الحقيقة
أنها بالفعل كانت مفاجأة لاسيما وأن كثيرين رشحوا أسود التيرانجا للوصول
لمدى بعيد بالبطولة وتحقيق ما لم يستطع جيل الحاج ضيوف و هنري كامارا وبابا
ديوب ولامين دياتّا وساليف دياو ، تلك الكتيبة التي وصلت لنهائي كأس الأمم
الأفريقية بمالي 2002 وقائدهم في الملعب كان أمارا تراوري لاعب أندية ميتز
وشاتروا وجينجون الفرنسية والمدرب الحالي بذات الفريق.
وتكهنات الكثيرين وطموحات البعض
لم تكن سراباً وكلاماً خيالياً ، فالفريق الحالي بالفعل
أكثر قوة ورونقاً من السابق وعلى الصعيد الإحترافي بالذات.
فخط الهجوم
الخاص بأسود التيرانجا يبدو مخيفاً بحضرة ديمبا با نجم خط هجوم الماجابيس
ووصيف هدافي البريمير ليج للموسم الحالي برصيد 15 هدف سجلها هذا الموسم
بالبطولة المحلية الانجليزية رفقة نيوكاسل ليتفوق على أسماء براقة
كالإنجليزي واين رووني والأرجنتيني سيرجيو أجويرو ، الفريق الذي يقوم بعمل
ممتاز على صعيد الأداء الفني وحتى على صعيد التسوق بالإنتقالات ، فبعد أن
حصل على توقيع ديمبا با بشكل مجاني من الهامرز ويست هام بالصيف الماضي
"ديمبا كان يملك بند بعقده مع الهامرز يتيح له الرحيل مجاناً بحال هبوطهم
وهو ما حدث فعلاً" واصل تعزيزاته بالشتاء واستقطب سنغالياً آخر واسمه
ديمبا أيضاً ، ربما هي المصادفة أو حسن الطالع ولكن بابيس ديمبا سيسيه
مهاجم فرايبورج السابق التحق بمواطنه با منذ إسبوعان وتكبد نيوكاسل لأجل إستقطابه 10 ملايين باوند "15.3 مليون دولار"
ليكون نيوكاسل شراكة هجومية أفريقية سنغالية تنبأ الجميع أنها ستكون فتاكة
إذا ما إجتمعت جنباً لجنب وهو ما قد يكون حقيقي وأقرب للمنطق بشرط .. الا
يرتدي الثنائي قميص السنغال الوطني !
وبابيس
ديمبا سيسيه – 26 عاماً – والذي يصغر مواطنه ديمبا با بتسعة أيام فقط ، ليس
أقل شأناً منه بالقوة التهديفية ، فمهاجم فرايبورج السابق كان
بالموسم الماضي وصيفاً بالترتيب النهائي لهدافي البوندزليجا الألماني والذي
أحرز فيه ديمبا سيسيه 22 هدفاً ليحتل المركز الثاني بترتيب هدافي البطولة
الألمانية خلف المتصدر ونجم بايرن ميونخ ؛ المهاجم الألماني نصف الأسباني
ماريو جوميز صاحب الـ 28 هدف.
والأمر ليس
مقتصراً على أن وصيف هداف الدوري الالماني الموسم الماضي سنغالي وكان
متواجداً بقائمة المنتخب بغينيا الاستوائية ، ولا حتى مقتصراً على أن وصيف
هدافي النسخة الحالية للبطولة الإنجليزية سنغالي أيضاً ، بل أن هداف الدوري
الفرنسي الموسم الماضي ؛ موسى سو مهاجم ليل الفرنسي السابق والمنتقل
منذ خمسة أيام لفنارباتشة التركي نظير عشر ملايين يورو ذهبا لنادي ليل ،
فيما وقع سو على عقد لخمسة سنوات سيتقاضى خلالهم 11 مليون يورو !
سو الشهير بـ "سو تايم" وعلى غرار عبارة الإحتفالات والمفاجآت الشهيرة ،
فموسى
سو أحرز الموسم الماضي بالبطولة الفرنسي "الليج آن" 25 هدفاً قادو نادي
ليل لإنتزاع لقب الدوري الفرنسي وجعلوه هو بالذات هدفاً للبطولة متفوقاً
على مهاجمين بحجم الفرنسي ذو الاجداد البرتغاليين كيفين جامييرو مهاجم البي
إس جي والأرجنتيني ليساندرو لوبيز مهاجم ليون والمغربي يوسف العربي مهاجم
كان وقتها والمهاجم الحالي بنادي الهلال السعودي.
ستجدون
بالخط الأمامي لأسود التيرانجا الخبير مامادو نيانج مهاجم السد القطري
والقائد الحالي للمنتخب السنغالي وصاحب التجارب الكبيرة الومرموقة
بمارسيليا و فنارباتشة وبخلاف كل هذا العدد من المهاجمين من أصحاب الأسماء الرنانة ، فأسود التيرانجا ليسوا أسوداً باوروبا بالخطوط الامامية فحسب ،
فسليماني
دياوارا مدافع مارسيليا هو احد أهم المدافعين بالليج آن الفرنسي وكان
سبباً رئيسياً ومهماً قبل عامين في إنتزاع بوردو ، ناديه السابق ، للبطولة
الفرنسية آنذاك ، الأمر نفسه ينطبق على زميله بالمنتخب وزميله السابق ببوردو
لودوفيتش سانّي وكذا أرماند تراوري مدافع أرسنال السابق وكوينز رينجرز الحالي.
ولكن كل هذا ذهب أدراج الرياح بأدغال
أفريقيا ، أو ربما كل هذا هو سبب المستوى المتدني الذي قدمته السنغال
بالسقوط بالمجموعة الأاولى في الثلاث مباريات بنتيجة واحدة هي 1/2 في كل
مبارياتهم وامام فرق أقل بكثير .. بكثير بالأسماء من السنغال ، فمع كامل
الإحترام والتقدير للرجولة والتفاني الذي قدموه منتخب ليبيا الثائرة والحرة
تحت راية علم جديد وككفاحهم المضني حتى آخر الدقائق لمشوارهم بالبطولة
ولكنهم لا يملكون هذه الاسماء بأوروبا ولكنهم يملكون شيئاً أهم كاد أن
يجعلهم بربع نهائي البطولة .. حب القميص والتفاني ، فقط لم نراهم يلعبون
بالمشاعر وللأموال فحسب فأسود التيرانجا.
بالسابق ..
كنا نجد منتخباً افريقياً يقوم بذات الطريق التي تسير عليه السنغال الآن ..
مجموعة كبيرة من المهارات وأسماء مهمة باوروبا ولا شيء مع المنتخب ،
بالطبع أتحدث عن المنتخب النيجيري الذي تخصص في اللعب بأعصاب ومشاعر
جماهيره وكذا كان خبيراً في عدم الإكتراث ، والىن أصبحت نيجيريا لا تستطيع
أو ربما لا يهتم لاعبوها باللعب بالامم الافريقية بالأساس ، وعلى طريق
النسور الخضر يسيرون .. أسود التيرانجا !
بالأخير
فأنني وكرجل من أفريقيا أعبر عن بالغ أسفي عن عدم إستكمال منتخب السنغال
للدرب ، لاسيما وأن ثلاثي بالخط الامامي هم هدافي ثلاث بطولات أوروبية
بأقوى خمس هو شيء كان يثير شغفي بشدة ، بيد أنهم وللأمانة يستحقون الخروج ،
فرجال زامبيا
المكافحون على غرار المحترف بهينان جياني الصيني ؛ كريس كاتونجو وشركاءه
بالخط الأمامي رينفورد كالابا نجم مازيمبي الكونجولي وتشيسامبا لونجا مهاجم
سفيردلوفيسكايا الروسي وإيمانويل مايوكا مهاجم بي إس سي يانج بويز
السويسري ، هم كلهم ربما مغمورين ، وربما فقراء ، ولكنهم رجال ويستحقون
المتابعة الإهتمام الحقيقي.