باب وجوب الجهاد وفضل الغدوة والروحة
رياض الصالحين
قال اللَّه تعالى (التوبة 36): {وقاتلوا المشركين كافة كما يقاتلونكم كافة، واعلموا أن اللَّه مع المتقين}.
وقال
تعالى (البقرة 216): {كتب عليكم القتال وهو كره لكم، وعسى أن تكرهوا شيئاً
وهو خير لكم، وعسى أن تحبوا شيئاً وهو شر لكم، والله يعلم وأنتم لا
تعلمون}.
وقال تعالى (التوبة 41): {انفروا خفافاً وثقالاً، وجاهدوا بأموالكم وأنفسكم في سبيل اللَّه}.
وقال
تعالى (التوبة 111): {إن اللَّه اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن
لهم الجنة يقاتلون في سبيل اللَّه فيَقتلون ويُقتلون، وعداً عليه حقاً في
التوراة والإنجيل والقرآن؛ ومن أوفى بعهده من اللَّه، فاستبشروا ببيعكم
الذي بايعتم به، وذلك هو الفوز العظيم}.
وقال تعالى (النساء 95، 96):
{لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير أولي الضرر والمجاهدون في سبيل اللَّه
بأموالهم وأنفسهم، فضل اللَّه المجاهدين على القاعدين درجة، وكلاً وعد
اللَّه الحسنى، وفضل اللَّه المجاهدين على القاعدين أجراً عظيماً: درجات
منه ومغفرة ورحمة؛ وكان اللَّه غفوراً رحيماً}.
وقال تعالى (الصف 10-
13): {يا أيها الذين آمنوا هل أدلكم على تجارة تنجيكم من عذاب أليم تؤمنون
بالله ورسوله، وتجاهدون في سبيل اللَّه بأموالكم وأنفسكم؛ ذلكم خير لكم إن
كنتم تعلمون: يغفر لكم ذنوبكم ويدخلكم جنات تجري من تحتها الأنهار، ومساكن
طيبة في جنات عدن؛ ذلك الفوز العظيم، وأخرى تحبونها: نصر من اللَّه وفتح
قريب، وبشر المؤمنين}
- عن أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال: سئل
رَسُول اللَّهِ أي العمل أفضل قال: (إيمان بالله ورسوله) قيل: ثم ماذا
قال: (الجهاد في سبيل اللَّه) قيل: ثم ماذا قال: (حج مبرور) مُتَّفّقٌ
عَلَيهِ.
- وعن ابن مسعود رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال قلت: يا رَسُول
اللَّهِ أي العمل أحب إلى اللَّه تعالى قال: (الصلاة على وقتها) قلت: ثم أي
قال: (بر الوالدين) قلت: ثم أي قال: (الجهاد في سبيل اللَّه) مُتَّفّقٌ
عَلَيهِ.
- وعن أبي ذر رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال: قلت يا رَسُول اللَّهِ
أي العمل أفضل قال: (الإيمان بالله، والجهاد في سبيله) مُتَّفّقٌ عَلَيهِ.
- وعن أنس رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ أن رَسُول اللَّهِ قال: (لغدوة في سبيل اللَّه أو روحة خير من الدنيا وما فيها) مُتَّفّقٌ عَلَيهِ.
-
وعن أبي سعيد الخدري رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال: أتى رجل رَسُول اللَّهِ
فقال: أي الناس أفضل قال: (مؤمن يجاهد بنفسه وماله في سبيل اللَّه) قال: ثم
من قال: (مؤمن في شعب من الشعاب يعبد اللَّه ويدع الناس من شره) مُتَّفّقٌ
عَلَيهِ.
- وعن سهل بن سعد رَضيَ اللَّهُ عَنهُ أن رَسُول اللَّهِ
قال: (رباط يوم في سبيل اللَّه خير من الدنيا وما عليها، وموضع سوط أحدكم
من الجنة خير من الدنيا وما عليها، والروحة يروحها العبد في سبيل اللَّه
تعالى أو الغدوة خير من الدنيا وما عليها) مُتَّفّقٌ عَلَيهِ.
- وعن
سلمان رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال سمعت رَسُول اللَّهِ يقول: (رباط يوم
وليلة خير من صيام شهر وقيامه، وإن مات فيه جري عليه عمله الذي كان يعمل،
وأجري عليه رزقه، وأمن الفتان) رَوَاهُ مُسلِمٌ.
- وعن فضالة بن عبيد
رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ أن رَسُول اللَّهِ قال: (كل ميت يختم على عمله إلا
المرابط في سبيل اللَّه فإنه ينمى له عمله إلى يوم القيامة، ويؤمن فتنة
القبر) رَوَاهُ أبُو دَاوُدَ وَالتِّرمِذِيُّ وَقَالَ حَدِيثٌ حَسَنٌ صحيح.
-
وعن عثمان رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال سمعت رَسُول اللَّهِ يقول: (رباط يوم
في سبيل اللَّه خير من ألف يوم فيما سواه من المنازل) رَوَاهُ
التِّرمِذِيُّ وَقَالَ حَدِيثٌ حَسَن صحيحٌ.
- وعن أبي هريرة رَضِيَ
اللَّهُ عَنهُ قال، قال رَسُول اللَّهِ : (تضمن اللَّه لمن خرج في سبيله لا
يخرج إلا جهاد في سبيلي وإيمان بي وتصديق برسلي فهو ضامن علي أن أدخله
الجنة، أو أرجعه إلى منزله الذي خرج منه بما نال من أجر أو غنيمة، والذي
نفس محمد بيده ما من كلم يكلم في سبيل اللَّه إلا جاء يوم القيامة كهيئته
يوم كلم؛ لونه لون دم وريحه ريح مسك، والذي نفس محمد بيده لولا أن أشق على
المسلمين ما قعدت خلاف سرية تغزو في سبيل اللَّه أبداً، ولكن لا أجد سعة
فأحملهم ولا سعة ويشق عليهم أن يتخلفوا عني، والذي نفس محمد بيده لوددت أن
أغزو في سبيل اللَّه فأقتل، ثم أغزو فأقتل، ثم أغزو فأقتل) رَوَاهُ مُسلِمٌ
وروى البخاري بعضه.
( الكلم
الجرح.
- وعنه رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ
قال، قال رَسُول اللَّهِ : (ما من مكلوم يكلم في سبيل اللَّه إلا جاء يوم
القيامة وكلمه يدمى؛ اللون لون دم والريح ريح مسك) مُتَّفّقٌ عَلَيهِ.
-
وعن معاذ رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ عن النبي قال: (من قاتل في سبيل اللَّه من
رجل مسلم فواق ناقة وجبت له الجنة، ومن جرح جرحاً في سبيل اللَّه أو نكب
نكبة، فإنها تجيء يوم القيامة كأغزر ما كانت؛ لونها الزعفران وريحها
كالمسك) رَوَاهُ أبُو دَاوُدَ وَالتِّرمِذِيُّ وقال حديث صحيح.
- وعن
أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال: مر رجل من أصحاب رَسُول اللَّهِ بشعب
فيه عيينة من ماء عذبة فأعجبته، فقال لو اعتزلت الناس فأقمت في هذا الشعب،
ولن أفعل حتى أستأذن رَسُول اللَّهِ ، فذكر ذلك لرَسُول اللَّهِ فقال:
(لا تفعل فإن مقام أحدكم في سبيل اللَّه أفضل من صلاته في بيته سبعين
عاماً، ألا تحبون أن يغفر اللَّه لكم ويدخلكم الجنة ! اُغْزُوا في سبيل
اللَّه، من قاتل في سبيل اللَّه فواق ناقة وجبت له الجنة) رَوَاهُ
التِّرمِذِيُّ وَقَالَ حَدِيثٌ حَسَنٌ.
(الفواق
ما بين الحلبتين.
-
وعنه رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال قيل: يا رَسُول اللَّهِ ما يعدل الجهاد في
سبيل اللَّه قال: (لا تستطيعونه) فأعادوا عليه مرتين أو ثلاثاً كل ذلك
يقول: (لا تستطيعونه) ثم قال: (مثل المجاهد في سبيل اللَّه كمثل الصائم
القائم القانت بآيات اللَّه لا يفتر من صلاة ولا صيام حتى يرجع المجاهد في
سبيل اللَّه) مُتَّفّقٌ عَلَيهِ. وهذا لفظ مسلم.
وفي رواية البخاري: أن
رجلاً قال: يا رَسُول اللَّهِ دلني على عمل يعدل الجهاد. قال: (لا أجده) ثم
قال: (هل تستطيع إذا خرج المجاهد أن تدخل مسجدك فتقوم ولا تفتر، وتصوم ولا
تفطر ) فقال: ومن يستطيع ذلك!
- وعنه رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ أن رَسُول
اللَّهِ قال: (من خير معاش الناس لهم رجل ممسك بعنان فرسه في سبيل اللَّه
يطير على متنه، كلما سمع هيعة أو فزعة طار على متنه يبتغي القتل أو الموت
مظانه، أو رجل في غنيمة، أو شعفة من هذه الشعف، أو بطن واد من هذه الأودية
يقيم الصلاة ويؤتي الزكاة، ويعبد ربه حتى يأتيه اليقين ليس من الناس إلا في
خير) رَوَاهُ مُسلِمٌ.
- وعنه رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ أن رَسُول اللَّهِ
قال: (إن في الجنة مائة درجة أعدها اللَّه للمجاهدين في سبيل اللَّه، ما
بين الدرجتين كما بين السماء والأرض) رَوَاهُ البُخَارِيُّ.
- وعن أبي
سعيد الخدري رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ أن رَسُول اللَّهِ قال: (من رضي بالله
رباً وبالإسلام ديناً وبمحمد رسولاً وجبت له الجنة) فعجب لها أبو سعيد
فقال: أعدها عليّ يا رَسُول اللَّهِ، فأعادها عليه، ثم قال: (وأخرى يرفع
اللَّه بها العبد مائة درجة في الجنة ما بين كل درجتين كما بين السماء
والأرض) قال: وما هي يا رَسُول اللَّه قال: (الجهاد في سبيل اللَّه، الجهاد
في سبيل اللَّه) رَوَاهُ مُسلِمٌ.
- وعن أبي بكر بن أبي موسى الأشعري
قال سمعت أبي رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ وهو بحضرة العدو يقول قال رَسُول
اللَّهِ : (إن أبواب الجنة تحت ظلال السيوف) فقام رجل رث الهيئة فقال: يا
أبا موسى أأنت سمعت رَسُول اللَّهِ يقول هذا قال: نعم، فرجع إلى أصحابه
فقال: أقرأ عليكم السلام، ثم كسر جفن سيفه فألقاه، ثم مشى بسيفه إلى العدو
فضرب به حتى قتل. رَوَاهُ مُسلِمٌ.
- وعن أبي عبس عبد الرحمن بن جبر
رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال، قال رَسُول اللَّهِ : (ما اغبرت قدما عبد في
سبيل اللَّه فتمسه النار) رَوَاهُ البُخَارِيُّ.
- وعن أبي هريرة رَضِيَ
اللَّهُ عَنهُ قال، قال رَسُول اللَّهِ : (لا يلج النار رجل بكى من خشية
حتى يعود اللبن في الضرع، ولا يجتمع على عبد غبار في سبيل اللَّه ودخان
جهنم) رَوَاهُ التِّرمِذِيُّ وَقَالَ حَدِيثٌ حَسَنٌ صحيح.
- وعن ابن
عباس رَضِيَ اللَّهُ عَنهُما قال سمعت رَسُول اللَّهِ يقول: (عينان لا
تمسهما النار: عين بكت من خشية اللَّه، وعين باتت تحرس في سبيل اللَّه)
رَوَاهُ التِّرمِذِيُّ وَقَالَ حَدِيثٌ حَسَنٌ.
- وعن زيد بن خالد
رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ أن رَسُول اللَّهِ قال: (من جهز غازياً في سبيل
اللَّه فقد غزا، ومن خلف غازياً في أهله بخير فقد غزا) مُتَّفّقٌ عَلَيهِ.
-
وعن أبي أمامة رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال، قال رَسُول اللَّهِ : (أفضل
الصدقات ظل فسطاط في سبيل اللَّه، ومنيحة خادم في سبيل اللَّه، أو طروقة
فحل في سبيل اللَّه) رَوَاهُ التِّرمِذِيُّ وَقَالَ حَدِيثٌ حَسَنٌ صحيح.
-
وعن أنس رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ أن فتىً من أسلم قال: يا رَسُول اللَّهِ إني
أريد الغزو وليس معي ما أتجهز. قال: (ائت فلاناً فإنه قد كان تجهز فمرض)
فأتاه فقال: إن رَسُول اللَّهِ يقرئك السلام ويقول: أعطني الذي تجهزت به.
قال: يا فلانة أعطيه الذي كنت تجهزت به ولا تحبسي عنه شيئاً، فوالله لا
تحبسي منه شيئاً فيبارك لك فيه. رَوَاهُ مُسلِمٌ.
1309- وعن أبي سعيد
الخدري رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ أن رَسُول اللَّهِ بعث إلى بني لحيان فقال:
(لينبعث من كل رجلين أحدهما والأجر بينهما) رَوَاهُ مُسلِمٌ.
وفي رواية له: (ليخرج من كل رجلين رجل) ثم قال للقاعد: (أيكم خلف الخارج في أهله وماله بخير كان له مثل نصف أجر الخارج).
-
وعن البراء رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال: أتى النبي رجل مقنع بالحديد فقال:
يا رَسُول اللَّهِ أقاتل أو أسلم فقال: (أسلم ثم قاتل) فأسلم ثم قاتل فقتل،
فقال رَسُول اللَّهِ : (عمل قليلاً وأجر كثيرا) مُتَّفّقٌ عَلَيهِ. وهذا
لفظ البخاري.
- وعن أنس رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ أن النبي قال: (ما أحد
يدخل الجنة يحب أن يرجع إلى الدنيا وله ما على الأرض من شيء إلا الشهيد،
يتمنى أن يرجع إلى الدنيا فيقتل عشر مرات؛ لما يرى من الكرامة) وفي رواية:
(لما يرى من فضل الشهادة) مُتَّفّقٌ عَلَيهِ.
- وعن عبد اللَّه بن عمرو
بن العاص رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ أن رَسُول اللَّهِ قال: (يغفر اللَّه
للشهيد كل شيء إلا الدَين) رَوَاهُ مُسلِمٌ.
وفي رواية له: (القتل في سبيل اللَّه يكفر كل شيء إلا الدَين).
-
وعن أبي قتادة رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ أن رَسُول اللَّهِ قام فيهم فذكر أن
الجهاد في سبيل اللَّه والإيمان بالله أفضل الأعمال، فقام رجل فقال: يا
رَسُول اللَّهِ أرأيت إن قتلت في سبيل اللَّه أتكفر عني خطاياي فقال رَسُول
اللَّهِ : (نعم إن قتلت في سبيل الله وأنت صابر محتسب مقبل غير مدبر) ثم
قال رَسُول اللَّهِ : (كيف قلت ) قال: أرأيت إن قتلت في سبيل اللَّه أتكفر
عني خطاياي فقال رَسُول اللَّهِ : (نعم وأنت صابر محتسب مقبل غير مدبر، إلا
الدَين فإن جبريل عليه السلام قال لي ذلك) رَوَاهُ مُسلِمٌ.
- وعن جابر
رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال، قال رجل: أين أنا يا رَسُول اللَّهِ إن قتلت
قال: (في الجنة) فألقى تمرات كن في يده ثم قاتل حتى قتل. رَوَاهُ مُسلِمٌ.
-
وعن أنس رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال انطلق رَسُول اللَّهِ وأصحابه حتى
سبقوا المشركين إلى بدر وجاء المشركون، فقال رَسُول اللَّهِ : (لا يقدمن
أحد منكم إلى شيء حتى أكون أنا دونه) فدنا المشركون فقال رَسُول اللَّهِ :
(قوموا إلى جنة عرضها السماوات والأرض) قال يقول عمير بن الحمام الأنصاري
رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ: يا رَسُول اللَّهِ جنة عرضها السماوات والأرض قال:
(نعم) قال: بخ بخ! فقال رَسُول اللَّهِ : (ما يحملك على قولك بخ بخ ) قال:
لا والله يا رَسُول اللَّهِ إلا رجاء أن أكون من أهلها. قال: (فإنك من
أهلها) فأخرج تمرات من قرنه فجعل يأكل منهن، ثم قال: لئن أنا حييت حتى آكل
تمراتي هذه إنها لحياة طويلة، فرمى بما كان معه من التمر ثم قاتلهم حتى
قتل. رَوَاهُ مُسلِمٌ.
(القرن) هو: جعبة النشاب.
- وعنه رَضِيَ
اللَّهُ عَنهُ قال: جاء ناس إلى النبي أن ابعث معنا رجالاً يعلمونا القرآن
والسنة، فبعث إليهم سبعين رجلاً من الأنصار يقال لهم القراء، فيهم خالي
حرام، يقرؤون القرآن ويتدارسونه بالليل: يتعلمون، وكانوا بالنهار يجيئون
بالماء فيضعونه في المسجد، ويحتطبون فيبيعونه ويشترون به الطعام لأهل الصفة
وللفقراء، فبعثهم النبي ، فعرضوا لهم فقتلوهم قبل أن يبلغوا المكان؛
فقالوا: اللهم بلغ عنا نبينا أنا قد لقيناك فرضينا عنك ورضيت عنا، وأتى رجل
حراماً خال أنس من خلفه فطعنه برمح حتى أنفذه، فقال حرام: فزت ورب الكعبة.
فقال رَسُول اللَّهِ : (إن إخوانكم قد قتلوا وإنهم قالوا: اللهم بلغ عنا
نبينا أنا قد لقيناك فرضينا عنك ورضيت عنا) مُتَّفّقٌ عَلَيهِ. وهذا لفظ
مسلم.
- وعنه رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال: غاب عمي أنس بن النضر رَضِيَ
اللَّهُ عَنهُ عن قتال بدر فقال: يا رَسُول اللَّهِ غبت عن أول قتال قاتلت
المشركين، لئن اللَّه أشهدني قتال المشركين ليرين اللَّه ما أصنع. فلما كان
يوم أحد انكشف المسلمون، فقال: اللهم إني أعتذر إليك مما صنع هؤلاء (يعني
أصحابه) وأبرأ إليك مما صنع هؤلاء (يعني المشركين) ثم تقدم فاستقبله سعد بن
معاذ فقال: يا سعد بن معاذ الجنة ورب النضر إني أجد ريحها من دون أحد. قال
سعد: فما استطعت يا رَسُول اللَّهِ ما صنع! قال أنس: فوجدنا به بضعاً
وثمانين ضربة بالسيف أو طعنة برمح أو رمية بسهم، ووجدناه قد قتل ومثل به
المشركون، فما عرفه أحد إلا أخته ببنانه. قال أنس: كنا نرى أو نظن أن هذه
الآية نزلت فيه وفي أشباهه {من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا اللَّه عليه،
فمنهم من قضى نحبه} إلى آخرها (الأحزاب
- وعن سمرة رَضِيَ اللَّهُ
عَنهُ قال، قال رَسُول اللَّهِ : (رأيت الليلة رجلين أتياني فصعدا بي
الشجرة فأدخلاني داراً هي أحسن وأفضل لم أر قط أحسن منها، قالا: أما هذه
الدار فدار الشهداء) رَوَاهُ البُخَارِيُّ
- وعن أنس رَضِيَ اللَّهُ
عَنهُ أن أم الربيع بنت البراء، وهي أم حارثة بن سراقة، أتت النبي فقالت:
يا رَسُول اللَّهِ ألا تحدثني عن حارثة- وكان قتل يوم بدر- فإن كان في
الجنة صبرت وإن كان غير ذلك اجتهدت عليه في البكاء. فقال: (يا أم حارثة
إنها جنان في الجنة وإن ابنك أصاب الفردوس الأعلى) رَوَاهُ البُخَارِيُّ.
-
وعن جابر بن عبد اللَّه رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال جيء بأبي إلى النبي قد
مثل به فوضع بين يديه، فذهبت أكشف عن وجهه فنهاني قوم، فقال النبي : (ما
زالت الملائكة تظله بأجنحتها) مُتَّفّقٌ عَلَيهِ.
- وعن سهل بن حُنيف
رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ أن رَسُول اللَّهِ قال: (من سأل اللَّه تعالى
الشهادة بصدق بلغه اللَّه منازل الشهداء وإن مات على فراشه) رَوَاهُ
مُسلِمٌ.
- وعن أنس رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال، قال رَسُول اللَّهِ : (من طلب الشهادة صادقاً أعطيها ولو لم تصبه) رَوَاهُ مُسلِمٌ.
-
وعن أبي هريرة رَضيَ اللَّهُ عَنهُ قال، قال رَسُول اللَّهِ : (ما يجد
الشهيد من مس القتل إلا كما يجد أحدكم من مس القرصة) رَوَاهُ التِّرمِذِيُّ
وَقَالَ حَدِيثٌ حَسَنٌ صحيح.
- وعن عبد اللَّه بن أبي أوفى رَضِيَ
اللَّهُ عَنهُما أن رَسُول اللَّهِ في بعض أيامه التي لقي فيها العدو
انتظر حتى مالت الشمس ثم قام في الناس فقال: (أيها الناس لا تتمنوا لقاء
العدو واسألوا اللَّه العافية، فإذا لقيتموهم فاصبروا، واعلموا أن الجنة
تحت ظلال السيوف) ثم قال: (اللهم منزل الكتاب ومجري السحاب وهازم الأحزاب،
اهزمهم وانصرنا عليهم) مُتَّفّقٌ عَلَيهِ.
- وعن سهل بن سعد رَضِيَ
اللَّهُ عَنهُ قال، قال رَسُول اللَّهِ : (ثنتان [اثنتان] لا تردان أو قلما
تردان: الدعاء عند النداء، وعند البأس، حين يلحم بعضهم بعضا) رَوَاهُ أبُو
دَاوُدَ بإسناد صحيح.
- وعن أنس رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال كان رَسُول
اللَّهِ إذا غزا قال: (اللهم أنت عضدي ونصيري، بك أحول وبك أصول وبك
أقاتل) رَوَاهُ أبُو دَاوُدَ وَالتِّرمِذِيُّ وَقَالَ حَدِيثٌ حَسَنٌ.
-
وعن أبي موسى رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ أن النبي كان إذا خاف قوماً قال:
(اللهم إنا نجعلك في نحورهم، ونعوذ بك من شرورهم) رَوَاهُ أبُو دَاوُدَ
بإسناد صحيح.
- وعن ابن عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنهُما أن رَسُول اللَّهِ قال: (الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة) مُتَّفّقٌ عَلَيهِ.
-
وعن عروة البارقي رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ أن النبي قال: (الخيل معقود في
نواصيها الخير إلى يوم القيامة: الأجر والمغنم) مُتَّفّقٌ عَلَيهِ.
-
وعن أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال، قال النبي : (من احتبس فرساً في
سبيل اللَّه إيماناً بالله وتصديقاً بوعده فإن شبعه وريه وروثه وبوله في
ميزانه يوم القيامة) رَوَاهُ البُخَارِيُّ.
- وعن أبي مسعود رَضِيَ
اللَّهُ عَنهُ قال جاء رجل إلى رَسُول اللَّهِ بناقة مَخْطُومَة، فقال:
هذه في سبيل اللَّه، فقال رَسُول اللَّهِ : (لك بها يوم القيامة سبعمائة
ناقة كلها مَخْطُومَة) رَوَاهُ مُسلِمٌ.
- وعن أبي حماد، ويقال: أبو
سعاد ويقال أبو أسد، ويقال أبو عامر، ويقال أبو عمرو، ويقال أبو الأسود،
ويقال أبو عبس، عقبة بن عامر الجهني رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال سمعت رَسُول
اللَّهِ وهو على المنبر يقول: (وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة، ألا إن
القوة الرمي؛ ألا إن القوة الرمي؛ ألا إن القوة الرمي) رَوَاهُ مُسلِمٌ.
-
وعنه رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال سمعت رَسُول اللَّهِ يقول: (ستفتح عليكم
أرَضُونَ ويكفيكم اللَّه، فلا يعجز أحدكم أن يلهو بأسهمه) رَوَاهُ مُسلِمٌ.
- وعنه رَضِي اللَّهُ عَنهُ أنه قال، قال رَسُول اللَّهِ : (من علم الرمي ثم تركه فليس منا أو فقد عصى) رَوَاهُ مُسلِمٌ.
-
وعنه رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال سمعت رَسُول اللَّهِ يقول: (إن اللَّه
يدخل بالسهم الواحد ثلاثة نفر الجنة: صانعه يحتسب في صنعته الخير، والرامي
به، ومنبله، وارموا واركبوا وأن ترموا أحب إليّ من أن تركبوا، ومن ترك
الرمي بعد ما علمه رغبة عنه فإنها نعمة تركها) (أو قال كفرها) رَوَاهُ أبُو
دَاوُدَ.
- وعن سلمة بن الأكوع رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال: مر النبي
على نفر ينتضلون، فقال: (ارموا بني إسماعيل فإن أباكم كان راميا) رَوَاهُ
البُخَارِيُّ.
- وعن عمرو بن عبسة رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال سمعت رَسُول
اللَّهِ يقول: (من رمى بسهم في سبيل اللَّه فهو له عدل محررة) رَوَاهُ
أبُو دَاوُدَ وَالتِّرمِذِيُّ وَقَالَ حَدِيثٌ حَسَنٌ صحيح.
- وعن أبي
يحيى خريم بن فاتك رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال، قال رَسُول اللَّهِ : (من
أنفق نفقة في سبيل اللَّه كتب له سبعمائة ضعف) رَوَاهُ التِّرمِذِيُّ
وَقَالَ حَدِيثٌ حَسَنٌ.
- وعن أبي سعيد رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال، قال
رَسُول اللَّهِ : (ما من عبد يصوم يوماً في سبيل اللَّه إلا باعد اللَّه
بذلك اليوم وجهه عن النار سبعين خريفا) مُتَّفّقٌ عَلَيهِ.
- وعن أبي
أمامة رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ عن النبي قال: (من صام يوماً في سبيل اللَّه
جعل بينه وبين النار خندقاً كما بين السماء والأرض) رَوَاهُ التِّرمِذِيُّ
وَقَالَ حَدِيثٌ حَسَنٌ صحيح.
- وعن أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ
قال، قال رَسُول اللَّهِ : (من مات ولم يغز ولم يحدث نفسه بغزو مات على
شعبة من نفاق) رَوَاهُ مُسلِمٌ.
- وعن جابر رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال:
كنا مع النبي في غزاة فقال: (إن بالمدينة لرجالاً ما سرتم مسيراً، ولا
قطعتم وادياً إلا كانوا معكم: حبسهم المرض)
وفي رواية: (حبسهم العذر)
وفي رواية: (إلا شركوكم في الأجر) رَوَاهُ البُخَارِيُّ من رواية أنس. ورَوَاهُ مُسلِمٌ من رواية جابر واللفظ له.
-
وعن أبي موسى رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ أن أعرابياً أتى النبي فقال: يا
رَسُول اللَّهِ الرجل يقاتل للمغنم، والرجل يقاتل ليذكر، والرجل يقاتل ليرى
مكانه. وفي رواية: يقاتل شجاعة، ويقاتل حمية. وفي رواية: يقاتل غضباً، فمن
في سبيل اللَّه فقال رَسُول اللَّهِ : (من قاتل لتكون كلمة اللَّه هي
العليا فهو في سبيل اللَّه) مُتَّفّقٌ عَلَيهِ.
- وعن عبد اللَّه بن
عمرو بن العاص رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال، قال رَسُول اللَّهِ : (ما من
غازية أو سرية تغزو فتغنم وتسلم إلا كانوا قد تعجلوا ثلثي أجورهم، وما من
غازية أو سرية تخفق وتصاب إلا تم أجورهم) رَوَاهُ مُسلِمٌ.
- وعن أبي
أمامة رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ أن رجلاً قال: يا رَسُول اللَّهِ ائذن لي في
السياحة، فقال النبي : (إن سياحة أمتي الجهاد في سبيل اللَّه عز وجل)
رَوَاهُ أبُو دَاوُدَ بإسناد جيد.
- وعن عبد اللَّه بن عمرو بن العاص رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ عن النبي قال: (قفلة كغزوة) رَوَاهُ أبُو دَاوُدَ بإسناد جيد.
(القفلة
الرجوع. والمراد: الرجوع من الغزو بعد فراغه، ومعناه أنه يثاب في رجوعه بعد فراغه من الغزو.
-
وعن السائب بن يزيد رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال: لما قدم النبي من غزوة
تبوك تلقاه الناس، فلقيته مع الصبيان على ثنية الوداع. رَوَاهُ أبُو
دَاوُدَ بإسناد صحيح بهذا اللفظ.
ورَوَاهُ البُخَارِيُّ قال: ذهبنا نتلقى رَسُول اللَّهِ مع الصبيان إلى ثنية الوداع.
-
وعن أبي أمامة رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ عن النبي قال: (من لم يغز أو يجهز
غازياً أو يخلف غازياً في أهله بخير أصابه اللَّه بقارعة قبل يوم القيامة)
رَوَاهُ أبُو دَاوُدَ بإسناد صحيح.
- وعن أنس رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ أن النبي قال: (جاهدوا المشركين بأموالكم وأنفسكم وألسنتكم) رَوَاهُ أبُو دَاوُدَ بإسناد صحيح.
-
وعن أبي عمرو، ويقال أبو حكيم، النعمان بن مقرن رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال:
شهدت رَسُول اللَّهِ إذا لم يقاتل من أول النهار أخر القتال حتى تزول
الشمس وتهب الرياح وينزل النصر. رَوَاهُ أبُو دَاوُدَ وَالتِّرمِذِيُّ
وَقَالَ حَدِيثٌ حَسَنٌ صحيح.
- وعن أبي هريرة رَضيَ اللَّهُ عَنهُ قال:
قال رَسُول اللَّهِ : (لا تتمنوا لقاء العدو واسألوا اللَّه العافية، فإذا
لقيتموهم فاصبروا) مُتَّفّقٌ عَلَيهِ.
- وعنه وعن جابر رَضِيَ اللَّهُ عَنهُما أن النبي قال: (الحرب خدعة) مُتَّفّقٌ عَلَيهِ.