أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم، إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التكرم بزيارة صفحة التعليمـــات، بالضغط هنا.كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط هنا إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، أما إذا رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة القسم الذي ترغب أدناه.
محبة آل البيت من أصول منهج أهل السنة والجماعة كتبه /الشيخ صلاح عبد المعبود
الحمد لله الذي أسبغ علينا نعمه ظاهرة وباطنة ، وأشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك كله، وله الحمد كله ،وإليه يرجع الأمر كله ، وأشهد أن محمدا عبد الله ورسوله ، نبي الرحمة وإمام الهدى ، كان حريصا على هداية أمته؛ فأرشدهم إلى ما ينفعهم ، وحذرهم مما يضرهم . صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وبعد . ومن أصول أهل السنة والجماعة أنهم يحبون آل بيت رسول الله- صلى الله عليه وسلم- لقرابتهم من رسول الله- صلى الله عليه وسلم- ، ولإيمانهم بالله ، فإن كفروا فإننا لا نحبهم ، ولو كانوا من أقارب رسول الله- صلى الله عليه وسلم- ، فأبو لهب عم النبي- صلى الله عليه وسلم- لا يجوز أن نحبه بحال من الأحوال ، بل يجب علينا أن نكرهه لكفره، ولإيذائه النبي- صلى الله عليه وسلم- ومن أهل بيته أزواجه بنص القرآن ، قال تعالى : (يا أيها النبي قل لأزواجك إن كنتن تردن الحياة الدنيا وزينتها فتعالين أمتعكن وأسرحكن سراحا جميلا . وإن كنتن تردن الله ورسوله والدار الآخرة فإن الله أعد للمحسنات منكن أجرا عظيما . يا نساء النبي من يأت منكن بفاحشة مبينة يضاعف لها العذاب ضعفين وكان ذلك على الله يسيرا . ومن يقنت منكن لله ورسوله وتعمل صالحا نؤتها أجرها مرتين وأعتدنا لها رزقا كريما . يا نساء النبي لستن كأحد من النساء إن اتقيتن فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض وقلن قولا معروفا . وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى وأقمن الصلاة وآتين الزكاة وأطعن الله ورسوله إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا) (الأحزاب 28- 33 ). فأهل البيت هنا يدخل فيها أزواج النبي- صلى الله عليه وسلم- لا ريب . وكذلك يدخل فيهم قرابته ، فاطمة والحسن والحسين، وغيرهم كالعباس بن عبد المطلب وأبنائه . فأهل السنة والجماعة يحبونهم، ويتولونهم، ويحفظون فيهم وصية رسول الله في حجة الوداع : " أذكركم الله في أهل بيتي " ثلاثا . (رواه مسلم (2048) ، و(أحمد 4/366) . قال الشيخ العثيمين - رحمه الله -:"يعني : اذكروا الله ، اذكروا خوفه وانتقامه إن أضعتم حق آل بيتي ، واذكروا رحمته وثوابه إن قمتم في حقهم " اهـ . (شرح العقيدة الواسطية 252) . وقد كان أصحاب رسول الله- صلى الله عليه وسلم- أشد تعظيما ومحبة لآل بيت رسول الله- صلى الله عليه وسلم- لاستشعارهم مكانة أولئك من النبي- صلى الله عليه وسلم- فقد روى البخاري في صحيحه عن أبي بكر قال "ارقبوا محمدا- صلى الله عليه وسلم- في آل بيته " . (رواه البخاري 3713) . وعن الشعبي قال: "صلى زيد بن ثابت على جنازة أمه ، ثم قربت له بغلته ليركبها ، فجاء ابن عباس فأخذ بركابه : خل عنك يا ابن عم رسول الله فقال : هكذا أمرنا أن نفعل بعلمائنا ’ فقبل زيد يد ابن عباس وقال : هكذا أمرنا أن نفعل بآل بيت نبينا- صلى الله عليه وسلم- " (الشفا 2/608) ولما دخل عبد الله بن الحسن بن الحسين بن علي بن أبي طالب - رضي الله عنهم أجمعين - في حاجة له على عمر بن عبد العزيز قال له عمر : إذا كانت لك حاجة فأرسل إلي أو اكتب فإني أستحي من الله أن يراك على بابي (الشفا 2/608) . فنحن مع محبتنا الشديدة، وتقديرنا لآل بيت رسول الله- صلى الله عليه وسلم- إلا أننا لا نرفعهم فوق منزلتهم التي أنزلهم الله إياها، ولا نبالغ في الغلو فيهم ، فالنبي- صلى الله عليه وسلم- حذرنا من الغلو فيهم ، فهو القائل: "لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم فإنما أنا عبد الله ورسوله " (البخاري 3445) و مسلم وأحمد (1/23 ، 24) ، والدارمي (2/320) ، والإطراء : هو المبالغة ومجاوزة الحد في المدح ، فما بالنا بمن يغلو فيمن هو دونه من آل بيته وغيرهم من الصالحين ، ويجعلونهم أندادا من دون الله ؟!! .