أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم، إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التكرم بزيارة صفحة التعليمـــات، بالضغط هنا.كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط هنا إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، أما إذا رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة القسم الذي ترغب أدناه.
الحمد لله الذي شرح صدور أهل الإسلام بالهدى ، ونكت في قلوب أهل الطغيان فلا تعي أبدا . وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له إله أحدا ، فردا صمدا ، وأشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله ، ما أكرمه عبدا وسيدا ، وأعظمه أصلا ومحتدا ، وأطهره مضجعا ومولدا ، وأبهره صدرا وموردا . صلى الله عليه ، وعلى آله وصحبه غيوث الندى ، وليوث العدا ، صلاة وسلاما دائميْن إلى أن يبعث الناس غدا أما بعد :
فهذه عشرون فائدة من حديث إسلام سلمان ، لم أستقصها جميعاً ، بل ذكرت ما فتح الله به علي من اقتناص فوائدها ، سقتها على سبيل الاختصار والإلماح ، ولم أذهب إلى التوسع والإفساح ، فرحم الله من عرف قدر نفسه ، فما لا يُدرك كله لا يُترك جله ، سميتها : الفوائد الحسان من حديث إسلام سلمان ،
أسوق لفظ الحديث ثم أذكر الفوائد وأختم بذكر أهم الجوانب من شخصية سلمان التي أهلته ليصل إلى ما وصل إليه .
رواه أحمد في المسند (5/441) وقال المحققون : إسناده حسن .
1 الفائدة الأولى : قد ينصر الله دينه بالأعجمي والأمثلة أكثر من أن تُحصر ، سلمان الفارسي وصهيب الرومي وبلال الحبشي ، والبخاري والنيسابوري والنسائي والطبري والألباني رحم الله الجميع .
2 : قد يُدرك صاحب الفطرة السليمة بعضاً من المحاسن التشريعية ولو بدون رسالة إلاَّ أن الوصول إلى غايات المحاسن لا يُدرك إلا بطلوع شمس الرسالة ، ولا ننفي أن الله سمى المشركين باسمهم ونسبهم إلى الشرك قبل طلوع شمس الرسالة ، كما قال شيخ الإسلام : إسم الشرك يثبت قبل الرسالة فهو يشرك بربه ويعدل به ، وهذه المقولة مُتعلَّقُها بمشركي ما قبل الرسالة ، ذلك أن الكثير يأتون بها على غير موضعها ، ويستدلون بها على تكفير المسلم الذي وقع في الكفر جهلاً ، والواجب عليهم أن يأتوا بكلام شيخ الإسلام كاملاً حيثُ قال في أول كلامه رحمه الله : إن الله فرق في الأحكام بين ما قبل الرسالة وما بعدها في الأسماء والأحكام .
4 : شرك اتباع الآباء على ما هم فيه من باطل من أشد أنواع الشرك الذي كثُر التحذير منه في القرآن .
5 : لا تكاد تجد رجلاً مهدياً إلا وحصل له نوع من أنواع الهجرة وقد حصلت بأكثرها لسلمان رضي الله عنه ، فقد هجر دين أبيه وهذا هجرٌ من الحق إلى الباطل ، وقد هجر الوطن والمال والجاه طلباً للحق والهدى ، وهذا كله من لوازم استجابة الدعاء وتيسير سبل الهدى التي سلك أسبابها .
6 : عدم نزاهة الداعية سببٌ لنفور الناس عنه .
7 : من أولويات مسير الداعية تحرير كسبه لئلا يقع في طمعٍ بما في أيدي مريديه فيذهب ماء وجهه ويسقط من أعين المدعويين فلا يتجاوز كلامه أرنبة أنفه ، بخلاف من كان حُر الكسب يأكل من كسب يده ، ويدعو إلى ربه لا يسأل الناس أجراً ، فهذا أبلغ في المدعويين وأوقع للدعوة في نفوسهم ، ويحملهم بفعله قبل قوله على الإخلاص والعمل لوجه الله ، وقد صح عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها في وصفٍ لها لصحابة رسول الله : كانوا عُمال أنفسهم ، وقال عمر : شغلني الصخب بالأسواق ، وقال عبد الرحمن بن عوف : دلوني على السوق ، كل ذلك رواه البخاري في كتاب البيوع .
8 : صورة عن إمهال الله ، فمن جعل اللهَ أهون الناظرين إليه فإن الله سيفضحه لا محال ، إما في الدنيا أو في الآخرة أو في كليهما .
9 : صورة عن بتر الذكر ، فمن أصلح ظاهره وكان خبيث السر ، فمن سنة الله فيه أنه لا ينشر له بعد موته حسن سيرة وخلق .
10 : ظهور أمارات الإحسان على المحسنين الذين يُخفون العبادات إذا دعت الحاجة لذلك ، ومع إخفائهم لها إلا أن الله يُظهرها بما يظهر على أصحابها من أمارات النور والحكمة ، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : وشرف المؤمن قيامه بالليل ، ومن معانيه شرفة المؤمن أي رفعته على غيره بطاعته لربه وحفظه له في سره وعلانيته .
11 : لا بد للسالك من خِريتٍ يدله ويُسلِّكُه .
12 : علامات النبوة في الكتب السالفة ومطابقتها للوقائع المشهودة .
13 : من آثار توفيق الله ورضاه البركة في الرزق ، فليس الأمر بالكثرة إنما بالبركة فمن حُرمها فقد حُرم .
14 : طالب الحق لا يهمه إن كان وضيع الحال لطالما كان في سبيل الوصول إلى أسنى المطالب .
15 : ولاية الله لعباده وتبشيرهم بما يُحبون شيئاً فشيئاً ، وأن الله إذا أراد أمراً هيأ أسبابه .
16 : ليس الكريم على الله الذي لا يُهان ، كلا فقد زجر الله من فهم هذا الفهم في سورة الفجر ، ومن زعم أن الكرامة على الله بعدم الإهانة وأنه سيبقى أبد الدهر مُكرَّماً فقد أبعد النجعة ، وسيُقال له : ذق إنك أنت العزيز الكريم ، وأما من حصلت له الإهانة من العبيد في جناب الله عز وجل فله عند الله الكرامة وسينالها دنيا إن شاء ربي وفي الأخرى تحقيقاً لا تعليقاً ، ومن كان مكرماً في غير جناب الله فإن مصيرهم الإهانة : ومن يُهن اللهُ فما له من مُكرم .
17 : إرخاء رداء رسول الله عن ظهره إشعار بالفراسة الوقادة الحاضرة ، وتعليم للدعاة والقادة التيقظ لما يدور حولهم ، فلا يصلح للقيادة أهل البلادة ، واللامبالاة لا يعرفها القائد الناجح ، بل هو منتبه شديد اللحْظ ، يُمرر الأشياء بإرادته ، يتغافل وليس بمغفل ، يتغابى وليس بغبي ، كما قيل " ليس الغبي في سيد في قومه إنما سيد القوم المتغابي " والقائد الذي هم على منهاج النبوة يحزن لحزن أتباعه ويفرح لفرحهم ، وهو يدعو إلى الله في جميع أحواله ، ومن تتبع سيرة النبي عليه الصلاة والسلام طرح الجمود وعرف أن النبي يدعو في قوله وفعله وإشارته وسكتته وفي كل أحواله .
18 : أهمية إسماع الأتباع العبر والعظات ، لما في ذلك شحذاً لهممهم وتثبيتاً لنفوسهم .
19 : الإعانة من لوازم الأخوة ولو بالكلمة الطيبة والمال .
20 : إهتمام القائد ومتابعته لأمور رعيته دقيقها وجليلها هو سر النجاح وهو سفير الألفة وتوثيقٌ لعرى الأخوة ودعائم الإجلال .
وأختم بالنقاط الهامة في ملامح شخصية سلمان التي جعلت منه : صاحب رسول الله بعد أن كان قطن النار :
1 : إرادة الخير 2 : حسن الاستماع 3 : تحمل المشاق في سبيل الوصول إلى المطلوب 4 : الثبات 5 : علو الهمة 6 : الفطنة والذكاء 7 : عدم القنوط واليأس 8 : دينه أغلى من ماله وجاهه وحسبه 9 : دينه أغلى من مكانته 10 : حبه كان وقود انتمائه .
هذا وصلى الله وسلم وبارك على محمد وعلى آله وصحبه وسلم ،