[b]
[b]الحقيقة
لم تنال سيدة مكانة مثل التى نالتها السيدة مريم فى الدين الأسلامى . حيث
أن القرأن وهو كلام الله عندما يتناول شخصية بأسمها فإنما يدل ذلك على عظم
شأنها . فكيف بشخصية السيد مريم التى نزلت سورة كامله بأسمها وهى ( سورة
مريم ) وما نسبه القرأن الكريم للسيدة مريم يدل على تفردها عن نساء
العالمين وكان القرأن صريح لقول الله تعالى (إِنَّ اللّهَ اصْطَفَاكِ
وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاء الْعَالَمِينَ ) وهذة الصفه التى
اختصها بها الله من الطهارة والأصطفاء أكدها الله بلفظ (على ) نساء
العالمين . وهو ارتفاع شأن السيدة مريم فوق النساء جميعا من قديم الزمن
الى ما شاء الله . وهى التى تقبل الله مجيئها بقبول حسن وجاءت من نبت طاهر
ومثل هذة الشخصية وبهذا الوصف حقيقة تجبر من يقرأ عنها وعن قصتها فى
القرأن الكريم أن يحترمها ويجعل من حبها نصيبا فى قلبه . وقد نالت السيدة
مريم رعاية الله فى اصعب الأحداث التى مرة عليها لما لها من مكانة وحب عن
الله
وأذا
تجلت قدرة الله فى خلق سيدنا أدم من تراب وخلق من ادم نفسه السيدة حواء .
فقد تجلت قدرة الله فى خلق السيد المسيح عيسى علية افضل السلام من السيدة
مريم الطاهرة بدون ان يمسسها بشر كما جاء فى قول الله تعالى
•
(قَالَتْ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي وَلَدٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي
بَشَرٌ قَالَ كَذَلِكِ اللّهُ يَخْلُقُ مَا يَشَاء إِذَا قَضَى أَمْرًا
فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ ) والأعجاز الذى لا يقبل أى نقاش ان
السيدة التى اجتمعت على الأيمان القاطع بطهارتها ومكانتها العالية فى كل
الأديان والمعتقدات هى السيدة مريم . أداما الله حبها فى قلوبنا جميعا .
وقد كرم الله البشرية حين أكرم السيدة مريم بالسيد المسيح الذى تفرد
بمعجزات ظهرة منذ مهده ونعومة اظافره الشريف عليه السلام فقد كلم الناس وهو
ما زال فى المهدى . وكان يشكل من الطين اشكال الطير ثم ينفخ فيها فتكون
طيرا حيا . وكان يشفى المرضى . وكان عليه السلام يحى الموتا . وكان يخبر
الناس ماذا أكلوا وكم وماذا ادخرو بداخل بيوتهم المغلقه التى لا يطلع
عليها احد كما جاء فى القرأن الكريم (* وَرَسُولاً إِلَى بَنِي
إِسْرَائِيلَ أَنِّي قَدْ جِئْتُكُم بِآيَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ أَنِّي
أَخْلُقُ لَكُم مِّنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنفُخُ فِيهِ
فَيَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِ اللّهِ وَأُبْرِىءُ الأكْمَهَ والأَبْرَصَ
وَأُحْيِـي الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللّهِ وَأُنَبِّئُكُم بِمَا تَأْكُلُونَ
وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لَّكُمْ إِن
كُنتُم مُّؤْمِنِينَ﴾ [آل عمران :42-49].
وقد
فعل تلك المعجزات جميعا بأذن الله تعالى وقد علمه الله الكتاب والحكمة
والتوراة والأنجيل فكان عليه السلام اعجازا فى كيفية خلقه وسعة علمه
والقدرات التى وضعها الله سبحانة وتعالى فيه وعلمه ايها. كما جاء فى القرأن
(وَيُعَلِّمُهُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ *)
وقد تناول القرأن الكريم ذكر هذة العائلة الطاهرة وقصتها فى سورتين وهما
سورة ال عمران و سورة مريم بشكل قصصى رائع يجعلك تتخيل الأحداث التى مرت
بها السيدة مريم مع قومها والبديع عندما تقرأ عن سيدنا عيسى عليه السلام
فى الأيات القرأنية لا تجد نفسك تعيش فى عصرنا الحالى بل انتقلت الى زمن
معجزات رسول تتجسد أمام عينك.
فالسلام
على المسيح عيسى والوقار والأجلال للسيدة مريم أداما الله حبها فى قلوب
المسلمين وجعلنا فى صحبت بركتها ومحبتها فى جنات النعيم
اشــــــــكركم
مع / تحياتى يحيى حسن حسانين
[/b]
[/b]