تفوقت
البرتغال على ضيفتها "البوسنة والهرسك" في إياب الملحق المؤدي لنهائيات
كأس الأمم الأوروبية 2012 بستة أهداف لهدفين في ساعة مُتأخرة من مساء يوم
أمس الثلاثاء، وأكد رونالدو ورفاقه علو كعبهم على الكرة البوسنية التي
رفعت راية التحدي منذ الجولة الأولى في مرحلة تصفية المجموعات مع المنتخب
الفرنسي.
لمباراة بدأت
ساخنة منذ الدقيقة السادسة حين وضع كريستيانو رونالدو الهدف الأول من ركلة
حرة مباشرة تُدرس في الكتب، ووقعت بعض الأحداث المثيرة فيما بعد بسبب
الإدارة التحكيمية الضعيفة من الألماني شتارك ومساعديه، وظهر التكتيك
البرتغالي قوياً في منطقة الوسط وغيرها من أمور سنفصلها باختصار معكم في
إيجابيات وسلبيات تحليلية.
الإيجابيات |
أولاً: استغلال الركلات الثابته بصورة واضحة والاعتماد
على أخطاء الخصم أمام منطقة الجزاء للحصول على كرات من مناطق حساسة،
فدائماً ما تكون تلك الميزة (الركلة الثابتة) لها أثر بالغ الأهمية على أي
فريق يسعى لتحقيق التأهل في منافسة قوية كملحق تصفيات اليورو أو تصفيات
كأس العالم، والمدرب (الشاطر) هو مَن يستغل الخامات التي بحوذته لربح
الكثير من خلف الركلات الثابته.
وكريستيانو رونالدو لكم يخذل
السيد "باولو بينيتو" وسجل الهدف الافتتاحي في الدقيقة 6 وهو الهدف الذي
فتح كل شيء، وأدى لتراجع نفسية الحارس "بيجوفيتش" فعلى الرغم من تصديه
فيما بعد لهدف أخر من ركلة حرة لرونالدو في الدقيقة 22 إلا أنه ظهر مهزوز
في هذا اللقاء ولم يكن هو الحارس المغور الذي يَحرس مرمى ستوك سيتي في
البريميرليج.
ثانياً: القدرات الخارقة
للاعبي خط وسط المنتخب البرتغالي في تدوير الكرة والاستحواذ عليها وحرمان
الخصم منها، ما شل حركة خط الهجوم بقيادة إيدين دجيكو الذي كان أحد أسوأ
لاعبي المباراة من الجانب البوسني، فقد كان يعود رونالدو وناني للخلف
لمساعدة زملائهم على بدء الهجمات المنظمة، مع المتحرك دائماً "كونتراو"
وفيلوسو.، خط الوسط البرتغالي ظهر وكأنه خلية نحل.
ثالثاً: جواو موتينيو وراؤول ميريليش كانا ثنائي ناجح في عملية ضغط وسط البوسنة
واجباره على العودة الدائمة للخلف، كما تميزا في التمرير الأرضي وصناعة
الأهداف لزملائهم، ونجح جواو موتينيو في صناعة الهدف الرابع لبوستيجا
بتمريرة رائعة في العمق ذكرتنا بالنجم أندرسون ديكو.
رابعاً: بطولة كأس الأمم الأووربية ربحت منتخباً قوياً، البرتغال لا يجب أن تخرج
مع هذه الكوكبة الكبيرة من النجوم، فلو كانوا خرجوا مؤكد لحزن الجميع على
عدم تواجد هؤلاء اللاعبين الرائعون.
خامساً: محافظة المدرب باولو بينيتو على حيوية رأس الحربة الوحيد في البرتغال الذي
يُجيد ضرب الكرة بالرأس وخلخلة العمق الدفاعي لأي فريق (هيلدر بوستيجا)،
الناس تصوروا ان قصة بوستيجا مع أحفاد فاسكو دي جاما ستنتهي بعد مسيرة كريس
العامرة بالأهداف مع ريال مدريد ليكون هو المهاجم الأول عوضاً عن بوستيجا
لكن بينيتو حفظ للبرتغال شكلها الهجومي.
السلبيات |
أولاً: ضعف منطقة العمق الدفاعي بشدة في منتخب البوسنة
والهرسك، واستسلامها أمام اختراقات كريستيانو رونالدو وناني وبوستيجا،
واقترافهم أخطاءاً تدل على ضعف خبراتهم الميدانية، ويبدو أن البوسنة تحتاج
لتطوير مستوى دفاعها باكتشاف لاعبين في الدوري الإنجليزي والإيطالي وإلا
لن ينصلح حال الفريق القوي جداً في مناطقه الهجومية ومتوسط المستوى في
المناطق الخلفية.
ثانياً: حكم المباراة "شتارك"
ومساعداه كادوا يتسببوا في افساد المباراة لكثرة أخطائهم، حيث احتسبوا
ركلة جزاء وهمية ضد كونتيراو في الشوط الأول أعادت البوسنة في اللعبة 1/2،
وكانت ستكون مشكلة كبيرة إذا كانت رأسية دجيكو التي ضربها في العارضة
غيرت اتجاهها إلى داخل المرمى، كما أن الحكم لم يراع ظروف المنتخب البوسني
الصعبة وقت تأخره في النتيجة بثلاثة أهداف وأشهر البطاقة الصفراء الثانية
للاعب وسط لاتسيو "لوليتش" فقط لأنه اعترض على قرار احتساب هدف رونالدو
الثالث الذي إعتقد البعض أن فيه شبهة تسلل وهذا غير صحيح بالطبع كما أظهرت
الإعادة.
ثالثاً: تجاهل
المدرب بينيتو للمهاجم الرائع "هوجو ألميدا" فيتوجب عليه إلقاء نظرة
عميقة حيث يُقدم عطاءات كبيرة مع بيشكتاش التركي هذا الموسم وقد رأيناه
كيف سجل في مرمى فنربخشة من رأسية ممتازة بعد عرضية كواريشما.، بصراحة
يستحق هذا اللاعب مكان في المنتخب جوار بوسيتيجا الذي لم أراه سوى بعد طرد
اللاعب لوليتش من البوسنة!.
رابعاً: فرض سؤال
مُلح نفسه أثتاء سير المقابلة، أين هو هداف الدوري الإنجليزي في هذه
المباراة؟ أين هو إيدين دجيكو؟ أيقوم بخدمة مان سيتي فقط؟ وينسى بلاده ؟
دجيكو كان صفر على الشمال في هذه المباراة ولم يكن بنفس الخطورة بل كان
مثل القط المستأنس دون أظافر!.