في موسم 1984-1985، كان في أوروبا حديث عن
فريقين فقط لا ثالث لهما.. هما ليفربول و اليوفنتوس. فالأول كان الفريق
الأقوى في إنجلترا منذ السبعينيات بقيادة المدربين بوب بيسلي و جو فاجان، و
الجيل ذهبي الذي يتقدمه برايان سونيس، آلان هانسن، سامي لي، كيفن كيجان،
كيني دالجليش و يان راش، محققًا بطولة الدوري الإنجليزي 8 مرات قبل ذلك
الموسم (في مواسم 972-73، 1975-76، 1976-77، 1978-79، 1979-80، 1981-82،
1982-83، 1983-84)، إضافة إلى الفوز بكأس الأندية الأوروبية البطلة 4 مرات
في نفس الفترة (1976-77، 1977-78، 1980-81، 1983-84) و كانت الأخيرة في
عام 1984 على حساب روما الإيطالي في نهائي البطولة بركلات الجزاء
الترجيحية.
في المقابل، هيمن اليوفنتوس على الكرة الإيطالية في
الفترة ذاتها، محققًا الدوري الإيطالي أيضًا 8 مرات (في مواسم 1971-72،
1972-73، 1974-75، 1976-77، 1977-78، 1980-81، 1981-82، 1983-84)، و ذلك
بأقدام نجوم قادهم المدرب القدير جيوفاني تراباتوني، مثل دينو زوف،
جايتانو شيريا، أنتونيو كابريني، كلاوديو جنتيلي، جوزيبي فورينو، ماركو
تارديلي، روبيرتو بيتيجا، باولو روسي، زبينييف بونييك و ميشيل بلاتيني.
و
قد تمكن كلا الفريقان من شق طريقهما إلى نهائي بطولة كأس الأندية
الأوروبية البطلة و الذي تحدد ملعب هيسل بالعاصمة البلحيكية بروكسل
لاستضافته، و هو الاختيار الذي لاقى الاستهجان من مختلف الجهات كونه
ملعبًا قديم الطراز و لم تتم عليه أي عملية من عمليات التحديث منذ إنشائه
في عام 1930، و لم يشفع للملعب حينها سوى سعته التي كانت تصل إلى 60 ألف
متفرج.
و في اليوم المنتظر، و قبل ساعة تقريبًا على بداية اللقاء،
عادت الذاكرة بفئة من مشجعي ليفربول إلى أحداث نهائي الموسم الماضي الذي
شهد هجومًا عنيفًا من مشجعي روما على مشجعي الريدز بعد انتهاء المباراة
بين الفريقين. و قد قامت تلك الفئة باختراق السياج الفاصل بين مشجعي كلا
الفريقين و قاموا بمهاجمة المشجعين الإيطاليين اللذين أُجْبِرُوا على
التراجع بشكل عشوائي للخلف، مشكلين ضغطًا كبيرًا على أحد لجدران المتهالكة
خلفهم، و الذي سقط تمامًا عليهم في دقائق معدودة، مما أدى إلى مصرع 39
مشجعًا أغلبهم من مشجعي اليوفنتوس، إضافة إلى إصابة 600 آخرين. و قد تم
نقل الجثامين إلى خارج الملعب عبر طائرات مروحية طبية.
و بالرغم من
ذلك، أُقِيمَت المباراة و حقق اليوفنتوس الفوز على ليفربول بنتيجة 1-0،
عبر ركلة جزاء سجلها ميشيل بلاتيني، ليحتفل البيانكونيري باللقب الأول لهم
في كأس الأندية الأوروبية البطلة مهديين الإنجاز إلى أرواح اللذين ماتوا
في الملعب من مشجعيهم. و قد تسببت تلك الكارثة التي يعتبرها الكثؤيرون
الأسوأ في تاريخ المسابقات الأوروبية في إيقاف الأندية الإنجليزية من
المشاركة في جميع المنافسات الأوروبية لمدة 6 سنوات (و الإيقاف لـ 7 سنوات
لليفربول). كما تم هدم ملعب هيسل في عام 1995 و بناء ملعب الملك بودويين
في مكانه.