أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم، إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التكرم بزيارة صفحة التعليمـــات، بالضغط هنا.كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط هنا إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، أما إذا رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة القسم الذي ترغب أدناه.
للبكاء والدموع التىتذرفها العين مكانة عظيمة عند الله تعالى وهو شأن الصالحين وحال المتقين فكانوا بكائين وعيونهم تذرف الدموع خوفاً من اللهتعالى، فمراقبة الله تعالى توجب خشيته وخشيته توجب البكاء، وإن من أسباب الفلاح والنجاح في أمور الدين والدنيا أنيصارح الإنسان نفسه ولا يلتمس لها الأعذار حتى لا يفاجئهالموت ثم يندم وحينها لا ينفع الندم.
وفضل البكاءمن خشية الله عظيم فقد جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال: (سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل الا ظله وذكر منهم:رجل ذكر الله خالياففاضت عيناه)، ويحدثنا الدكتور محروس عبد الجواد أستاذالحديث بجامعة الازهر قائلاً: كان رسول الله صلى الله عليهوسلم اتقى الناس لله واشدهم خشية فهو القائل : "انى اخشاكملله واتقاكم له" وكان عليه الصلاة والسلام بكاء فى المواقف التىتؤثر فى النفس وهذا ليس مظهراً من مظاهر الضعف بل علامة علىصدق الاحساس وقوة العاطفة فقد بكى النبى عندما استشهد جعفربن ابى طالب فى غزوة مؤتة فذهب الى بيته ودعا ابناءه ومسحعلى ظهورهم ، وهاهى الدموع تذرف على خد النبى صلى الله عليه وسلم عندما كان يقف بين يدى مولاه يناجيه حيث يصف احد الصحابة ذلك المشهد فيقول رأيت رسول الله وفى صدره أزير كأزيرالمرجل من البكاء ، وأيضاً كان رسول الله يدعونا الى قراءة القرآن والبكاء عند تلاوته "اقرأوا القرآنوابكوا ، فإن لم تبكوا فتباكوا".
وقد بكى النبى خوفا على أمته عندما قرأ "إن تعذبهم فإنهم عبادك وإنتغفر لهم فإنك انت العزيزالحكيم "ثم رفع يديه ودعا "اللهم أمتى أمتى" ثم بكا بكاءً شديداً ، فإن العين التى تبكى من خشية الله تعالى رغبةورهبة لا تلج بعيدة كل البعدعن عذاب الله وأنها تتساوى بذلك مع العين التى باتت تحرس فى سبيل الله قال رسول الله "عينان لا تمسهما النار عينبكت من خشية الله وعين باتت تحرس فى سبيل الله ".
ويقول الدكتور سالم عبد الجليل وكيل أول بوزارة الأوقاف : سؤال يجول في داخل كثير منالمقصرين ونحن جميعا مقصرون نسأل الله أن يعفو عنا عندما نسمع آيات القرآن تتلى أو أحاديث الرسول صلىالله عليه وسلم أو أخبار السلف الصالح نجد كثيرا من الناس ممن رقت قلوبهم يبكون فلماذا هم يبكون ولا أبكي؟أحاولأن اخشع وابكي فلا استطيع،السبب أخي أختي بينه الله تعالى في قوله تعالى: (كلا بل ران على قلوبهم ما كانوايكسبون). المطففين، أي بسببأعمالهم حجبت قلوبهم عن الخير وازدادت في الغفله.
فهذا هو السبب الحقيقي في قلة البكاء من خشية اللهتعالى، ما الذي جعل هولاءيخشعون ويبكون بل ويتلذذون بذلك ونحن لا نبكي؟.
أنهم ابتعدوا عن المعاصي وجعلوا الآخره نصب أعينهم فيحال سرهم وجهرهم عندها صلحت قلوبهم وذرفت دموعهم أما نحن فعندما فقدنا هذه الأمور فسدت قلوبناوجفت عيوننا.
اعلم أن الخشية من الله تعالى التي يعقبها البكاء لا تأتي ولا تستمر إلا بلزوم ما يليوالاستمرار عليه: التوبة إلىالله والاستغفار بالقلب واللسان حيث يتجه إلى الله تائبا خائفا قد امتلأ قلبه حياء من ربه العظيمالحليم الذي أمهله وأنعم عليه ووفقه للتوبه، ترك المعاصي والحذر كل الحذر منها صغيرها وكبيرها ظاهرها وباطنها فهيالداء العضال الذي يحجب القلبعن القرب من الله وهي التي تظلم القلب وتأتي بالضيق ، التقرب لله بالطاعات من صوم وصلاة وحج وصدقات و أذكاروخيرات.
دائماً تذكر الآخرةوالعجب كل العجب أخي وأختي أننا نعلم أن الدنيا ستنتهي وان المستقبل الحقيقي هو الاخره ولكننا مع هذا لانعمل لهذا المستقبل الحقيقي الدائم.
ويقولالدكتور مبروك عطية من علماء الأزهر: على كل مسلم أن يعلم أن الطاعة توجب القرب من الله سبحانه وتعالى وكلماازداد القرب من الله قوي الأنس به والعكس صحيح فالمعصية توجب البعد عن الله سبحانه وتعالى وكلما ازداد البعد عنالله قويت الوحشة ولنسأل أنفسنا لماذا نشعر بقسوة ووحشة في قلوبنا؟لماذا نشعر أننا بعيدين عن الله عزوجل؟ لماذا لا نستشعر حلاوةالإيمان؟ لماذا جفت أعيننا عنالبكاء من خشية الله؟لماذا تمر علينا العبر والعظات وعيوننا جامدة كأننا جماداتوأحجار؟
وللإجابة على هذهالأسئلة أقول أننا حرمنا أنفسنا من عبادة حُرم منها الكثيرون بل وغفل عنها الكثيرون إلا من رحم الله، هى عبادة لو علم الخلق فضلها لما كان حالهم كما نرى إنها عبادة البكاء من خشية الله عز وجل وما أعظمها من عبادة .
وقد مدح الله تعالىالبكائين من خشيته، وأشاد بهم في كتابه الكريم: {قُلْ آمِنُواْ بِهِ أَوْ لاَ تُؤْمِنُواْ إِنَّالَّذِينَ أُوتُواْ الْعِلْمَ مِن قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَلِلأَذْقَانِ سُجَّدًا * وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِن كَانَ وَعْدُ رَبِّنَالَمَفْعُولاً * وَيَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْخُشُوعً}، وذكر العلماء أنللبكاء أنواعا ومن هؤلاء الإمام ابن القيم رحمه الله :
(بكاء الخوف والخشية. بكاء الرحمة والرقة. بكاء المحبةوالشوق بكاء الفرح والسرور بكاء الجزع من ورود الألم وعدم احتماله. بكاء الحزن بكاء الخور والضعف. بكاء النفاق وهو: أنتدمع العين والقلب قاس).
إنالبكاء من خشية الله له فضل عظيم ، فقد ذكر الله تعالى بعض أنبيائه وأثنى عليهم ثم عقب بقولهعنهم: {إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَن خَرُّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّا} ، وقال تعالى عن أهل الجنة: {وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءلُونَ * قَالُوا إِنَّا كُنَّا قَبْلُ فِي أَهْلِنَامُشْفِقِينَ * فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا وَوَقَانَا عَذَابَ السَّمُومِ * إِنَّا كُنَّا مِن قَبْلُنَدْعُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ}.
أما رسول الله صلى الله عليه وسلم فقدقال: (لا يلج النار رجل بكى منخشية الله حتى يعود اللبن في الضرع)، وقال: (سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمُ اللَّهُ في ظِلِّهِ يَوْمَ لا ظِلَّ إلاظلُّهُ...) وفي آخره: (ورَجُلٌذَكَرَ اللَّه خالِياً فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ)، وقال (عينان لا تمسهما النار، عين بكت من خشية الله، وعينباتت تحرس في سبيل الله).