تغاضى
المدير الفني لمنتخب تركيا لكرة القدم جوس هيدينك عن توجيه الدعوة للاعب
وسط ريال مدريد نوري شاهين للإنضمام إلى تشكيلة المنتخب التي ستواجه
كرواتيا في ملحق التصفيات المؤهلة إلى كأس أمم أوروبا يومي الحادي عشر و
الخامس عشر من شهر نوفمبر الحالي.
السبب في ذلك
يعود إلى الضغوطات التي مارسها مسؤولو ريال مدريد على الاتحاد التركي لكرة
القدم، حيث تم إرغام المدير الفني جوس هيدينك على استبعاد نوري شاهين من
التشكيلة التي قام بالإعلان عنها يوم الجمعة الماضي، بينما كان اللاعب
جاهزاً للعب، بل و شاهدناه في مباراة الليجا الإسبانية بين ريال مدريد و
أوساسونا في اليوم الموالي، عندما دخل كبديل في الشوط الثاني و قدّم أداءً
جيداً، أثبت من خلاله أنه في أتم الجاهزية للعب و المشاركة مع منتخب بلاده
في لقائه الحاسم الليلة ضد كرواتيا.
إن
الطبيعي في الأمر، أن يتفادى ريال مدريد تكرار نفس سيناريو حميد
ألتينتوب، الذي غاب طويلاً عن الفريق منذ قدومه من بايرن ميونيخ بسبب
إصابة قوية في الظهر، و أول مباراة لعبها بعد ذلك كانت مع تركيا بعد
أيام قليلة فقط من حصوله على التصريح الطبي. و عقب تلك المباراة، عاد
ألتينتوب ليغيب مجدداً عن صفوف النادي الملكي بسبب إصابة جديدة تعرض لها
في الديربي الكبير ضد منتخب ألمانيا.
في
الحقيقة، ما زاد من حدة مخاوف جوزيه مورينيو بفقدان نوري شاهين و إجهاض
الحلم الذي راوده بمشاهدة النجم السابق لبروسيا دورتموند بجوار تشابي
ألونسو في خط الوسط، هو قوة المباراة الفاصلة بين تركيا و كرواتيا، إذ
أن هذا النوع من المباريات يحتاج
إلى مجهود بدني كبير و من المحتمل تعرضه لمضاعفات أو انتكاسة جديدة بغض
النظر عن تعافيه الكامل من الإصابة. و بالذات، هذا هو الدافع الرئيسي
الذي استدعى ريال مدريد إلى عدم السماح لنوري شاهين بالإلتحاق بمنتخب بلاده.
أما
عن الدوافع الأخرى، فمن الواقعي جداً أن ترفض بعض الأندية الأوروبية
الكبيرة السماح لنجومها البارزين بالإلتحاق بمنتخباتهم الوطنية بسبب "فيروس
الفيفا". فإذا لم يتعرضوا للإصابات، يعودون متعبين جداً من رحلاتهم
الشّاقة (خاصةً لاعبي أمريكا الجنوبية)، و أحياناً يمرضون و يشعرون بحاجة
كبيرة إلى الراحة و الاسترخاء.. لكن ليس من المعقول أبداً منع لاعب دولي من
أداء واجبه الوطني بتمثيل منتخب بلاده في مباراة هامة و حاسمة، لكن الحجة
الأقوى هذه المرة -في قضية نوري شاهين- "تحت قبعة" جوزيه مورينيو.
إن
الشك لا يتجلى في قرارات المدرب البرتغالي و لا في تعامل ريال مدريد مع
مسؤولي الاتحاد التركي لكرة القدم، لأنه من الأساس العلاقات التي تربط
بينهما ليست وطيدة، و من العادي جداً أن تسوء بعد إصابة حميد ألتينتوب بعد
أول ظهور له إثر شفائه من عملية جراحية في الظهر، لكن من السيء جداً أن
يفرض النادي الملكي سياسته على منتخبات أخرى بإرغام مارسيلو، كاكا و دي
ماريا على عدم اللحاق بمنتخباتهم الوطنية.. فمن حق البرازيل و الأرجنتين
على أقل تقدير إخضاع اللاعبين للمزيد من الفحوصات الطبية و التأكد من خطورة
إصاباتهم و مدى جدية ذلك! لاسيما و أن منتخب التانجو مُقبل على لقاءين
هامين للغاية في التصفيات المؤهلة إلى كأس العالم المقبلة عن قارة أمريكا
الجنوبية ضد بولويفيا و كولومبيا و دي ماريا لاعب مهم في تشكيلة أليخاندرو
سابيلا كما هو ميسي و هيجواين.