أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم، إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التكرم بزيارة صفحة التعليمـــات، بالضغط هنا.كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط هنا إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، أما إذا رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة القسم الذي ترغب أدناه.
أحمد الله الذي خلق السماوات والأرض وجعل الظلمات والنور، والذي أعزنا بالإسلام..وميزنا به عن سائر بني الإنسان، فالمسلم متميز بإسلامه عن غيره..لأن الميزان الذي يوزن به المرء ليس جسده ولا ماله ولا صورته..وإنما هو ما يحمله في قلبه..والمسلم الذي يملأ الإيمان قلبه أعلى عند الله وأشرف من كل من سواه ممن فسدت قلوبهم،ولهثوا وراء شهواتهم..لذلك فإن المسلم يستشعر هذه الحقيقة..ويعلم أنه الأعلى عند الله،وأنه الأحسن ديناً..والأشرف عقيدة..كما قال تعالى ومن أحسن ديناً ممن أسلم وجهه إلى الله وهو محسن واتبع ملة إبراهيم حنيفا واتخذ الله إبراهيم خليلاً) (النساء:125) وعِلم المسلم بهذه الحقيقة يحميه من الضعف ومن الحزن..ولو كان وحده على هذا الطريق وكل الناس بخلافه..لأنه يعلم أن طريقه هو طريق الحق..وأن إعراض الناس عنه لا يسلبه هذه الأحقية، وأن تهافت الناس على الباطل لا يكسبه الأحقية أبداً.
&**&
وقد بين الله تعالى في كتابه أن استعلاء المؤمن بإيمانه-عن كل القيم والموازين والتصورات التي لا تنبثق من هذا الإيمان- يحميه من الضعف ومن الحَزن، قال تعالى ولا َتِهنو ا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين) (آل عمران:139). والأسرة المسلمة كذلك هي خير أسرة على وجه الأرض، وهي على الحق والرشد وإن خالفتها كل الأسر، لأنها أسرة تطيع أوامرالله، وما قامت إلا ابتغاء مرضاة الله، لذلك فهي لا تضعف أمام ضغوط الحياة، ولا تقبل التناماوال أو المساومة على المبادئ الإيمانية مهما كانت المغريات ومهما كانت التحديات. وهذه الأسرة تنظر إلى غيرها من الأسر-التي قامت على غير هدى من الله، واتخذت من أهواء أهلها وتقاليد عائلاتها وأعراف الناس من حولها- تنظر إلى هذه الأسر نظرة شفقة وحزن، لأنها تتمنى أن تنتشلهم من هذا الضياع، وتنظر إليها في ذات الوقت نظرة استعلاء بالإيمان في غير تكبر. ومهما شعرت هذه الأسرة بالغربة في وسط مجتمع بعيد عن القيم الإيمانية،فإنها تزداد تمسكاً بمنهجها، وإصراراً على مبادئها، لأنها تعلم أنها على طريق الرشد، وأن غيرها يسير في الطريق إلى الهاوية، وصدق الشاعر إذ يقول: قال لي صاحب أراك غريباً بين هذي الأنام دون خليلِ قلت كلا بل الأنام غريبٌ أنا في عالمي وهذي سبيلي من هنا نعلم أن سبيلنا في الحياة..ودستورنا في تكوين أسرتنا..هو منهج الله-عزوجل- مهما تعارضت معه أهواء البشر..وأعراف البشر..وقوانين البشر. زوجتي الحبيبة.. ومن أهم معالم حياتنا الأسرية..ذلك الدعاء الذي طالما دعا به النبي صلى الله عليه وسلم ربه أن يرزقه "القصد في الفقر والغنى"، والقصد هو الاعتدال في النفقة، يستوي في ذلك حال الغِنَى وحال الفقر، فالذي يمنع المسلم من الإسراف والترف ليس هو الفقر، وإنما تمنعه خشية الله-عزوجل- ومراقبته، لأنه يعلم أن الله لا يحب المسرفين، ويمنعه-كذلك- تنفيذ أوامر الله تعالى الموجهة إلى رسوله صلى الله عليه وسلم والأمة كلها إذ يقول ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولا تبسطها كل البسط فتقعد ملوماً محسوراً) (الإسراء:29). ويمنعه كذلك أمله في الدخول في زمرة عباد الرحمن الذين (إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواماً) (الفرقان:67).
&&***&&
وعلى هذا يتعين علينا عند اختيار المسكن ألا نسرف في الاختيار فيكون أكبر أو أغلى كثيراً مما نحتاج، وإنما يكون متسعاً لما نحتاجه من معيشة ونوم واستقبال للضيوف ومكان للأولاد وغير ذلك، فإذا كان محققاً لأغراضه فهذا هو المطلوب، وليست العبرة بالمساحة ولا بعدد الحجرات ولا بالثمن، ويتعين علينا -كذلك- عند تأثيث البيت ألا نسرف في المظهريات والكماليات ولكن نكتفي بما نحتاجه لحياة يسيرة هادئة. ويتعين علينا كذلك عند اختيار ألوان الطعام والشراب ألا نجعل لها حظاً كبيراً من اهتمامنا، فنخصص لها مالاً كثيراً تحت بند الطعام والشراب..لا لشيء إلا لأكل ما لذ وطاب مما يزيد كثيراً عن الحاجة..فنصبح بذلك ممن يعيشون ليأكلوا لا من الذين يأكلون ليعيشوا. وإنما يكفي من الطعام والشراب الحلال ما يسد الجوع والعطش في غير تقتير على النفس وفي غير إسراف كذلك، وكم رأيت من الناس من يلقون بالطعام في القمامة لكثرة ما يصنعون، ولرغبتهم في تجديد ألوان الطعام كل يوم، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا فيقول:"كلوا واشربوا والبسوا وتصدقوا في غير سرف ولا مخيلة"، ومن عرف حقيقة الدنيا أدرك أنها جسر يعبر الناس عليه إلى الآخرة، فمن ذا الذي يشيد قصراً على جسر؟! زوجتي الحبيبة.. إن حقيقة الرزق ليست كما يفهمها كثير من الناس (أنها ما يحصل الإنسان عليه من مال) ولكنها أعمق وأعظم وأشمل من ذلك بكثير. إن الرزق هو كل ما يصيب الإنسان من نفع وكل ما يُرفع عنه من ضر، فالمال رزق، والصحة رزق، والأولاد رزق، وتيسير الأمور رزق، وحسن الخلق رزق، والتوفيق إلى الطاعات رزق، والبعد عن المعاصي رزق.
&&****&&
ومفهوم الرزق بالنسبة للمال ليس مجرد تحصيله، وإنما هو المعادلة بين الوارد والمنصرف، ولكي يتضح هذا الأمر أضرب إليكِ هذا المثال العددي: فلول افترضنا أن رجلاً يتقاضى راتباً شهرياً قدره ألف جنيه، ومرض ولده في هذا الشهر واحتاج علاجه إلى خمسمائة جنيه، ولم يكف ما تبقى من الراتب لتغطية نفقات الطعام والشراب واحتياجات البيت التي اعتاد عليها، فاضطر للاقتراض لإتمام بقية الشهر. ورجل آخر يتقاضى راتباً شهرياً قدره خمسمائة جنيه، اعتاد ان ينفق نصفها على الطعام والشراب، واستهلك بعضاً من النصف الآخر في احتياجات المنماوال ولم يحدث من الطوارئ أو المصائب ما يحتاج إلى إنفاق ما تبقى من الراتب، فبقي معه ما يدخره إلى الشهر القادم. فهذا الأخير -على الحقيقة- أكثر رزقاً من الأول مع أن الظاهر أن دخل الأول يساوي ضعف دخل الثاني. وهذه يسوقنا إلى الحقيقة الكبرى التي نبهنا إليها ربنا تبارك وتعالى حيث قال وفي السماء رزقكم وما توعدون) (الذاريات:22). فالرزق مقدر في السماء، موضوعة أسبابه في الأرض،وقلب المؤمن ينظر دائماً إلى ما في السماء ولا يتعلق قلبه بما في الأرض، وإن كان يسعى في الأرض بجسده كما أمره الله، ولكنه في الحقيقة يعلم أن رزقه مقدر عند ربه، فلو قل دخله هذا الشهر لا يحزن فربما يكفيه ويزيد على حاجته بقدر الله وبركته، ولو زاد دخله لا يركن فقد يبتلى بما يذهب بهذا المال ويضطره إلى الاستدانة ليكمل بقية الشهر.
هذه حقائق ملموسة يعيشها الناس كل يوم، وليست ضرباً من الخيال أو الأوهام، لذلك فإن مسألة الرزق لا تشغل قلب المسلم، لأنه يعلم أن رزقه بيد الله عز وجل، ويعلم أن "نفساً لن تموت حتى تستوفي رزقها وأجلها"، فيسعى بجسده طلباً للرزق من الله ،ويشغل قلبه بما خُلِقَ له من عبادة الله وإقامة دينه، ولا يفكر أبداً في أن يتخلى عن شيء من دينه في سبيل الرزق، لأن أحداً غير الله لا يملك الرزق لنفسه فضلاً عن أن يملكه لغيره، كما قال تعالى على لسان خليله إبراهيم عليه السلام: (إن الذين تعبدون من دون الله لا يملكون لكم رزقاً فابتغوا عند الله الرزق واعبدوه واشكروا له) (العنكبوت: 17) فلا تشغلي بالك بالرزق فإنما أسعى في طلبه ولا أملكه، فإن رزقني الله فمن فضله، وإن قدر عليَّ الرزق فبحكمته، وعلينا أن نرضى بحكمة الله كما قال تعالى: (الله يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر وفرحوا بالحياة الدنيا وما الحياة الدنيا في الآخرة إلا متاع)(الرعد : 26) وكما قال تعالى: (ولو بسط الله الرزق لعباده لبغوا في الأرض ولكن يُنَزِّل بقدر ما يشاء إنه بعباده خبير بصير)( الشورى:27). وعلينا عندئذ أن نستغفر الله ونراجع إيماننا حتى يرفع الله عنا بلاءه ويبسط علينا رحمته كما قال تعالى على لسان نبيه نوح عليه السلام: (فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا* يرسل السماء عليكم مدراراً* ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهاراً)(نوح:10-12). وكما قال تعالى: (ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض) (الأعراف:96). فكوني كهذه المرأة الصالحة التي كانت تودع زوجها كل يوم إذا خرج إلى عمله قائلة:"اتق الله فينا ولا تطعمنا حراماً فإنا نصبر على الجوع ولا نصبر على النار".
وبمناسبة الحديث عن الرزق أحب أن أرد على ما يدعيه بعض الناس- بجهل أو بسوء نية- من أن زيادة عدد الأولاد يسبب الفقر وأن تحديد النسل هو السبيل إلى راحة الأسرة وتقدم المجتمع، وهذا الادعاء-في الحقيقة- يناقض ما تقرره نصوص القرآن الكريم والسنة المطهرة، فهذا كتاب الله يقرر أن الأولاد أنفسهم رزق ونعمة يمن الله بها على الناس ويدعوهم إلى الاستغفار من أجل تحصيلها، فيقول على لسان نبيه نوح عليه السلام: (فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا* يرسل السماء عليكم مدراراً* ويمددكم بأموال وبنين)(نوح:10-12). ويقول أيضا على لسان شعيب عليه السلام وهو يذكر قومه بنعمة الله عليهم: (واذكروا إذ كنتم قليلاً فكثَّركم) (الأعراف:86) ويقول كذلك على لسان هود عليه السلام: (واتقوا الذي أمدكم بما تعلمون*أمدكم بأنعام وبنين) (الشعراء:132-133) ويقول مذكراً الناس بأن الأولاد هبة من الله ونعمة: (لله ملك السموات والأرض يخلق ما يشاء يهب لمن يشاء إناثاً ويهب لمن يشاء الذكور* أو يزوجهم ذكراناً وإناثاً ويجعل من يشاء عقيماً) (49-50) ثم يقرر الله تعالى أن نقص الأنفس من المصائب فيقول تعالى : (ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات) (البقرة:155). ثم يقرر الحقيقة الكبرى وهي: أن رزق الأولاد بيد الله وحده لا بيد أبويهم، بل إن الأبوين يأكلان مع الولد من الرزق الذي يسوقه الله إليه فيقول تعالى: (نحن نرزقهم وإياكم) (الإسراء:31)، ويقول أيضاً: (نحن نرزقكم وإياهم) (الأنعام: 151). ولكَم سمعنا أن أناساً أرادوا أن يتخلصوا من أولادهم وهم في أرحام أمهاتهم خشية الفقر، فلما جاء هؤلاء الأولاد كانوا سبباً في رزق الأسرة كلها، وفتحت بمقدمهم أبواب رزق كانت مغلقة من قبل.
ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعونا صراحة إلى تكثير الأولاد فيقول:"تزوجوا الولود الودود، فإني مكاثر بكم الأمم " وليس معنى ذلك أن نرهق الأم بالحمل المتتابع، وإنما لها أن تحصل فترة من الراحة لتتيح الفرصة لطفلها المولود أن يأخذ حقه من الرضاعة حولين كاملين، ولتتيح الفرصة لنفسها أن تقوى على حمل جديد، ولكن المقصود هو ألا نحدد عدد الأولاد خشية الفقر، أو ظناً منا أن تقليل الأولاد هو السبيل إلى الراحة، فهذا مما يحاول أعداؤنا أن يبثوه في عقولنا كي نقل ويكثروا، وإذا كان الإنسان ينظر إلى مسئولية يتحملها تجاه أولاده وهم صغار..فلينظر إلى وقوفهم إلى جانبه وهم كبار، ليستشعر قيمتهم ويعرف فضلهم ويدرك منة الله عليه فيهم. زوجتي الحبيبة.. إذا تقرر في نفوسنا أن الرزق بيد الله وأن القصد في الغنى والفقر هو منهجنا في الإنفاق، فإنه ينبغي علينا ألا نتطلع إلى ما أنعم الله به على غيرنا، وذلك
لعدة أسباب: الأول: نهي الله تبارك وتعالى عن ذلك حيث قال: (ولا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجاً منهم زهرة الحياة الدنيا لنفتنهم فيه ورزق ربك خير وأبقى) (طه:131) الثاني: الخوف من الوقوع في الحسد الذي نهى عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله :"ولا تحاسدوا". الثالث: تجنب وقوع الضغان والأحقاد بين المسلمين. الرابع: الخوف من الوقوع في السخط على قضاء الله أو عدم الرضا بما قسم الله لعباده من الرزق. الخامس: احتمال كون النعمة التي عند غيرنا هي ابتلاء من الله وفتنة وليست بسبب رضا الله عنهم أو حبه لهم. السادس: الزهد في الدنيا والطمع فيما عند الله في الجنة..فهذا هو الرزق الذي يطلب (ورزق ربك خير وأبقى) (طه:131).
فعلينا إذاً حين نرى نعمة أنعمها الله على بعض إخواننا أو أخواتنا من المسلمين أن ندعو لهم بالبركة، وأن ننظر إلى من هو أقل منا نعمة لكي نستشعر نعمة الله علينا، كما في الحديث:"انظروا إلى من هو أسفل منكم ولا تنظروا إلى من هو فوقكم فهو أجدر ألا تزدروا نعمة الله عليكم". زوجتي الحبيبة: إن من أهم أهداف الزواج: السكن النفسي والمودة والرحمة، كما قال تعالى: (ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة) (الروم:21) وهذا السكن النفسي لا يتحقق بمجرد قضاء الشهوات والعيش في الملذات، وإنما يتم ويكتمل بدوام طاعة الله عزوجل، ولقد فتح الله بالزواج -لي ولكِ- أبواباً من الطاعات عظيمة لم تكن متاحة قبل الزواج. فبالنسبة لي: جعل الله-عزوجل- نفقتي عليك وعلى أولادنا خيراً من النفقة في سبيل الله وأعظم أجراً كما أخبر بذلك الحبيب صلى الله عليه وسلم :"دينار أنفقته في سبيل الله..ودينار أنفقته في رقبة..ودينار تصدقت به على مسكين..ودينار أنفقته على أهلك..أعظمها أجراً الذي أنفقته على أهلك" وكما قال أيضاً :"إنك لن تنفق نفقة تبتغي بها وجه الله إلا أجرت بها حتى ما تجعل في فم امراتك" ولا عجب في ذلك فإن ثواب الفرائض أعظم بكثير من ثواب النوافل، وإنفاقي عليك وعلى أولادي فريضة علي وواجب لم يكلف به غيري وإذا قصرت فيه سيحاسبني الله عليه لذلك إذا قمت به كان لي أعظم الأجر بإذن الله ، وهذا تكليف قرآني كريم في قوله تعالى: (لينفق ذو سعة من سعته، ومن قدر عليه رزقه فلينفق مما آتاه الله، لا يكلف الله نفساً إلا ما آتاها، سيجعل الله بعد عسر يسراً) (الطلاق:7). وحتى المعاشرة الزوجية كتب الله لنا بها الأجر كما قال صلى الله عليه وسلم:"وفي بُضع أحدكم صدقة"
أما بالنسبة لكِ فقد جعل الله-عزوجل- طاعتك لي واعترافك بحقي يعدل الجهاد في سبيل الله،فقد روى ابن عباس رضي الله عنهما ان امرأة جاءت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت :يا رسول الله أنا وافدة النساء إليك، هذا الجهاد كتبه الله على الرجال فإن أصيبوا أجروا وإن قتلوا كانوا أحياء عند ربهم يرزقون، ونحن معشر النساء نقوم عليهم فما لنا من ذلك؟ فقال صلى الله عليه وسلم:"أبلغي من لقيتِ من النساء أن طاعة الزوج واعترافاً بحقه يعدل ذلك، وقليل منكن من يفعله" كما قرنت هذه الطاعة بإقامة الفرائض الدينية وطاعة الله كما قال صلى الله عليه وسلم:"إذا صلت المرأة خمسها وصامت شهرها وحفظت فرجها وأطاعت زوجها قيل لها:ادخلي الجنة من أي أبواب الجنة شئتِ" كما أن قيامك على خدمة زوجك وأولادك ورعايتهم والنصح لهم ، وتعليم أولادك القرآن والصلاة وحسن الخلق، كل ذلك من أعظم أبواب القربات إلى الله تعالى إذا أخلصتِ النية. أما بالنسبة لنا معاً فقد يسر الله لكل منا صاحباً يعينه على سائر الطاعات من حفظ للقرآن وتدارس أمور الدين والصيام والقيام وحضور دروس العلم النافع، وقد جعل الله لهذا التعاون على الطاعة أجراً عظيماً، فقد قال صلى الله عليه وسلم:"رحم الله رجلاً قام من الليل فصلى وأيقظ امرأته فإن أبت نضح في وجهها الماء" وقال :"إذا استيقظ الرجل من الليل وأيقظ امرأته فصليا ركعتين كُتبا في الذاكرين الله كثيراً والذاكرات"
&&****&
&&&***&&&
وكما فتح الله لنا بالزواج من أبواب الطاعات، فإنه أغلق علينا كثيراً من أبواب المعاصي ومداخل الشيطان، فالشيطان قريب من الواحد وهو من الاثنين أبعد، فعلى هذا يجب علينا أن نتجنب المعاصي تجنباً تاماً، وأن يأمر أحدنا الآخر بالمعروف وينهاه عن المنكر. وإذا استعرضنا أنواع المعاصي التي يمكن أن يقع فيها الزوج أوالزوجة نجد ما يلي: أولاً: معاصي تتعلق بحق الزوجة: كأن يظلم الزوج زوجته أو يضربها بغير وجه حق، أو يخاطبها بألفاظ لا تليق بالمسلم، أو يؤذيها في بدنها مهما فعلت، أو يهجرها من غير سبب، أو أن يتركها في غفلة عن طاعة الله أو واقعة في معصية الله فلا يأمرها ولا ينهاها، فإنه مسئول عنها أمام الله، وستجادل عن نفسها أمام الله وتقول: يا رب خذ لي حقي منه فقد كان يراني على معصيتك فلا ينهاني ويراني غافلة عن ذكرك فلا يذكرني. ثانياً:معاصي تتعلق بحق الزوج: كأن تسيء المرأة معاملة زوجها أو تؤذيه برفع صوتها عليه أو مخاطبته بألفاظ يكرهها، أو تعصي أمره في غير معصية الله ، أو أن تخرج بدون إذنه أو تدخل بيته أحداً يكرهه، أو تنفق من ماله فيما يكرهه إلا في حق من حقوق الله، أو تمتنع منه إذا طلبها لنفسه-بغير عذر- فإنها إن فعلت فبات غضباناً باتت تلعنها الملائكة. ثالثاً: معاصي تتعلق بحقوق الجيران: كإيذائهم بالكلام أو الفعل، أو رفع الصوت عمداً لمضايقتهم، أو الامتناع عن مساعدتهم فيما يحتاجونه عند الاستطاعة، فإن الإحسان إلى الجارفريضة، والإساءة إليه معصية لله. رابعاً: معاصي تتعلق باللسان:
وهذا الجانب من أخطر الجوانب التي ينبغي أن يحذرها المسلم والمسلمة في باب المعاصي، فإن حصاد اللسان قد يرفع صاحبه إلى أعلى الدرجات، وقد يهوي به إلى نار جهنم، وقد قال صلى الله عليه وسلم:"إن العبد ليتكلم بالكلمة ما يتبين فيها يذل بها في النار والعياذ بالله أبعد مما بين المشرق والمغرب"(1) . فعلينا أن نحذر كل الحذر من هذا اللسان، فلا ننطق بكلمة فيها سخط لله، من كذب أو بهتان أو غيبة أو نميمة أو شهادة زور أو خوض في باطل أو سب وتفحش أو لعن أو سخرية من مسلم أو سوء ظن بالمسلمين. خامساً: معاصي تتعلق بالكسب: كالكسب من حرام أو شبهة أو ترك فريضة من أجل العمل، او ارتكاب حرام من أجل إرضاء الرؤساء في العمل أو ظناً أنها تزيد الرزق، وليعلم كل مسلم أن ما عند الله لا يطلب بمعصية الله. سادساً: ما يتعلق بوسائل الإعلام: فلقد أصبحت وسائل الإعلام في عصرنا هذا باباً من أعظم أبواب الفتن والمعاصي، ليس فقط فيما ينظر الإنسان فيها إلى ما حرم الله أو يستمع فيها إلى ما يغضب الله..ولكن الأخطر من ذلك تلك المفاهيم التي تؤصلها في نفوس الناس مما يخالف عقائدهم ويتصادم مع أحكام دينهم، فتارة يجعلون من الاختلاط المستهتر أساساً للعلاقة بين الرجل والمرأة، وتارة يصورون علاقة الشاب والفتاة في الجامعة وفي العمل على أنها علاقة زمالة وصداقة لا فرق بينها وبين علاقة الشاب بمثله أو الفتاة بمثلها، مما أدى إلى كوارث يعلمها الجميع..من هتك للأعراض وخراب للبيوت، وتارة يصورون الزوج الذي يتزوج بزوجة ثانية على أنه بائن لا يستحق أن تعيش معه زوجته الأولى بعد هذه الفعلة الشنعاء-بزعمهم- وكأنهم يحرمون ما أحل الله ، وكم من بيوت خربت بسبب مثل هذه المفاهيم الخبيثة التي بثتها وتبثها وسائل الإعلام في نفوس الناس، وما ذكرته قليل من كثير.
فهذه الوسائل -وعلى رأسها الإنترنت والتلفاز- يحب الحذر منها حذراً شديداً ولا سيما في عصر الفضائيات التي لا رقيب عليها، فيجب علينا أن ننتقي لنا ولأولادنا القنوات الهادفة التي يغلب نفعها على ضررها ونتجنب هذا الضرر ما استطعنا ، لاسيما أن الله قد أنعم علينا بالعديد من القنوات الإسلامية المباركة التي تعلمنا ديننا وتربينا على منهاج النبي صلى الله عليه وسلم، فتجمع بين الترويح عن النفس وبين العلم النافع والعمل الصالح، أما ما عدا ذلك من قنوات الفجور والسحر والتضليل فليس مكانها بيوت المسلمين، ولكم كان هناك بيوت عامرة بالإيمان ثم لم تلبث بعد سنوات أن تنكبت الطريق بسبب هذه الخبائث، وصدق الله تعالى إذ يقوليا أيها الذين آمنوا لا تتبعوا خطوات الشيطان ومن يتبع خطوات الشيطان فإنه يأمر بالفحشاء والمنكر)(النور:21) أسأل الله لي ولكِ وللمسلمين العافية.
لقد من الله علينا بالبنين والبنات وجعلهم أمانة في عنقينا، فإن أحسنا إليهم بحسن تربيتهم.. سعدنا بهم في الدنيا وكانوا لنا ذخراً يوم القيامة، وإن ضيعناهم بإهمالهم وسوء تربيتهم ذقنا وبال ذلك منهم في الدنيا بعقوقهم وحاسبنا الله عليه يوم القيامة. وتربية الأولاد ترتكز على عدة أمور منها: القدوة الصالحة: لأن الطفل يتأثر أكثر ما يتأثر بأبويه والمحيطين به، وهذه القدوة إذا توفرت فإنها توفر كثيراً من الجهد في توجيه الأولاد وتأديبهم. التنشئة الصالحة: على حفظ القرآن وفهمه، والمحافظة على الصلوات في مواقيتها، ودوام ذكر الله عز وجل ومراقبته في السر والعلن، وعلى حب الإسلام والمسلمين ، وبغض الكفر وأهله، وعلى حسن الخلق وكل صفات الخير، ونبذ الكذب وكل صفات السوء. الرعاية الدائمة في مختلف أطوار حياتهم: • رعاية مأكلهم ومشربهم،وتعويدهم على السلوك الإسلامي في هذا الجانب. • رعاية مشاعرهم: بتوفير الحب والارتباط العاطفي بيننا وبينهم ولا سيما في السنوات الأولى من حياتهم، وإشعارهم بتوفير الأمان لهم حتى يثق الطفل بأن هناك من يلجأ إليه ويساعده عند حدوث أي مكروه، وعدم إهانتهم أو جرح مشاعرهم لا سيما أمام الآخرين، واحترامهم وإشعارهم بأن لهم قيمة كبيرة ، وإشراكهم في أعمال البيت وغيرها ليشعروا بهذه القيمة. • رعاية دراستهم بالمتابعة في المدرسة والإشراف على الاستذكار، مع محاولة تعويدهم على تحمل المسئولية وعدم الاعتماد على الأبوين في كل شيء. • رعايتهم في فترة المراهقة بمصادقتهم وتعويدهم على فتح قلوبهم لنا (الأب مع الأولاد والأم مع البنات) حتى تكون أسرارهم عندنا وليس عند رفقاء السوء، وعلينا أن نراعي التغيرات النفسية والسلوكية التي تحدث في هذه الفترة ونتعامل معها بحكمة حتى تمر هذه المرحلة بسلام إن شاء الله. • رعايتهم بتيسير سبل الزواج لهم حتى يعفوا أنفسهم وينجوا من الفتن، فهذا من بر الوالد بولده. • إلى غير ذلك من ألوان الرعاية. • إحاطتهم بجو إسلامي طيب: وهذا يتأتى عن طريق التعاون والتزاور بين الأسر المسلمة، ليكون أصدقاؤهم هم أبناء المؤمنين الصالحين، ويكون جدهم ولعبهم تحت سمع وبصر هؤلاء ليتداركوا أي خطأ يقع، وهذا الجو في غاية الأهمية، لأن الإنسان -وخاصة الطفل- يتأثر بمن حوله أيما تأثر، فإن لم نوفر له ذلك الجو سيجد في الشارع والمدرسة بما فيهما من الخبائث بديلاً له ويا بئس البديل. • قلة الخلافات الأسرية: وإن كان لابد منها فلتكن بعيدة عن نظر الأولاد وسمعهم، لأن اضطراب العلاقة بين الأب والأم من أكثر الأشياء ضرراً على الصحة النفسية للأطفال. • بقاء الأم في البيت أطول فترة ممكنة: وهذا الجانب-أيضاً- من أعظم الجوانب التي تؤثر على الأطفال، ولا أحد يجهل أن البيت الذي تغيب عنه الأم لأي سبب من الأسباب يعاني من مشكلات نفسية كثيرة لا يعاني منها البيت الذي تبقى فيه الأم أطول فترة ممكنة،ولا سيما إذا كان في البيت أطفال. • ومما عمت به البلوى في هذا الزمان أن تطلبت نفقات المعيشة خروج المرأة إلى العمل، مما يؤثر تأثيراً بالغاً على الصحة النفسية للطفل والزوج كذلك، فلتعلم كل أم أن خروجها من بيتها للعمل يجب أن تتوفر فيه عدة شروط منها: - احتياجها إلى العمل لمواجهة ضرورات الحياة، أو احتياج المجتمع إليها فيما لا يستطيع أداؤه غيرها أن يكون العمل مناسباً لطبيعتها كامرأة. - أن يكون العمل حلالاً في ذاته. - أن تلتزم باللباس الشرعي ما دامت خارج البيت. - أن تتجنب الاختلاط المستهتر مع الرجال ولو كانوا زملاء العمل، ومراعاة الحدود في التعامل بحيث لا - تخرج عن إطار العمل وبالأسلوب اللائق لهذا التعامل بعيداً عن الخوض في أحاديث شخصية وتكوين صداقات مزعومة مع الرجال بدعوى الزمالة. أن تعوض التقصير-الذي سيحدث لا محالة- في حق زوجها وبيتها وأولادها بقدر إمكانها حتى يوسع الله عليهم فتستغني عن هذا العمل وتعود إلى مملكتها الصغيرة لترعى شئون زوجها وأولادها، فتلك هي المهمة الأساسية التي خلق الله من أجلها المرأة، ولا يخدعنك ما تزعمه الجاهلات من النساء من أن خروج المرأة إلى العمل يجعل لها شخصية وكرامة، وأن التي تلزم بيتها لتخدم زوجها وتربي أولادها تكون كالخادمة أو المربية ولا قيمة لها في الحياة، وكذبوا والله..فإن التي تلزم بيتها لتخدم زوجها وتربي أولادها إنما هي امرأة عاقلة فاضلة..علمت مهمتها في الحياة وأدت واجبها نحو الله ونحو أسرتها ونحو مجتمعها، وأما هذه الأخرى التي تركت بيتها -لغير حاجة- وشردت عن مهمتها زاعمة تحقيق ذاتها إنما هي تحطم ذاتها بيدها وتضيع شخصيتها الأصلية ألا وهي شخصية الأم والزوجة. الدعاء لهم والتوكل على الله في تربيتهم: وهو أهمها وأولها فإن الله-عزوجل- هو الذي يملك القلوب وهو الذي يهدي من يشاء بفضله ويضل من يشاء بعدله، وإن الحقيقة التي يجب أن نعترف بها: أن الأجواء الفاسدة التي تحيط بنا-رغماً عنا- لتضع الكثير من العقبات أمام التنشئة الصالحة للأولاد، ولا سبيل لنا إلى اجتياز هذه العقبات إلا التضرع إلى من بيده كل شيء أن يحفظ أولادنا من كل سوء وأن يبعد عنهم الشيطان، وأن يهدي قلوبهم، وأن يرزقهم الصحبة الصالحة التي تعينهم على الخير، وأن يجنبهم صحبة السوء التي تجرهم إلى الفساد.
من النادر أن يعيش رجل وامرأة زماناً طويلاً يتفقان فيه على كل أمر، فلا يخلو بيت من خلاف على أمر أو نزاع في شيء، أو سوء تفاهم حول أمر من الأمور ولو بين الحين والحين، فينبغي علينا حينئذ التمسك بجملة من الأمور حفاظاً على المودة والرحمة، وحفاظاً على سلامة البيت: أولاً: الستر: فلا يعلم أحد غيري وغيرك بوقوع ذلك الخلاف أو تلك المشكلة، لأنه ما من مشكلة بين زوجين يدخل فيها أطراف أخرى إلا تضخمت وتفاقمت في حين أن سترها ينسيها، وغض الطرف عنها يمحوها، والإنسان كثير النسيان. ثانياً: مراجعة النفس: بأن يراجع كل منا نفسه لعله يتبين خطأه فيصلحه ويعتذر عنه فتنتهي بذلك المشكلة ويعود الوئام إلى الحياة الأسرية وكأن شيئاً لم يكن. ثالثاً: التغاضي عن خطأ الآخر: فإذا تبين لأحدنا أن الآخر هو المخطئ فليتغاضَ عن ذلك الخطأ ما لم يكن معصية لله، وليتذكر للآخر محاسنه ليغمر في جنبها مساوئه وأخطاءه. رابعاً: تحكيم العقلاء: فإذا كان الخلاف كبيراً ولم تنجح الخطوات السابقة في رأب الصدع، ولم يستطع أحدنا أن يغفر للآخر خطأه فعندئذ نختار رجلاً صالحاً حكيماً نحكمه في هذا الأمر ويرضى كلانا بحكمه ليوضع بذلك حد للخلاف ونهايه للمشكلة إن شاء الله. زوجتي الحبيبة-متعك الله بالعافية- يقول الله عز وجل : (ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها إن ذلك على الله يسير) (الحديد:22). فالابتلاءات والمصائب من سنة الله في خلقه، يبتلي المؤمنين تذكيراً وتكفيراً للذنوب ورفعة للدرجات، ويبتلي الكافرين زجراً لهم وعقوبة وعبرة لغيرهم، فعلينا إذا ابتلينا في أنفسنا بمرض أو نحوه، أو في أولادنا بمرض أو موت، أو في بيتنا بتلف أو نحوه، علينا عندئذ أن نرضى بقضاء الله عزوجل، لأن قضاء الله كله خير، فإن لم نستطع الرضا فعلينا بالصبر (وبشر الصابرين* الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون* أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون) (البقرة:155-157) ولتلهج قلوبنا عندئذ بالاستغفار والتوبة إلى الله تعالى.. فإنه ما نماوالت مصيبة إلا بذنب ولا رفعت إلا بتوبة
وأختم رسالتي إليك بباقة من زهور الحكمة..التي تفتق عنها ذهن امرأة عاقلة وهي تنصح ابنتها المقدمة على الزواج فتقول: "أي بنية: اعلمي لو أن امرأة استغنت عن الزواج لغنى أهلها لكنت أغنى الناس عنه، ولكن النساء للرجال خلقن ولهن خلق الرجال، وإنك ستفارقين البيت الذي فيه نشأت، والعش الذي فيه درجتِ، إلى بيت لم تعرفيه، وخليل لم تألفيه، فكوني له أمة يكن لكِ عبداً، واحفظي عني عشر خصال تكن لكِ ذخراً: فأما الأولى والثانية: فالمعاشرة له بالرضا والقناعة.. وحسن السمع له والطاعة وأما الثالثة والرابعة: فالتفقد لموضع أنفه وموضع عينه، فلا تقع عيناه منك على قبيح، ولا يشم منك إلا أطيب ريح. وأما الخامسة والسادسة: فالهدوء عند منامه والتفقد لوقت طعامه، فإن حرارة الجوع ملهبة وتنغيص النوم مغضبة. وأما السابعة والثامنة: فالاحتفاظ بماله والإرعاء على حشمه وعياله. وأما التاسعة والعاشرة:فإياكِ أن تعصي له أمراً أو تفشي له سراً، فإنك إن عصيت أمره أوغرتِ صدره وإن أفشيت سره لم تأمني غدره. وأعظك بعد ذلك من الفرح إذا كات ترحاً ومن الترح إن كان فرحا"
وفي ختام رسالتي أدعو الله أن يعينني وإياكِ على التزام هذا النهج القويم في حياتنا، فإنني أعلم أننا بشر، وأن البشر كثيراً ما تعتريه لحظات من الضعف أو الغفلة فيخرج عن نهجه وينسى مبادئه، ولكن على كل منا أن يأخذ بيد صاحبه ويذكره إذا نسي، ويعينه إذا ذكر، ولتكن هذه القيم وهذه المبادئ نصب أعيننا، نحقق منها ما يعيننا الله عليه، ونسأل الله أن يثبتنا عليها حتى نلقاه بها وهو راض عنا، إنه ولي ذلك والقادر عليه، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيرا وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين.