أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم، إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التكرم بزيارة صفحة التعليمـــات، بالضغط هنا.كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط هنا إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، أما إذا رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة القسم الذي ترغب أدناه.
عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما ، أن النبي صلى الله عليه وسلم تلا قول الله عز وجل في إبراهيم صلى الله عليه وسلم : رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيرًا مِّنَ النَّاسِ فَمَن تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي . وقول عيسى صلى الله عليه وسلم : إِن تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِن تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ، فرفع يديه وقال : اللهم أمتي أمتي وبكى فقال الله عز وجل : يا جبريل اذهب إلى محمد وربك أعلم ، فسله ما يبكيه ؟ فأتاه جبريل فأخبره رسول الله صلى الله عليه وسلم بما قال : وهو أعلم ، فقال الله تعالى : يا جبريل اذهب إلى محمد فقل : إنا سنرضيك في أمتك ولا نسوؤك رواه مسلم الشرح هذه الأحاديث في باب الرجاء ذكرها المؤلف - رحمه الله - وهي كثيرة جدا منها : أن الله سبحانه وتعالى أرحم بعباده من الوالدة بولدها ، ودليل ذلك قصة هذه المرأة التي كانت في السبي فرأت صبيا فأخذته وألصقته على صدرها وأرضعته ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : أترون هذه المرأة طارحة ولدها في النار . قالوا : لا قال : فالله أرحم بعباده من هذه بولدها وهذا من تمام رحمته سبحانه وتعالى . وآيات ذلك كثيرة منها : هذه النعم التي تترى علينا ، وأعظمها نعمة الإسلام ، فإن الله تعالى أضل عن الإسلام أمما ، وهدى عباده المؤمنين لذلك وهي أكبر النعم . ومنها أن الله أرسل الرسل إلى الخلق مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس حجة بعد الرسل . وكذلك ذكر المؤلف الأحاديث التي فيها أن رحمة الله سبقت غضبه ، ولهذا يعرض الله عز وجل على المذنبين أن يستغفروا ربهم ، حتى يغفر لهم ولو شاء لأهلكهم ولم يرغبهم في التوبة . وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللهُ النَّاسَ بِمَا كَسَبُوا مَا تَرَكَ عَلَى ظَهْرِهَا مِن دَابَّةٍ وَلَكِن يُؤَخِّرُهُمْ إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى ولهذا قال في الحديث الذي رواه مسلم ، قال : لو لم تذنبوا لذهب الله بكم ، ولجاء بقوم يذنبون فيستغفرون الله فيغفر لهم . وهذا ترغيب في أن الإنسان إذا أذنب ، فليستغفر الله ، فإنه إذا استغفر الله عز وجل بنية صادقة وقلب موقن ، فإنه الله تعالى يغفر له ، قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لاَ تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللهِ إِنَّ اللهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ . ومنها أن النبي صلى الله عليه وسلم لما تلا قول إبراهيم عليه الصلاة والسلام في الأصنام : رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيرًا مِّنَ النَّاسِ فَمَن تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ وقول عيسى : إِن تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِن تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ، رفع صلى الله عليه وسلم يديه وبكى ، وقال : يا رب أمتي أمتي فقال الله سبحانه وتعالى لجبريل : اذهب إلى محمد فقل إنا سنرضيك في أمتك ولا نسوؤك . وقد أرضاه الله عز وجل في أمته ، بأن جعل لهذه الأمة أجرها مضاعفا ، كما جاء في الحديث الصحيح : أن مثل هذه الأمة مع من سبقها كمثل رجل استأجر أجراء من أول النهار إلى الظهر فأعطاهم على دينار دينار ، واستأجر أجراء من الظهر إلى العصر وأعطاهم على دينار دينار واستأجر أجراء من العصر إلى الغروب وأعطاهم على دينارين دينارين ، فاحتج الأولون وقالوا : كيف تعطينا على دينار دينار ونحن أكثر منهم عملا وتعطي هؤلاء على دينارين دينارين فقال لهم الذي استأجرهم هل ظلمتكم شيئا ؟ قالوا : لا . إذا لا لوم عليه في ذلك ففضل الله على هذه الأمة كثير . وقد أرضاه الله في أمته ولله الحمد من عدة وجوه منها كثرة الأجر ، وأنهم الآخرون السابقون يوم القيامة ، وأنها فضلت بفضائل كثيرة مثل قوله عليه الصلاة والسلام : أعطيت خمسا لم يعطهن أحد من الأنبياء قبلي : نصرت بالرعب مسيرة شهر ، وجعلت لي الأرض مسجدا وطهورا ، وأحلت لي الغنائم ولم تحل لأحد قبلي . فهذه الخصائص له ولأمته عليه الصلاة والسلام . فالحاصل أن هذه الأحاديث التي ذكرها المؤلف - رحمه الله - كلها أحاديث رجاء ، تحمل الإنسان على أن يعمل العمل الصالح يرجو بذلك ثواب الله ومغفرته