"الوان من الشجاعة"
الشجاعة قد لاتكمن فى العمل البطولى البراق..! قدر ماتكمن فى
المثابرة فى داب او قبول التغير.
وهى الصفة التى يعجب بها الناس اكثر من غيرها..! ويقيس
الشباب بها رجولتهم .! ويفتخر بها الرجال
وللشجاعة سبل كثيرة..فالذى يلقى بنفسه من ارتفاع ناطحة
سحاب..والذى ياقى نفسه من قمة جبل وسط بقعة من الماء لاتكاد
ترى من هذا الارتفاع والوان اخرى كثيرة.
لكن هناك شجاعة اكثر حقيقة وشهامة..! وان كانت غير منظورة
فى الواقع..! وهى تبدو فى ثبات الاشخاص العاديين فى اعمالهم
الرتيبة..! وفى الاباء الذين يربون ابنائهم ذوى العاهات راضين
بالامر الواقع..! وفى هؤلاء الذين يعيشون فى الم دائم دون ان
يحقدوا على الاصحاء..! وفى الكبار الذين يتحلون بشجاعة عن
الاحقاد والشكوك ويعلمون انفسهم راحة النفس والثقة..! وهذا
النوع من الشجعان قل ان يعرفوا هذه الشجاعة فى انفسهم.
وهناك بطولات اخرى من الشجاعة..! احيانا يلقى احدهم بنفسه
الى الماء لينقذ غريقا ثم يكتشف انه لايعرف العوم..! والذى يقتحم
النيران لينقذ طفل صغير او كهل بدون اى وسيلة واقية.
والام التى تنقل طفلها المهشم الى المستشفى..! كيف تحكمت فى
رباطة جاشها..! وما ان تصل هناك حتى تصاب بالاغماء وتحدث
لها صدمة عصبية.
وقد قيل انه ليس هناك رجال عظماء..! بل هى فقط تحديات عظيمة ترغم الظروف الرجال العاديين على مواجهتها.
ولبعض التحديات الكبرى اصوات كدقات الطبل لاتخطئها الاذان..!
ومع هذا تظهر انتصارات مدوية غير واضحة فى حياتنا اليومية..!
تجدها فى البيوت الفقيرة التعسة والتى تظل نظيفة مزروعة
بالذهور..! وفى الحيوية عند كثير من الكهول..! وفى الشعراء
الرقيقين الذين يدقون قضبان السكك الحديدية لكسب قوتهم اليومى
وارسال اولادهم الى الجامعة..! وفى المسؤلين الكبار الذين
تتعرض وظائفهم ومناصبهم للخطر ويتعرضون للوم بسبب
مواقفهم الشجاعة
ان الشجاعة فى اسمى صورها الشجاعة الادبية..! هى التى تجعل
الانسان شيئا لايمكن تدميره..! وهناك قوة دافعة لها..! فكل عمل
من اعمال الشجاعة يزيد من ثقة الانسان فى نفسه..! انه بكل عمل
جرىء يقوم به..! انما يوسع قدرته ان يكون شجاعا
وتصبح العملية فى النهاية شيئا
"لايمكن التخلى عنه"