أيام غيرت مسرى حياتي عبد الحليم حافظ : يا سعيد أنا والله مش مرتاح أيام غيرت مسرى حياتي عبد الحليم حافظ : يا سعيد أنا والله مش مرتاح
تقول صاحبة القصة ترددت كثيرا قبل أن أرسل لكم قصتي ولكنى أردت أن أقول لكل
إنسان سوف يقرئها أن لقرب الإنسان من ربة مقياس للحرارة به يعرف مقدار
قربة وبعدة من ربة وقصتي تبدا عندما كنت صغيرة وكان والدى يسمعني قصار
السور للشيخ عبد الباسط عبد الصمد رحمه الله . كنت عندما اسمع صوته أبكى
ولا اعلم لماذا حتى أنني حفظت قصار السور من صوته وعندما كنت أقرا القرآن
كنت أقرا بنفس طريقته ومرت الأيام علي على هذا النحو إلى أن بلغ عمري حوالي
الرابعة عشرة وبدأت في الابتعاد عن ربى خطوة بعد خطوة إلى أن أتى اليوم
الذي أراد به الله أن يذكرني أن للكون رب قادر على كل شئ قادر على أن يحيى
ويميت فلقد كنت في الصف الثالث الثانوي ومع بداية العام الدراسي وصل إلينا
خبر وفاة أخي الأكبر منى سنا حيث كنت أنا وأبى وأمي في بلد أخر ولقد نزل
هذا الخبر على كالصاعقة ولكنى لم أبكى كثيرا فلقد كان فلبى قد تحجر فلقد
كنت حينها لا اسمع قرآن ولا أصلى وكنت بعيدة كل البعد عن رب السماوات و
الأرض وعندما نزلنا إلى ارض الوطن كان أخي قد ذهب إلى دار الحق وكان هذا
أول يوم لي انزل إلى مصر وأنا ارتدى حجابي فلقد كنت عندما انزل إلى مصر كان
أول شئ اتركه هو حجابي وذهبنا إلى المقبرة لزيارته وحينها فقط بكيت وتذكرت
كل شيء وعلمت يومها أن جميعنا سوف يكون مصيرنا نفس المصير وفكرت حينها
ماذا سوف افعل لو كنت مكانة ماذا لو مشيت على الصراط وفى هذا اليوم علمت
ولأول مرة معنى الصراط ويومها قررت لبس الحجاب والالتزام به وكان الذي
يعينني على ذلك هو أخي والحمد لله التزمت به وتعرفت بعد دخولي الكلية على
صحبة مباركة أخذوني من الضياع إلى تحديد الهدف فلقد تعلمت معهم معنى الحب
في الله ومعنى الإخلاص في العمل ومعنى البكاء من خشية الله عز وجل وكان
الذي يعينني على ذلك هو أخي بعد الله سبحانه أتمنى من الذي بفضلة هداني إلى
الطريق السديد أن يهدى الجميع قبل أن يأتي اليوم الذي لا ينفع فيه الندم.
عبد الحليم حافظ : يا سعيد أنا والله مش مرتاح
قابلته في مدينة عمان العاصمة الأردنية رجل ما إن سمعت به حتى تأثرت من
كلامه مع اللكنة الواضحة في لسانه كان يخطب في المصلين بعد الصلاة وكان
لسانه يتدفق حلاوة ما ان سمعت خطبته حتى قررت في نفسي ان اجلس حتى اسلم على
هذا الداعية انتظرته ليس طويلا ثم رأيته يقبل علي بوجهه الصبوح الذي
يتلألأ من نور الإيمان والهداية سلم علي ثم جلس بجانبي وقد عرف باني لست من
الأردن فبادرني ملاطفا لي وسألني من اي البلاد فاخبرته باني من السعودية
فترقرقت عيناه من الدمع ثم قال انت من الجزيرة التي أضاء الله نور الإسلام
من جنباتها على يدي رسول البشرية سألني عن اسمي فأخبرته ثم اخبرني باسمه
(سعيد) واخبرني بانه من المغرب العربي وقد جاء الى الاردن للدعوة الى الله ،
فقلت ولماذا لم تدعو في بلدك وبين اهلك فقال يا اخي انا كنت من الذين
يغنون وكنت من المقربين الى البلاط الملكي ، في بلدي لي اخ من ابي داعية
وكم حاول معي لكن دون جدوى وفي يوم من الايام رأيت صديق عزيز علي كان قد
فرق بيننا وبينه الموت وهو عبد الحليم حافظ وكان داخل القبر فقال لي ياسعيد
انا والله مش مرتاح قال فاستيقظت من نومي فزعا لكنني قلت في نفسي أضغاث
أحلام لكني فوجئت بنفس الحلم في الليلة التالية والثالثة فعرفت انه تذكير
من الله العلي العظيم فآليت على نفسي بعد ان عرفت انني كنت على طريق لا
يؤدي لطريق الله فآليت على نفسي ان اسمع صوتي قدر استطاعتي لمن سمعه في
الغناء وها انا ذا اتجول في الدول التي زرتها مغنيا عسى الله ان يرحمني ثم
بكى وبكيت معه فانظروا أحبتي في الله الى قصة هذا الداعية سبحان الله كيف
لا والله يقول(قل ياعبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله
....)"