بعيداً
عن القيمة الفنية لبرشلونة والتي تتفوق على القيمة الفنية لفالنسيا فإن
هناك عناصر ساهمت بصورة أو بأخرى في خروج فالنسيا من البطولة...
1- الحرمان من كسر جبروت البرسا بـ10 لاعبين
الجميع
يعرف كم هو قوي برشلونة وكم يمتلك لاعبوه من القدرات الفنية، لكن الحقيقة
تقول إن فالنسيا حُرم من اللعب أمام 10 لاعبين لبرشلونة لمدة 75 دقيقة على
ملعبه الرهيب "ميستايا" .. فالنسيا كثيراً ما يبدع أمام برشلونة في هذا
الملعب ويقل مستواه كثيراً في الكامب نو وهو أمر طبيعي بالنظر لقوة برشلونة
على ملعبه، لكن الخفافيش لم يحصلوا على حقهم كاملاً في فرصة تفوق عددي
لوقت طويل كان من الممكن أن يسمح لهم بتسجيل أكثر من هدف وربما نتيجة عريضة
تتيح لهم الذهاب لملعب الكامب نو بحسابات مختلفة.
2- القدرات الخاصة للاعبي برشلونة
في
الواقع، كان يمكن لفالنسيا الحصول على نتيجة أفضل من تلك أمام النادي
الكتلاني لو كان برشلونة يمتلك لاعبين عاديين ليس عندهم قدرات خاصة ..
القدرات الخاصة تلك هي التي تتيح للفريق التخلص من الضغط المتواصل على
لاعبيه وتخليص الكرة في أماكن ضيقة بدون نجاح من المنافس الذي يُصاب
بالإحباط من هذه الكرات.
القدرات الخاصة هي التي تسمح للاعب كليونيل
ميسي بأن يتخلص من أكثر من لاعب يحاصره بدون فقد للكرة وصنع هجمة مجهدة
لدفاع فالنسيا الذي يكون عليه أن يبدأ من جديد بمحاصرة هؤلاء اللاعبين من
استعادة الكرة وكثيراً ما يكون هذا الأمر بدون جدوى.
3- أوناي إيمري لا يجيد التصرفكل
من يشاهد لقاءات فالنسيا يدرك جيداً أن هناك جهداً مبذولاً بوضوح من جانب
المدير الفني أوناي إيمري على إيصال فريقه لتلك القدرة العالية على أداء
هجمات بطرق معينة وتنفيذ استراتيجية واضحة في الدفاع والهجوم خصوصاً في
الشق الأمامي.
لكن مشكلة أوناي إيمري هي أنه يجيد وضع خطط للقاءات،
لكنه لا يجيد اللجوء لخطط أخرى إذا ما تعذر لسبب أو لآخر أن تؤتي هذه الخطة
أكلها ..
لذلك لا نشاهد أوناي إيمري يفوز بمباريات كبيرة كثيرة ..
لأنه يواجه فرق بمدربين مميزين غالباً ما يقلبون الدفة عليه وهو يقف بدون
حراك كبير وكثيراً ما رأينا فالنسيا متفوقاً في الشوط الأول أو في بعض
الفترات على فرق كبيرة أخرى لكنه لا يستطيع مواصلة هذا التفوق أو السيطرة
ويزيد الطين بلة ما يفعله اللاعبون من إضاعة للفرص التي تتاح أثناء فاعلية
خطة إيمري الأولية.
حدث ذلك مع إيمري اليوم عندما وجد أن فكرة اللعب
بجوردي ألبا وجيريمي ماثيو لا تؤتي ثمارها كالعادة فلم يتحرك كثيراً .. لم
يفكر مثلاً في خطة مجنونة كاللعب بـ3 مدافعين وإخراج ميجيل مع إعادة
ألبيلدا للخلف قليلاً .. أو في إمكانية إشراك ظهير جديد في الشوط الثاني
بدلاً من ميجيل ليقدم الإضافة لسفيان فيجولي وفتح جبهة جديدة تشتت لاعبي
البرسا .. لم يفعل إيمري ذلك لأنه كما أسلفنا، يظن أن اللقاء سيسير بنفس
الطريقة طوال الوقت.
4- برشلونة ارتاح أكثر ذهاباً ... وإياباً..! كان
أمراً مثيراً للانتباه أن نرى برشلونة يلعب يوم السبت وأن نرى فالنسيا
-الذي لعب 3 مباريات متتالية خارج أرضه في الليجا- يلعب يوم الأحد ثم
يلتقيان ذهاباً في الميستايا يوم الأربعاء.
وتحول الموضوع من أمر مثير
للانتباه لأمر مثير للاستغراب في تكرر نفس الشيء بلعب برشلونة أمام ريال
سوسييداد يوم السبت ولعب فالنسيا مباراة قوية جداً أمام أتلتيكو مدريد في
الفيثنتي كالديرون وأيضاً يوم الأحد..!
كان أمراً غريباً حقاً ويدعو
للتساؤل حول ما إذا كان فالنسيا قد ظُلم في هذا الأمر أم ماذا لكنه من غير
المعقول أن يلعب فريق مرتين وهو مرتاح يوماً أقل وخصوصاً مع مباريات قوية
كالتي خاضها فالنسيا.
ومع فريق كبرشلونة، يحتاج الفريق لما هو أكثر من
مجهوده المعتاد ليواجه أسلوب اللعب المجهد جداً للمنافس لكن هذا لم يكن
ليتوفر بسبب ما أسلفنا ذكره فانهار فالنسيا في نهاية كل شوط كما أنه كان من
المستحيل أن يريح إيمري 11 لاعباً أمام أتلتيكو مدريد لأن من حقه أن يلعب
مباراة مهمة كهذه أمام منافس له على مراكز دوري الأبطال بتشكيلته الأساسية.
5- إصابة سولدادو
كانت
مفاجأة صاعقة لعشاق فالنسيا عندما علموا بإصابة هدافهم الأول روبيرتو
سولدادو بحمى شديدة منعته من دخول القائمة النهائية للقاء رغم قدومه مع
الفريق لبرشلونة.
صحيح أن أدوريث لم يكن سيئاً لكنه ليس بنفس جودة
سولدادو فمباراة كهذه لم تكن تحتاج لارتقاءات أدوريث كثيراً خصوصاً وأنه لا
توجد عرضيات كثيرة او كرات طولية على الطريقة الإنجليزية بل كانت الكرات
الطويلة خلف المدافعين وفشل أدوريث في تسلم أكثر من واحدة كما أنه في
المواقف التي تعرض لها أُتيح الانفراد بيينتو في لقطة وفرصة التسديد في
أخرى وتعامل مع الاثنتين برعونة بالغة وربما كان سولدادو ليتعامل معهما
بشكل أفضل من ذلك.
6- مستوى متدنّي لدييجو ألفيشنعم
هو سبب مجنون، فالحارس البرازيلي أنقذ فريقه من 4 فرص حقيقية على الأقل،
لكن هذا دائماً كان يحدث بعد أن يتلقّى فريقه هدفاً يكون هو السبب فيه.
حدث
ذلك في المباراة الأولى عندما كان فالنسيا في طريقه لهز الشباك من جديد
فإذا به يتلقى هدفاً قاتلاً عدّل من الموازين من جديد وغير من مسار اللقاء.
وحدث
ذلك في المباراة الثانية التي كان فالنسيا جيداً فيها في الربع ساعة
الأولى وكان واضحاً على لاعبي برشلونة الحيرة بين الدفاع والهجوم مع تأرجح
نتيجة 0/0 بين التأهل والخروج فإذا بألفيش يُخطئ بطريقة ساذجة في هدف
فابريجاس ليمنح لاعبي البرسا أريحية وهدوء أعصاب ليبدعوا ويمتعوا الجماهير
بشكل واضح بعد أن تخلصوا من عائق نفسي خوفاً من تلقي هدف يخرجهم من البطولة
فقد كانوا يعرفون أنه لم يعد هدف واحد كافياً ليودعوا حلم السداسية.
ملاحظة: صحيح أنه يمكن ضم رعونة لاعبي فالنسيا أمام المرمى لهذه الأسباب، إلا أنه
لم يكن يمكن ذلك في الواقع لأن لاعبي برشلونة أضاعوا فرصاً أكثر من لاعبي
اللوس تشي وبالتالي لم يكن منطقياً ضم هذا السبب رغم أن فرصة واحدة من
لاعبي فالنسيا ككرة جوردي ألبا كانت كفيلة بجعل لاعبي البرسا يندمون على
إضاعتهم لعديد الفرص في الشوط الأول بالذات.