هناك بعض
المبدعين يصادفهم سوء الحظ وقلة التوفيق عندما يكونون داخل بلدانهم أو في
محيطهم المحلي وعندما يهاجرون أو يكون عليهم عبء قوي أو واجبات أخرى رغم
صعوبتها في مكاٍ آخر يقدمون أحلى وأعظم ما لديهم.
وفي كرة القدم لا
يختلف الأمر كثيراً، يتغير الحال في مكانٍ وآخر، بين قميص النادي الذين
يرسمون معه أحلى اللوحات الكروية وبين قميص المنتخب الذي يحتشد ويتحد
الجميع حوله.. وهذا لا ينقص منهم لكنه يضع الكثير من علامات الاستفهام،
وكأنه لا كرامة لنبي في وطنه.
ولا يخفى على أحد أن نجوم عديدة في
التاريخ قد مروا بهذه الأزمة ومازال الأمر يتكرر مع نجوم العصر والزمن الذي
نعيش فيه..ولكن للإنصاف فهذه حالة تاريخية عُرفت وعاشها الكثير من
الأساطير والنجوم..
1- جيانفرانكو زولا
"الماجيك بوكس" هذا الاسم الذي طالما
تغنى جمهور الستامفورد بريدج باسمه وعرفه جمهور ملعب السان باولو كخليفة
لدييجو أرمواندو مارادونا، فاز مع بارما بألقاب عدة وأكمل مسيرة التألق في
الدوري الإنجليزي فعشقه جمهور البلوز لمدة 7 سنوات لكنه على المستوى الدولي
لم يكن بذات الحال.
فقد غاب عن كأس العالم 1994 الذي سطع فيه اسم
بادجيو وكان وقتها زولا يلعب للجيالوبلو "بارما" ويفعل العجب العجاب لكنه
مع فريق آريجو ساكي لم يشارك إلا في مباراة نيجيريا بمونديال أمريكا 94 وقد
طرد في هذه المباراة بعد نزوله للملعب بدقائق، وأول هدف دولي له كان في 25
مارس 96 أمام إستونيا.
وأخيراً في اليورو 1996 لعب عدة مباريات
وخرج المنتخب الإيطالي يجر أذيال الخيبة بعد إضاعته لركلة جزاء أمام
ألمانيا، زولا الذي كان يسحر الجميع قرر اعتزال اللعب الدولي مبكراً في 98
بعد عدم استدعاءه لمونديال 1998 في فرنسا!.
2- ألفريدو دي ستيفانو
أسطورة الريال الخالدة والذي لعب لـ3
منتخبات هى الأرجنتين وإسبانيا وإنجلترا ورغم كونه في هذا الوقت واحد من
أفضل المهاجمين في العالم لكنه لم يبرز أبداً على المستوى الدولي وكانت
مشاركاته قليلة في كأس العالم إما بسبب عدم الاعتماد عليه من قبل منتخب
بلده أو بسبب الإصابة.
3-إيريك كانتونا
كان النجم الألمع في الدوري الإنجليزي
بفترة التسعينات بل لنقل كان الأيقونة التي عرف بها مشجعين الكرة
البريميير ليج وأحب كثيرين مانشستر يونايتد لأجله لكنه على صعيد المنتخب
الفرنسي لم ينجح في اللعب بأي كأس عالم إما بسبب القرارات الفنية التي قررت
إبعاده أو للإصابة، كان مساهماته مع الديوك بشكل عام قليلة ومخيبة.
4- خوان رومان ريكيلمي
رغم أنه بدأ ساطعاً مع المنتخب
الأرجنتيني الشاب وفاز ببطولة أميركا الجنوبية وكأس العالم للشباب لكن
خوسيه بيكرمان مدرب التانجو لم يستدعيه في بطولتي العالم 1998 و2002، وفي
كأس العالم 2006 خرج مع التانجو على يد أصحاب الأرض " المانشافت" بركلات
الترجيح ليعلن بعدها نجم الغواصات الصفراء وبوكا جونيورز اعتزاله الدولي
لكرة القدم فس مسيرة مخيبة لواحد من أمهر صناع اللعب الأرجنتيين في العقد
الأخير.
5-فيرناندو ريدوندو
كان نجم الريال مدريد الذي حقق
بطولتين لدوري الأبطال ضحية الخلافات مع المدربين حيث أنه شارك بقميص
الأرجنتين 29 مباراة فقط، في كأس العالم 1990 اختلف مع المدرب بيلاردو بسبب
الطريقة الدفاعية والدور الذي كلفه به لتكون بدايته فقط في مباراة ودية
أمام أستراليا في 1992.
أما مشاركته في عام 1994 يأتي بسبب استبعاد
مارادونا المفاجيء وخرج ريدوندو ورفاقه أمام رومانيا بالخسارة 2-3 وأخيراً
بعد أن استبعده باساريلا من قائمة المنتخب في مونديال فرنسا بسبب شعره
الطويل!!، وكان نجم المرينجي وقتها في أفضل أوقاته.
6- نيكولاس أنيلكا
رغم نجاحه تقريباً في كل الأندية التي
لعب لها لكن النجم الفرنسي لا يملك أي نصيب من كعكعة الانتصارات والأمجاد
التي صنعتها الديوك فلم يختار للعب المونديال الذي ظفر فيه الفرنسيين بأول
وآخر كأس عالم لهم، واكتفى بمشاركات متفرقة في التصفيات، ثم في كأس العالم
2002 وجد نفسه خارج الحسابات واستمر التجاهل حتى عام 2007، وأخيراً اختاره
دومينيك لقيادة الديوك في نهائيات كأس العالم في 2010 بجنوب أفريقيا.
وياليته
لم يذهب للعب تلك البطولة الكابوسية على كامل المنتخب الفرنسي، وبالطبع
كان خلافه الشهير مع ريمون دومينيك والكلمات البذيئة التي تصدرت وسائل
الإعلام قبل أن يعتزل اللعب الدولي ويخرج تاركاً وراءه تاريخ مظلم دولياً.
7- إيمانويل أديبايور
بغض النظر فقط عن أن نجم الأرسنال
السابق قاد منتخب بلاده للتأهل لكأس العالم 2006 فقد كان سجله بعد ذلك
مليئاً بالعار، ففي كأس أمم أفريقيا 2006 بمصر وبعد استبداله في أول مباراة
ترك المنتخب غاضباً من المنتخب وتاركاً فريقه يتعرض لـ3 خسارات، إضافة
للسجل المخيب في نهائيات كأس العالم حيث خسروا كوريا الجنوبية وسويسرا
وفرنسا ولم يسجل إيمانويل أي هدف.
وفي بطولة أفريقيا 2010 وبعد
الاعتداء الذي حدث على حافلة توجو قرر أديبايور التنحي والاعتزال نهائياً
من اللعب لمنتخب توجو قبل أن يعدل عن قراره مؤخراً، وربما بهذه الخطوة قد
يصالح الجماهير المحلية في لوميه عاصمة توجو.
8- أحمد حسام "ميدو"
رغم تاريخه المضيء والنجاحات في عدة
أندية بأوروبا وعلى رأسها أياكس ومارسيليا لكن لا يتذكر الجمهور المصري
لميدو أي بصمة أو علامة مؤثرة في تاريخ الفراعنة.
سقطات ميدو بدأت
برفضه التعامل مع الإيطالي تارديلي وفشل المنتخب الفرنسي في التأهل
لنهائيات كأس العالم، كما لا ينسى أحد لقطته الشهيرة التي تشاجر فيها مع
حسن شحاته في نصف نهائي كأس أفريقيا 2006 ليغيب بعدها عن منتخب المدرب حسن
شحاته وخاصة أن مستواه قد تراجع حتى على مستوى الأندية في هذه الفترة.
9- واين روني
الجولدين بوي وصانع آمال جمهور الأولد
ترافورد في مانشستر والذي كانت بدايته مبشرة مع منتخب الأسود الثلاثة في
نهائيات كأس الأمم الأوروبية 2004 بتسجيله لهدفين في مرمى سويسرا ليصبح
أصغر لاعب يسجل هدف في تاريخ المسابقة بعدها عانى من الإصابة قبل خروج
الإنجليز أمام البرتغال.
بعدها غاب تأثير روني بالإيجاب بل أنه قام
بارتكاب فعل سيء بضرب ريكاردو كارفاليو مدافع البرتغالي في ربع نهائي كأس
العالم 2006 ليطرد ويترك فريقه يخرج بركلات الترجيح، ثم فشله في قيادة
المنتخب الإنجليزي لنهائيات الويرو 2008.
وفي كأس العالم 2010 بعد
التعادل مع الجزائر قام روني بتوجيه كلمات مسيئة أمام الكاميرات ليودع
جماهير المنتخب الوطني في خيبة أمل من نجمهم الذي علقت عليه آمال كبيرة كما
تناقلت بعض التقارير أحاديث عن عدم التزامه داخل المعسكر.
10- ليونيل ميسيالبرغوث العجيب الذي سحر العالم أجمع
بموهبته النقية خلال السنوات الأخيرة يعاني من كابوس أسود كلما لعب مع
منتخب التانجو، فشتان بين مملكته في كاتالونيا وبين ما يلاقيه من انتقادات
لعدم تقديمه أي شيء لمنتخب بلاده سواء في كأس العالم 2006 أو في المونديال
الأخير الذي شاهد فيه الماكينات الألمانية تلتهم فريق بلاده بالأربعة.
وأخيراً
عادت الرؤية تتجدد لليو في الكوبا أميركا الأخيرة الذي قدم فيها مستوى
مخيب ثم بعد لقاء بوليفيا الأخير في تصفيات كأس العالم الذي فشل فيه في
ترجمة أي فرصة لأهداف، لتظل العقدة الدولية لأهم لاعبي العالم متأصلة.