توفي بطل العالم السابق في الوزن الثقيل بالملاكمة الأميركي جو فريزر، أمس الاثنين عن 67 عاما بعدما خسر نزاله الأخير مع مرض سرطان الكبد. وأوضحت أسرة فريزر في بيان لها أن الملاكم الراحل الذي كان أول ملاكم هزم مواطنه الأسطورة محمد علي كلاي توفي في فيلادلفيا بعد أسابيع قليلة من اكتشاف إصابته بسرطان الكبد.
وبدأت التقارير الأولية حول مدى خطورة حالته تظهر بداية هذا الأسبوع، وأعلنت صحيفة "نيويورك بوست" السبت الماضي أن الملاكم العالمي السابق يعاني من سرطان في الكبد في مرحلة متقدمة.
وكان محمد علي أول من بادر بتقديم تعازيه في وفاة فريزر اليوم حيث قال "لقد خسر العالم بطلا عظيما". وأعلن محمد علي كلاي أول أمس الأحد أنه "يصلي" لخصمه السابق، وقال في بيان له: "سأتذكر دائما جو باحترام وإعجاب". [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
سابقة وكان فريزر أول ملاكم ينجح في الفوز على محمد علي وأول ملاكم يسقطه أرضا حيث فاز باللقب العالمي للوزن الثقيل بإجماع القضاة بعد مباراة من 15 جولة عام 1971 في ماديسون سكوير غاردن في نيويورك.
ووصفت تلك المباراة بأنها "نزال القرن"، وجاءت بعد أربع سنوات من إيقاف كلاي من قبل السلطات الأميركية التي جردته من لقب بطل العالم في الوزن الثقيل عام 1967 بعد رفضه التوجه إلى فيتنام للمشاركة في الحرب التي كانت تخوضها الولايات المتحدة هناك.
وما لبث محمد علي كلاي أن استعاد لقبه لاحقا ليمهد الساحة لملاحمه الثلاث أمام فريزر اللاتي تعتبر من أشهر المواجهات في تاريخ الملاكمة.
وخسر فريزر مرتين أمام محمد علي الأولى عام 1974 على حلبة "ماديسون سكوير غاردن" في مباراة من 12 جولة، والثانية عام 1975 في الفلبين في مباراة من 14 جولة، وبحسب التقديرات فإن النزال الأول بين محمد علي ومن وصفه بازدراء بـ"الغوريلا" أو "العم توم" شاهده نحو 300 مليون شخص في جميع أنحاء العالم.
أما في المباراة الثانية فإن أيدي فوتش مدرب فريزر هو من قام برمي المنديل إيذانا بإيقاف المباراة بعدما أصبح جو لا يكاد يقدر على الوقوف. وعلق بعدها محمد علي قائلا: "إنه أقرب شيء إلى الموت رأيته في حياتي". [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
مسيرة وبدأ فريزرر -الملاكم الأميركي الوحيد المتوج بالذهب الأولمبي عام 1964 في طوكيو- مسيرته بفوزه 29 مرة متتالية.
وتوج للمرة الأولى باللقب العالمي للوزن الثقيل عام 1970 بفوزه بعد خمس جولات على جيمي إيليس الذي أعلن بطلا للعالم خلفا لمحمد علي بسبب عقوبة الإيقاف التي كانت مفروضة على الأخير.
وحافظ فريزر على اللقب العالمي حتى يناير/كانون الثاني عام 1973 بعد خسارة أمام مواطنه جورج فورمان بعد جولتين في كينغستون بجامايكا. وفي عام 1976 واجه فريزر فورمان مجددا على اللقب العالمي لكنه خسر بعدما سقط مرتين على الحبلة قبل أن يتم إيقاف المباراة في الجولة الخامسة.
وختم فريزر المعروف أيضا بلقب "سموكين جو" مسيرته بمباراة عام 1981 عن سن 37 عاما أمام فلويد كامينغز وانتهت بالتعادل بعد عشر جولات. وكان التعادل الوحيد لفريزر في مسيرته الاحترافية التي حقق فيها 32 فوزا بينها 27 بالضربة القاضية مقابل أربع هزائم (مرتان أمام محمد علي ومرتان أمام فورمان).
واختير فريزر "ملاكم العام" ثلاثة مرات من قبل مجلة "رينغ" وذلك أعوام 1967 و1970 و1971. وكان فريزر قد انتقد مؤخرا عالم الملاكمة وتعدد الألقاب، وتساءل قائلا: "مع جميع هذه الأحزمة -الجمعية العالمية، والاتحاد الدولي، والمجلس العالمي- هل تعرفون فقط من هو بطل ماذا؟".
وبعد اعتزاله الملاكمة، تحول فريزر إلى عالم التدريب، فأشرف على ابنه مارفيس فريزر الذي لفت الأنظار في عالم الهواة، لكن مسيرته الاحترافية باءت بالفشل عقب خسارته بالضربة القاضية في الجولة الأولى أمام البطلين العالميين لاري هولمز ومايك تايسون. كما درب فريزر ابنته الملاكمة جاكي فريزر التي منيت بخسارتها الوحيدة في 15 مباراة في مسيرتها الاحترافية أمام ليلى بنت محمد علي. وتحول جو إلى عالم الغناء وشكل مجموعة أطلق عليها اسم "الضربات القاضية".
|