على خلفية
انتقال الكولومبي فريدي جوارين إلى الإنتر نستطلع معاً تجارب لاعبين قدموا
من الليجا البرتغالية للعب في شبه الجزيرة الإيطالية، سواء بإخفاقات أو
نجاحات..والمميز في هذا الانتقال للاعب الوسط القادم بقوة أنه من الأسماء
اللاتينية القليلة التي تأتي للدوري الإيطالي من البرتغال..وإن كانت طبيعة
المدرسة الكروية متشابهة.
نرصد معكم
تجارب سابقة لنجوم البرتغال في الملاعب الإيطالية، فهناك سؤال سيتم طرحه
بإيعاز من تجربة ريكاردو كواريسما الفاشلة في قلعة الأفاعي..وقدرة نجوم
الليجا البرتغالية على التكيف مع الملاعب الإيطالية في هذه السنوات.
البداية لم تكن مُبشرة..كان
أول اللاعبين البرتغاليين القادمين من نادي اكاديمكا البرتغالي إلى
السيريا آ، وخاصة لفريق هيلينو هيريرا الإعجازي ولكنه لم يترك أي بصمة خلال
عام مع النيراتزوري ظهر فيه في مناسبتين فقط بدون أن يحرز أية أهداف قبل
أن يتحول المهاجم الغير دولي إلى فيتشنزا وفي عامين أحرز 5 أهداف فقط قبل
أن يعود لأكاديمكا.
روي باروش:مرت
24 سنة قبل أن يخوض لاعب برتغالي آخر تجربة إيطاليا وكان لاعب وسط بورتو
في موسم 1987-1988 هو الاسم المنتظر في كتيبة السيدة العجوز، وقد شكل باروش
ركيزة أساسية في تشكيلة دينو زوف خلال عامين وأحرز 14 هدفاً في 60
مباراة..وقد نجح في الظفر ببطولة كأس الاتحاد الأوروبي بهدفين حاسمين أمام
باريس سان جيرمان وكولن الألماني..قبل أن ينتقل لموناكو الفرنسي.
الحقبة الذهبية للقادمين من أراضي البورتيجيسباولو سوزا: انتقل سوزا من سبورتنج لشبونة لليوفنتوس في 1994 في فترة انتقالية لفريق
المدرب مارتشيلو ليبي، وخلال عامين كان لاعب الوسط المدافع ركيزة أساسية
بتشكيلة ليبي حيث شارك في 54 مباراة مع اللا فيكيا سينيورا.
وقدم
سوزا بصمة هائلة لليوفي ليس فقط على الجانب الدفاعي بل كذلك لا ينسى أحد
هدفه في مرمى نانت خارج تورينو والذي مكن العملاق التوريني من الصعود
لنهائي دوري الأبطال والحصول على ثاني ألقابه الغالية في 1996 إضافة للدوري
الإيطالي "الاسكوديتو.
وتم بيع سوزا وكذلك فيالي ورافانيلي في الصيف الذي يليه، وكانت وجهته
الجيدة مع بروسيا درتموند حيث انتقم من اليوفي وفاز مع النادي الألماني
بدوري الأبطال في المباراة التاريخية التي تفوق فيها الجانب الألماني
3-1..عاد سوزا لإيطاليا بعدها للإنتر وبارما لكنه تأثر بالإصابات المتكررة
قبل أن يعتزل في وقتٍ مبكر من مسيرته بعمر 31 عاماً.
فيرناندو كوتو:
بعد مسيرة باروش الموفقة في تورينو
بدأت الأندية الإيطالية تستقطب البرتغاليين إلى أن جلب بارما اسم مهم وهو
المدافع الدولي كوتو وفي أول موسم قاد لاعب بورتو السابق لبارما للمركز
الثالث في الترتيب مع الحصول على لقب ثاني أفضل دفاع البطولة تحت إمرة
المدرب نيفو سكالا.
وفي موسمه الثاني فاز البرتغالي بلقب كأس
الاتحاد مع الجيالوبلو بمجموع المباراتين 2-1 بهدفي دينو بادجيو، أداء كوتو
أغرى نادي برشلونة الإسباني بشراءه قبل أن يعود للاتسيو في 1998 بكتيبة
السيد جوران أريكسون وخلال 7 سنوات ذهبية وفاز بلقبين لكأس إيطاليا وبطولة
كأس الاتحاد الأوروبي مرة ثانية إضافة لرفعه لقب الاسكوديتو التاريخي في
عام 2000..وغادر كوتو إلى بارما من جديد وقضى 3 سنوات قبل أن يقرر
الاعتزال.
سيرجيو كونسيساو:اسم
آخر تشابهت مسيرته مع كوتو قائد المنتخب البرتغالي، وهو كونسيساو الذي
انضم للاتسيو في نفس العام مع كوتو من بورتو البرتغالي في 1998..وخلال
سنتين أحرز 7 أهداف بقميص نسور العاصمة إضافة لحصده لقبي الاسكوديتو وكوبا
إيطاليا في 2000..وكأس الاتحاد الأوروبي وكأس السوبر الأوروبية في 1999.
ولكن
بعد ذلك مر كونسيساو بمسيرة متذبذبة وتنقل بين أندية بارما والإنتر
ولاتسيو ليعود لبورتو بعد 6 سنوات يمكن وصفها بالموفقة في شبه الجزيرة
الإيطالية.
روي كوستا:
انتقل صانع الالغاب البرتغالي من
بنفيكا إلى فيورنتينا في ظل المشاكل المادية التي عصفت بصقور البرتغال،
فانضم كوستا على مضض ولكنه سرعان ما تأقلم على الأوضاع في ملعب الأرتيميو
فرانكي..وقدم سنوات عديدة ذهبية استحق عليها ارتداء شارة القائد ورغم حصوله
على بطولة الكأس مرة واحدة خلال 7 سنوات لكنه قدم نفسه بمستوى عظيم جعله
واحداً من أعظم صناع الألعاب في هذه الفترة بقدراته الفنية اللامعة
وتمريراته التي لا تخطيء.
ودمعت عينا روي كوستا حينما ترك الفريق
التوسكاني وواجه فيورنتينا بقميص الميلان في صفقة انتقال قياسية، وارتدى
روي كوستا قميص الروسونيري ولكن دوره تقلص بعد قدوم البرازيلي ريكاردو كاكا
في عام 2003.لكن روي احتفل بالفوز بدوري أبطال أوروبا وكذلك الاسكوديتو
قبل أن يعود لنفيكا في عام 2006 بعد 12 سنة ذهبية في الملاعب الإيطالية.
نونو جوميش:
ساهمت أهدافه الأربعة في كأس الأمم
الأوروبية في إقناع فيورنتينا بانتدابه بمبلغ 17 مليون يورو ولكن المهاجم
البرتغالي لم يمضي سوى سنتين في فلورنسا فاز بها بكأس إيطاليا قبل أن يعود
لصقور البرتغال بسبب المشاكل المادية التي عصفت بالعملاق التوسكاني، ولعب
جوميش 53 مباراة مع البنفسجي وأحرز فيها 14 هدفاً.
بعد الألفية الجديدة:
بدأ استقطاب البرتغاليين يقل بعد
المشاكل المادية التي تأثرت بها أندية السيريا آ فلا يمكن سوى ذكر صفقة
لويس فيجو الذي انضم للإنتر في صفقة انتقال حر وقضى 3 سنوات ساهم فيها في
صناعة شعبية بملعب الجوزيبي مياتزا إضافة لحصد العيد من البطولات.
لكن على الجانب الآخر نجد صفقتين مخيبتين تتمثلان في ريكاردو كواريسما
ومانيش وكليهما فشلا فشلاً عظيماً وخاصة اللاعب الأول الذي قدم للمياتزا
بطموحات كبيرة.
وكانت هناك أسماء أخرى مثل كوستينيا الذي قضى 3
سنوات كارثية مع أتالانتا ولويس فيديجال مع نابولي، كما كانت هناك تجربتين
لليوفنتوس تتمثلان في تياجو مينديز الذي قدم من أولمبيك ليون دون أن يقدم
بصمة حقيقية بقميص البيانكونيري وكذلك خورخي أندراي الذي قضى فترة درامية
في تورينو لعب فيها 4 مباريات وأجرى 3 عمليات في الركبة خلال سنتين.
وفي السنتين الأخيرتين لعب الحارس إدواردو مع جنوى ولكنه لم يظهر بنفس
الحال التي كانت مع المنتخب البرتغالي في بطولة أمم أوروبا..ولكن في الحالة
الأخرى فإن ميجيل فيلوسو القادم من سبورتنج لشبونة أظهر استمرارية لا بأس
بها بقميص الجريفوني حتى الآن.
لاعبون
آخرون أجانب مروا بتجارب مختلفة في إيطاليا في السنوات الأخيرة مثل إرنستو
فارياس الذي انضم لباليرمو من إستوديانتيس في 2004 ، ولم يقدم في صقلية أي
بصمة تذكر ليرحل بعد عام إلى بوكا جونيورز وبعد تألقه انتقل إلى بورتو
البرتغالي ولعب 3 سنوات لا بأس بها بقميص الفريق الأبيض والأزرق.
وكذلك
نذكر ماورتسيو بينيا من الإنتر لسبورتنج لشبونة، ميكولي من اليوفنتوس
لبنفيكا البرتغالي واللذين لعبا بشكل رائع بعد انتقالهم من الملاعب
الإيطالية للبرتغالية.