمرنا في آيات كثيرة من القرآن الكريم: بحسن المعاملة مع جميع الناس مهما كانت عقائدهم , وأوصانا بالبر والعدل والإحسان إليهم . منها : قول الله سبحانه وتعالي :
( لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ{8} ) الممتحنة:الآية-8
و جعل الله علاقة المسلمين بغيرهم علاقة تعارف , وتعاون , وبر وعدل .
قال تعالي : ( وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنزِلَ إِلَيْنَا وَأُنزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَهُنَا وَإِلَهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ{46} ) العنكبوت:46
معنى : ( إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ ) : أي : حادوا عن وجه الحق وعموا عن واضح المحجة وعاندوا , وكابروا , فحينئذ ينتقل من الجدال إلى الجلاد ويقاتلون بما يمنعهم ويردعهم ( راجع تفسير ابن كثير )
2- كفل الإسلام الحرية الدينية لغير المسلمين
أولا : بعدم إكراه أحد منهم على ترك دينه. أو إكراهه على عقيدة معينة
قال تعالى : ) لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىَ لاَ انفِصَامَ لَهَا وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ{256} اللّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُواْ يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّوُرِ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ أَوْلِيَآؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُم مِّنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ أُوْلَـئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ{257} ( سورة البقرة :256 _ 257
ثانيا : من حق أهل الكتاب أن يمارسوا شعائر دينهم ,فلا تهدم لهم كنيسة , ولا يكسر لهم صليب .يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : )أتركوهم وما يدينون ) . بل من حق زوجة المسلم ( اليهودية و النصرانية ) أن تذهب إلى الكنيسة أو المعبد ولا حق لزوجها في منعها من ذلك .
ثالثا : أباح لهم الإسلام ما أباحه لهم دينهم من الطعام وغيره, فلا يقتل لهم خنزير , ولا تراق لهم خمر مادام ذلك جائز عندهم , وهو بهذا وسع عليهم أكثر من توسعته على المسلمين الذين حرم عليهم الخمر والخنزير .
رابعا : لهم الحرية في قضايا الزواج , والطلاق ,, والنفقة , ولهم أن يتصرفوا كما يشاءون فيها , دون أن توضع لهم قيود أو حدود .