والان تعرف على نظريات التعلم نظريات التعلم
________________________________________
واطسن والتعلم
يرى واطسن مؤسس المدرسة السلوكية أن علم النفس هو علم السلوك وان الطريقة
المناسبة لدراسة موضوعاته هي الطريقة الموضوعية المستخدمة في الميادين
العلمية الطبيعية وليست طريقة الاستبطان التي كانت شائعة قبله في دراسة
الظواهر النفسية.
ذلك لأن العلم يدرس من الظواهر ما هو ظاهر منها وقابل للقياس فيها وعلى
الرغم من الشهرة التي حظي بها واطسن كمؤسس للمدرسة السلوكية لكنه لم يكن
صاحب نظرية بالمعنى الدقيق للكلمة فقد وجد واطسن في مفهوم الاشراط عند
بافلوف ما يبرهن بما فيه الكفاية على قوة الاشراط وتأثيره في السلوك
الإنساني ولا سيما في دراسة عملية التعلم والعمليات العقلية العليا على
العموم يؤكد واطسن من خلال الأعمال التي قام بها على دور البيئة الاجتماعية
في تكوين ونمو شخصية الفرد وكذلك أهمية دراسة وقياس آثار المثيرات
المختلفة في عملية التعلم وفي السلوك بصفة عامة.
لقد قام واطسن باجراء عدد من التجارب كان من بينها تلك التي أجراها على
الطفل (ألبرت) الذي كان سليم الجسم والنفس معاً، ليس لديه مخاوف غير عادية
وانما كان كغيره من الأطفال يخاف من الاصوات المدوية والمفاجئة... الخ وقد
جيء بفأر أبيض إليه فصار يلعب معه حتى ألف ذلك وتعود عليه، وبعد مضي فترة
من الزمن وبينما كان الفأر يقترب من الطفل أحدث المجرب صوتاً مرتفعاً
مفاجئاً (وهو مثير مناسب إحداث الخوف) وبعد تكرار هذا الاقتران مرات عديدة
أظهر (البرت) خوفاً ملحوظاً من الفأر الأبيض وحين رأى حيوانات أخرى لها فرو
شبيه بفرو الفأر بدا عليه الخوف أيضا.
وهكذا نجح واطسن في إثارة الخوف لدى الطفل عن طريق تقديم مثير يستدعي الخوف
بطبيعته عند الطفل وهو الصوت القوي المفاجئ بمصاحبة الفأر. وهو مثير حيادي
كان الطفل قد تعود اللعب معه، بحيث اكتسب الفأر صفة المثير الطبيعي للخوف
وهكذا تكون ارتباط بين الفأر واستجابة الخوف ثم عممت بعد ذلك هذه الاستجابة
ويمكن تمثيل إحداث هذه التجربة على النحو التالي:
أ. مثير (صوت قوي مفاجئ) ==< استجابة (الشعور بالخوف)
ب. مثير (رؤية الفأر) ==< استجابة التوجه إلى الفأر وعدم الخوف منه.
ج. مثير (ظهور الفأر اولاً ثم اصدار صوت قوي مفاجئ وتكرار ذلك ==< استجابة الخوف.
د. ظهور الفأر وحده بعد ذلك ==< استجابة الخوف.
كما قام واطسن بتجربة أخرى استطاع فيها أن يزيل الخوف لدى طفل كان يخاف من
الارانب وذلك عن طريق تقديم أرنب ابيض بمصاحبة مثير يستدعي السرور لدى
الطفل (تقديم بعض الحلوى مثلاً) إلى أن استطاع تدريجياً التخلص من هذا
الخوف المرضي.
مثير (تقديم بعض الحلوى) ==< استجابة (الشعور بالسرور).
مثير (ظهور أرنب) ==< استجابة الشعور بالخوف.
ظهور أرنب أولاً ثم تقديم بعض الحلوى لمرات متكررة ==< استجابة الشعور بالسرور.
ظهور الارنب لوحده ==< استجابة الشعور بالسرور.
إن هذه الدراسات قدمت لواطسن دليلاً على أن السلوك المرضي يمكن اكتسابه كما
يمكن التخلص منه وأنه بالتالي لا يوجد فرق بين طريقة اكتساب السلوك العادي
وطريقة اكتساب السلوك المرضي لأن العملية الرئيسة في كلتا الحالتين هي
اصلاً عملية تعلم وعملية تكوين ارتباطات بين مثيرات واستجابات وقد أدى نجاح
واطسن في تجاربه هذه إلى الاعتقاد بأنه يستطيع السيطرة على السلوك بطرائق
لا حصر لها تقريباً عن طريق ترتيب تتابع المثيرات والاستجابات وقد توج
دعواه بقوله المشهور: (أعطوني عشرة أطفال أصحاء سليمي التكوين، وسأختار أيا
منهم أو أحدهم عشوائياً ثم أعلمه فاصنع منه ما أريد طبيباً أو مهندساً أو
محامياً أو فناناً أو تاجراً أو مسؤولاً أو لصاً وذلك بغض النظر عن مواهبه
وميوله واتجاهاته وقدراته أو سلالة اسلافه).
نظرية ثورندايك: (نظرية المحاولة والخطأ)
سميت نظرية ثورندايك بأسماء كثيرة: المحاولة والخطأ، الوصلية، الانتقاء
والربط، الاشراط الذرائعي أو الوسيلي، لقد اهتم(ثورندايك) بالدراسة
التجريبية المخبرية وساعد على ذلك كونه اختصاصياً في علم نفس الحيوان.
وكانت اهتماماته تدور حول الاداء والجوانب العملية من السلوك مما جعله يهتم
بسيكولوجية التعلم وتطبيقاته في التعلم المدرسي في اطار اهتماماته بعلم
النفس والاستفادة منه في تعلم الاداء وحل المشكلات. ولذلك اتسمت الأعمال
والابحاث التي قام بها بقدر من مواصفات التجريب المتقن وبالموضوعية
النسبية.
تجربة ثورندايك
* وضع قطاً جائعاً داخل قفص حديد مغلق، له باب يفتح ويغلق بواسطة سقاطة، عندما يحتك القط بها يفتح الباب ويمكن الخروج منه.
* يوضع خارج القفص طعام يتكون من قطعة لحم أو قطعة سمك.
* يستطيع القط أن يدرك الطعام خارج القفص عن طريق حاستي البصر والشم.
* إذا نجح القط في أن يخرج من القفص يحصل على الطعام الموجود خارجه.
* تتسم المحاولات الأولى لسلوك القط داخل القفص بقدر كبير من الخربشة والعض العشوائي.
* بعد نجاح القط في فتح باب القفص والوصول إلى الطعام وتناوله إياه كان
يترك حراً خارج القفص وبدون طعام لمدة ثلاث ساعات ثم يدخل ثانية إلى القفص
إلى أن يخرج مرة أخرى وهكذا تتكرر التجربة إلى أن يصبح أداء الحيوان وقدرته
على فتح باب القفص أكثر يسراً أو سهولة مما نتج عنه انخفاض الفترة الزمنية
نتيجة لاستبعاد الأخطاء وسرعة الوصول إلى حل المشكلة وبالتالي فقد تعلم
القط القيام بالاستجابة المطلوبة إذ بمجرد أن يوضع في القفص سرعان ما كان
يخرج منه أي وصل إلى أقل زمن يحتاجه لاجراء هذه الاستجابة وهذا دليل على أن
الحيوان وصل إلى أقصى درجات التعلم.
وصف التجربة
لقد أراد ثورندايك أن يقيس التعلم الناتج من جراء محاولات الحيوان للخروج
من القفص فاتخذ لذلك سبيلين أو معيارين وهما: عدد المحاولات والزمن الذي
تستغرقه كل محاولة، وهكذا لاحظ أن القط استغرق في محاولته الأولى لفتح
الباب (160 ثانية) واستغرق في الثانية زمناً أقل (156 ثانية) وفي الثالثة
أقل من الثانية وهكذا إذ أخذ الزمن يتناقص تدريجياً في المحاولات التالية
حتى وصل إلى (7 ثوان) في المحاولة رقم (22). ومن ثم استقر في المحاولة
الأخيرة عند ثانيتين.
تفسير ثورندايك للتعلم
يرى ثورندايك أن التعلم عند الحيوان وعند الإنسان هو التعلم بالمحاولة
والخطأ. فحين يواجه المتعلم موقفاً مشكلاً ويريد أن يصل إلى هدف معين فإنه
نتيجة لمحاولاته المتكررة يبقي استجابات معينة ويتخلص من أخرى وبفعل
التعزيز تصبح الاستجابات الصحيحة أكثر تكراراً وأكثر احتمالاً للظهور في
المحاولات التالية من الاستجابات الفاشلة التي لا تؤدي إلى حل المشكلة
والحصول على التعزيز. وقد وضع ثورندايك عدداً من القوانين التي تفسر التعلم
بالمحاولة والخطأ، عدل بعض هذه القوانين اكثر من مرة وذلك سعياً للإجابة
عن سؤال: لماذا يتناقص عدد الحركات الخاطئة بينما تبقى الحركات الناجحة
أثناء معالجة الموقف وحل المشكلة؟
قانون التكرار
يعد قانون التكرار من أقدم القوانين المعروفة في التعلم وقد تناوله واطسن
بالتحليل والتفسير حيث رأى أن الحركات التي تبقى ويحتفظ بها الحيوان هي
التي تتكرر كثيراً وهي الحركات التي تؤدي إلى تحقيق الهدف في حين أن
الحركات الفاشلة التي قام بها الحيوان لا تعود للظهور في سلوكه بعد أن عرف
طريقة الاستجابة الصحيحة. معنى ذلك انه كلما حدثت حركة فاشلة تعقبها حركة
ناجحة ولكن كلما حدثت حركة ناجحة فإنها تؤدي إلى الهدف ولا تعقبها حركة
فاشلة.
جداول التعزيز عند سكنر
يميز سكنر بين نوعين أساسين من التعزيز هما:
التعزيز المستمر: وهو تعزيز الاستجابة في كل مرة تحدث فيها ولعل هذه الطريقة في التعزيز ابسط واسرع في بناء الاستجابة.
التعزيز المتقطع: ويقصد به تعزيز الاستجابة في بعض مرات حدوثها وليس في
كلها حيث يمكن بلوغ هدف التعلم وذلك بتعزيز كل استجابتين متتاليتين أو
استجابة من كل ثلاث استجابات أو أربع أو خمس... الخ. وبهذا الصدد فقد وجد
أن بعض الفئران قد تعلمت الاستجابة المطلوبة عندما عززت استجابتها بمعدل
تعزيز واحد لكل 192 استجابة. ويستخدم هذا الأسلوب بعد أن يتم تدريب المتعلم
على المعالجة المطلوب القيام بها أي بعد استخدام أسلوب التعزيز السابق.
ويشير سكنر في كتابه (نظم التعزيز) إلى كثير من أساليب التعزيز المتقطع
وتأثيرها في سلوك المتعلم، ولأن أغلب ما يصدر عنها من الاستجابات، يتعزز
بطريقة متقطعة. إن هذه المسوغات تشير إلى أن آثار التعزيز المتقطع في
السلوك اكثر أهمية وإثارة للانتباه من التعزيز المستمر ويمكن تصنيف جداول
التعزيز المتقطع على اساس بعدين هما:
1- الطريقة التي ينتج بها السلوك التعزيز، حيث يحدث التعزيز وفق نظام زمني يحدده المجرب.
2- مدى التغير أو الثبات في جدول التعزيز.
المفرزات الموجبة والسالبة
المثيرات المفرزة ليست جميعها من نوع واحد بمعنى لا تؤدي جميع أنواع
التعزيز إلى زيادة احتمال حدوث الاستجابة في حال تكرار نفس الموقف المعزز
وإنما تصنف المفرزات إلى فئتين مختلفتين شكلاً متشابهتين من حيث الوظيفة
وهما:
1- المفرزات الإيجابية: وهي التي تؤدي إلى زيادة احتمال حدوث الاستجابة (كالطعام بالنسبة للحيوان الجائع).
2- المفرزات السالبة: وهي المفرزات التي تؤدي إلى تقوية وتدعيم الاستجابة
التي تقود الحيوان إلى إزالة مصدر الاستثارة المؤلمة أو الكريهة أو
المنفرة.
إن هذا التصنيف للمفرزات يقابل الثواب والعقاب وأثر كل منهما في التعلم.
1) قانون التنظيم أو الشكل الجيد
وهو قانون إدراكي اساسي وفحواه أن التنظيم النفسي الادراكي يميل إلى
الاتجاه دوماً نحو صيغة اجمالية جيدة أو شكل جيد نظراً لأن هذا الشكل يتميز
بالبساطة والانتظام والثبات. وبذلك يصبح هذا القانون من قوانين التوازن
التي لها أهميتها في (المجالات) ذات الخصائص الدينامية.
وقد حدد كوفكا قانون التنظيم على النحو التالي: من خصائص التعلم الجيد انه يتضمن البساطة والدقة والتناسق.
2) قانون التشابه
يعني هذا القانون بأن الأشياء المتشابهة أو المتماثلة تميل إلى التجمع معاً
في وحدة فتظهر الخطوط المتشابهة مثلاً أو النقاط المتماثلة على أنها وحدة
إدراكية فالعناصر المتشابهة يسهل تعلمها اكثر من العناصر غير المتشابهة.
ويحدث الربط بين العناصر نتيجة للتفاعل بينها.
3) قانون التقارب
أي أن تقارب الأشياء من بعضها مكانياً يساعد على ادراكها كمجموعة أو
مجموعات إذا رسمت مجموعة من الخطوط المتوازية وغير المنتظمة في بعدها فإن
ازواج الخطوط ذات الأبعاد القريبة الضيقة تدرك على أنها مجموعات كما في
الشكل:
4) قانون الاغلاق
الأشكال الكاملة أو المغلقة اكثر ثباتاً من الأشكال الناقصة أو المفتوحة
لأن هذه الأشكال تميل إلى أن تكمل نفسها وتكون صيغة كلية في الادراك الحسي
ويصدق هذا على التعلم حيث نجد انه طالما كان النشاط ناقصاً فإن كل موقف
يؤدي إلى النشاط يصبح مرحلة انتقالية بالنسبة للمتعلم، كما أن الأشكال
والمواقف غير المكتملة تولد التوتر.
5) قانون الاستمرار الجيد
مغزى هذا القانون أن تنظيم المجال الادراكي الحسي يميل إلى أن يحدث على نحو يستمر فيه الخط المستقيم مستقيماً والدائرة دائرة وهكذا.
الموضوع الاصلي : والان تعرف على نظريات التعلم المصدر : منتدى ابتكاري