[size=21][b]نقد متون السُّنة النبوية في تأصيلات الإمام الشافعي قراءة لعلامات الوصل بين أصول الفقه وأصول الحديث
نجم الدين قادر الزنكي
تبحث الدراسة منهج الشافعي في نقد متون السُّنة بياناً وصفياً تحليلياً.
وقد خلُصَتْ إلى أن السُّنة عند الشافعي تَثبُت بنفسها لا بغيرها، من عمل
الراوي، أو أهل المدينة، أو قياس الأصول. ويُختبَر الحديثُ عنده بثقة
الراوي وعدالته وعقله لما يَحْمِل. فإن كان لا يُدرِك ما يَروي وهو غير
ناقل للحديث بلفظه؛ سقطت روايته، وهانتْ، ولم تُقبل.
الكلمات المفتاحية: الشافعي، نقد المتن، أصول الحديث، أصول الفقه.
مقدمة:
يُعَدُّ الإمام محمَّدُ بنُ إدريسَ الشافعيُّ (150-204ﻫ) أحدَ أبرزِ
العلماء الذين أسهموا بنصيب كبير في التأصيل العلمي للسنَّة النبويَّة، فقد
ترك للأمَّة الإسلاميَّة إرثاً أصوليّاً وفقهيّاً وحديثيّاً غنيّاً، لا
ينضَب معينُه، وغنيّاً لا يفقر المتزوِّد منه. وما زالت تأصيلاتُه
العلميَّة في خدمة السُّنة، ودفاعُه المخلص، وسجالُه الهادف، واستماتته
ونضاله دونها مما يتردد على لسان الفقهاء والمجتهدين، ويُسطّر بأقلام
المحدّثين والمفكِّرين، حتى أصبحت مدوناته محفلاً للفكر النير، والاجتهاد
البصير، وآراؤه مظهراً من مظاهر الإنصاف والاعتدال، إلى جانب حسن الإلمام،
وقوَّة التنظير، وفصاحة البيان، وجودة التعبير.
ونظراً لما تتمتع به مدوَّنات الشافعي من قوة الفكر، ومتانة النظر، فإنَّ
الأمة أحوج ما تكون في الوقت الحاضر إلى أن تستفيد من فكر الإمام الشافعي:
الفقهَ والأصولَ، المنهج والأسلوب؛ إذ يتألق في تراثه العقل مع النقل،
وتتحقق فيه الانطلاقة الفكريَّة الملتزمة؛ وذلك لأنَّه "أخذ العلم عن
الأئمَّة المبرِّزين، وناظرَ الحذاقَ المتقنين، ووجد الكتب في العلوم قد
مهِّدتْ، والأحكام قد قرِّرت، فانتخب وتخيَّر، وحقَّق وحبَّر، ولخَّص
طريقةً جامعةً للنقل والنظر، ولم يقتصر كما اقتصر غيره."
تتخذ هذه الدراسة منهجاً وصفياً تحليلياً مقارناً، يلتزم إظهار معالم نقد
متون السُّنة عند الشافعي، وما يمثِّل من تأصيلاته كلمةَ علماء الأمَّة
جميعاً، وما يخالف به الشافعيُّ غيرَه من الأئمة الراسخين الأعلام، أمثال
أبي حنيفة (ت150ﻫ)، ومالك (ت179ﻫ)، وغيرهما ممن وقف الإمام الشافعي منتقداً
لبعض تأصيلاتهم في هذا الميدان. [/size]
[/b]