أكبر معمرة في بلدي :
حمداً لله تعالى مشفوعاً بالتوحيد والتقديس0
حمداً لله الذي خَصّ نبيَّه محمّداً وأهلَ بيته عليه وعليهم أفضل الصلوات والتسليم بالاجتباءِ والاصطفاء، والتطهيرِ والتكريم، وأمرَ بالصلاةِ عليه وعليهم كما أمرَ بالصلاةِ على إبراهيم وآلِ إبراهيم، وجعل معرفتَهم براءةً من النار، ومحبّتَهم جوازاً على الصراط، وولايتَهم أمْناً مِن العذابِ الأليم.
والصلاة والسلام على سيدنا محمّدٍ النبيِّ الأُمّيِّ الذي هو على خُلُقٍ عظيم، وبالمؤمنين رؤوفٌ رحيم.
وعلى ذريّتهِ وأهل بيته وعترته , الذين بذِكْرهم تُستدفَعُ نوازلُ البلاء والضرر، ويُستعاذُ من سوء القضاء وشرّ القَدَر، ويُستنزل بهم في المُحول نَوافعُ المطر، ويُستقضى بهم على غلَبات اليأس وجوامعِ الوَطَر, جَمالُ ذي الأرضِ كانوا في الحياةِ , وهُم بـعـد المـمـاتِ جـمالُ الكُتْـبِ والـسِّيَـرِ
أكبر معمرة في بلدي :
لم يكشف عليها طبيب قط
عاشت 104 سنة بصحة جيدة , بعيداً عن التلوث بكل أنواعه , تتمتع بحياة ريفية بسيطة في قرية بني عدي – منفلوط 0
كانت تكثر من أكل الخضراوات والفواكه الطازجة , خاصة البصل والثوم لا تخلو أي وجبة من وجباتها منهما , تبتعد عن الدهون 0
لم تكشف عند أي طبيب إطلاقا0
المرة الوحيدة التي كشف عليها الطبيب كانت في النزع الأخير , بعد إلحاح شديد من حفيدها , وعندما استأذنها في إحضار الدواء الذي وصفه الطبيب , قالت له ولماذا الدواء ؟
ألم يكفي كشف الطبيب !
وتوفيت قبل أن يعود حفيدها بالدواء وقبل أن تأخذ منه شيئاً أو تراه 0
ومن المفارقات أنها كانت تدعو الله تعالي دائماً أن يتوفاها ليلة النصف من شهر شعبان , وقد وافتها المنية في تلك الليلة 0
وكانت من الصابرات الشاكرات دائماً 0
حافظة لكتاب الله تعالي , تؤدي الفرائض 0
استشهد أبنها في حرب 1967 , فلم تهلع أو تحزن , كانت تقول لكل من جاء يواسيها أنه في الفردوس الأعلى مع الشهداء والصالحين 0
كرمتها الإذاعة المصرية بالحج علي نفقة الدولة 0
لم تغضب قط , كانت تود كل أهل القرية في كل المناسبات , الجميع ينادوها يا جدة , كبيراً كان أو صغيراً , الجميع يحبونها يلتف حولها الصغار من مختلف الأعمار , مع أولادها وبناتها وأحفادها تسامرهم وتحكي لهم عن الزمن الجميل الذي ولي 0
حتى أخر لحظة كانت ذاكرتها قوية جداً0
اشتهرت بخفة الظل حتى أنها قالت لأحد اللصوص الذي جاء لسرقتها ولم يجد عندها شيئاً يأخذه قالت له خذ الباب وراك وأنت خارج 0
أنها جدة العدوية / الحاجة حليمة أبو العلا رحمها الله تعالي 0